صحف وآراء مجتمع

تصاعد اعتداءات الإسرائيليين المتطرفين على مسيحيي وكنائس القدس.. بصق وتدنيس

*نايف زيداني

أظهر مقطع فيديو جديد بصق عشرات الإسرائيليين المتطرفين من اليهود المتدينين بشكل مستفز نحو المسيحيين والكنائس في القدس المحتلة. وتنتشر ظاهرة الكراهية بسرعة في المدينة المقدسة ومناطق أخرى، بما في ذلك حيفا التي شهدت في الآونة الأخيرة حالات تدنيس متعددة للكنائس.

وأفادت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، في تقرير مساء الاثنين، بأن هذه الحوادث وقعت خلال اليومين الأخيرين خلال احتفالات “عيد العرش” اليهودي، حيث توافد عدد كبير من اليهود المتدينين إلى البلدة القديمة في القدس وصولاً إلى حائط البراق لأداء طقوس تلمودية.

ونقلت الصحيفة تصريحات مسؤولين في كنائس القدس، حيث شهدوا تصاعداً ملحوظاً في هذه الظاهرة المثيرة للقلق في الفترة الأخيرة.

وأشارت الصحيفة إلى ادّعاء شرطة الاحتلال الإسرائيلية صعوبة متابعة القضايا القانونية ضد المرتكبين، خاصةً أن المعتدين يبصقون على الأرض وليس مباشرة نحو الأشخاص.

ولفتت الصحيفة إلى أن أحد مقاطع الفيديو “يظهر مجموعة من المؤمنين المسيحيين يغادرون الكنيسة في شارع باب الأسباط، وهم يحملون صليباً كبيراً”، في الوقت الذي كانت تجري فيه مسيرة ضمن طقوس تلمودية يهودية في محيط الحرم القدسي، و”عندما لاحظ اليهود وجود المسيحيين بدأوا بالبصق عليهم، وبصق معظمهم على الأرض بجانبهم”.

كما أشارت الصحيفة العبرية إلى أن ظاهرة بصق يهود باتجاه مداخل الكنائس في البلدة القديمة في القدس المحتلة ليست جديدة، لكنها تصاعدت في الآونة الأخيرة، بحسب مصادر في الكنائس.

وعلى صوت الاحتجاجات تكشف الصحيفة عن تصريحات للبطريرك الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للاتين، الذي أكد أن “البصق ليس ظاهرة جديدة، ولكنها أصبحت أكثر شيوعاً في الآونة الأخيرة”، ارتباطًا بزيادة عدد مجموعات اليهود الحريديم والصهيونية الدينية في البلدة القديمة. وأضاف: “لا شك أن هناك بعض الحاخامات يؤيدون ذلك أو حتى يشجعونه”.

ووجه الكاردينال بيتسابالا الاهتمام أيضاً إلى وجود أعضاء من اليمين المتطرف في حكومة الاحتلال الإسرائيلي الحالية، قائلاً: “ربما لا تشعر بعض هذه الحركات بأنها تتلقى الدعم، لكنها تشعر بأنها محمية”.

وفي شهر أغسطس/ آب الماضي، التقى قائد لواء القدس في شرطة الاحتلال الإسرائيلي دورون تورجمان بعدد من رؤساء الكنائس في القدس المحتلة، وأعلن التزامه بمكافحة ظاهرة العنف والتمييز ضد المسيحيين والمؤسسات الدينية المسيحية. ومع ذلك، ظلت هذه الظاهرة مستمرة.

ومنذ بداية العام، فتحت شرطة الاحتلال 16 ملفاً تحقيقياً عقب حوادث تخريب وعنف وتضييق على المسيحيين والمؤسسات الدينية المسيحية. وحقق مع 21 شخصاً يشتبه بضلوعهم في هذه الأحداث، ولكن لم تتوافر معلومات حتى الآن حول معاقبة أي منهم.

عادة يهودية مباركة

وفي تطور يثير الجدل، صرّح المستوطن إيليشع يارد، وهو أحد المشتبه بهم في جريمة قتل الشهيد قصي معطان من قرية برقة في شرق رام الله، في 4 أغسطس/ آب الماضي، بأن عادة البصق على المسيحيين ومقدساتهم هي “عادة يهودية قديمة ومباركة”.

ونشر يارد هذا التصريح عبر حسابه على منصة “إكس”، حيث قال إن “عادة البصق بجوار الكهنة أو الكنائس هي تقليد يهودي قديم يمتد منذ سنوات طويلة”، زاعماً وجود “بركة خاصة في الشريعة اليهودية” عند ممارستها.

وفي منشوره التحريضي، أضاف يارد، الذي كان ناطقاً باسم النائبة في الكنيست الإسرائيلي ليمور سون هار ميلخ من حزب “عوتسما يهوديت” (القوة اليهودية)، قائلاً: “ربما نكون قد نسينا، تحت تأثير الثقافة الغربية، ما هي المسيحية بالنسبة لليهود. ولكن يجب علينا أن نتذكر أن ملايين اليهود الذين عاشوا في المنفى خلال الحملات الصليبية والتعذيب في محاكم التفتيش، والمؤامرات الدموية، والمذابح الجماعية، لن ينسوا أبداً تلك الأحداث”.

وأثار هذا التصريح استنكاراً من جهات إسرائيلية، بما في ذلك منظمة “تاغ مئير”، التي أدانت منشور يارد، وأكدت أن “اليهود الذين يبصقون على المسيحيين في القدس ينتهكون تعاليم الدين ويعرضون اليهود في جميع أنحاء العالم للخطر. شرطة إسرائيل بقيادة المجرم (ايتمار) بن غفير تعرض سلامة اليهود والعرب على حد سواء للخطر”.

*نشرت في العربي الجديد في 03  تشرين الاول / أكتوبر 2023

Leave a Comment