سياسة مجتمع

29 تشرين الثاني يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني: الوحدة الوطنية كانت وستبقى السلاح الأقوى على طريق تحقيق أهدافه

أصدر المكتب التنفيذي لمنظمة العمل اليساري الديمقراطي العلماني، ولمناسبة يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني، البيان الآتي نصه:

في يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني الذي قررته منظمة الأمم المتحدة في الـ 29 من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر من كل عام، تجدد منظمة العمل اليساري الديمقراطي العلماني تضامنها ودعمها للشعب الفلسطيني في مسيرته النضالية من أجل قضيته الوطنية وحقه في إقامة دولته الوطنية على أرضه. وهو الشعب الذي يسطر اليوم أرقى ملاحم البطولة والصمود الوطني والإنساني في مواجهة آلة الحرب الاميركية ـ الاسرائيلية، ويتابع تضميد جراحه ودفن شهدائه والبحث عن مفقوديه بين أنقاض المستشفيات والمدارس والمنازل والمباني والشوارع المدمرة في قطاع غزة ومدن وقرى الضفة الغربية ومخيماتهما.

في يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني، لم يتوقف جيش الاحتلال الصهيوني، ومنذ خمسين يوماً عن دك المدن والقرى بأقوى وأفتك أنواع أسلحة الدمار. وهو يحاول الثأر للهزيمة التي الحقتها بدولته العملية التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في السابع من شهر تشرين الاول الماضي، والتي أدت إلى زعزعة كيانه العنصري، وأطاحت بإسطورة جيشه وأجهزة استخباراته. إن الحرب الهمجية التي ينفذها في قطاع غزة والضفة الغربية مع الدول الداعمة بقيادة الولايات المتحدة، هي حلقة في مخطط استعماري، يستهدف اقتلاع من تبقى من الشعب الفلسطيني على أرضه. يؤكد ذلك رفضها القاطع لوقف اطلاق النار قبل أن تحقق الحرب أهدافها، والتغطية لها بحملة إعلامية تضليلية مفخخة حول حماية المدنيين وحل الدولتين.

لكن الأهم الذي سهّل لقادة الاحتلال ممارسة هذا المستوى من الاجرام الذي نتج عنه أكثر من خمسين الف شهيد وجريح والوف المفقودين وأكثريتهم من الاطفال والنساء، وتهجير قسري لما يقارب مليوني انسان من بيوتهم، عدا الدمار الهائل، إلى جانب الدعم السياسي والمالي والعسكري والاعلامي الغربي، يتمثل في حالة العجز العربي في ظل مسار التطبيع الرسمي المستمر مع الكيان الصهيوني، وتفكك العديد من البلدان والمجتمعات العربية تحت وطأة  إنفجار ازماتها الداخلية واستباحتها عبر التدخلات الاقليمية والدولية. وهو العجز الذي عكسته مقررات القمة العربية الاسلامية، التي لم تتجاوز مطالبة الولايات المتحدة بوقف الحرب.

في يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني هذا العام، لم تتوقف عمليات القتل والاعتقال والتهجير والتدمير والتجريف الاراضي ومصادرتها وهدم المنازل،  ضاربة عرض الحائط بكل حملات الادانة والاستنكار من الراي العام العالمي، وبجميع التحركات والتظاهرات التي شهدتها مختلف العواصم والمدن العالمية،   التي رفعت الصوت عالياً في مواجهة هذا المستوى الوحشي من الجرائم التي تنفذها قوات الاحتلال  تحت أنظار العالم أجمع. ورغم المطالبات الواسعة بوقف الحرب، إلا أن ما تحقق ليس سوى هدنة انسانية مؤقتة لإطلاق المحتجزين والأسرى المدنيين من الجانبين، في ظل التأكيدات عن العودة السريعة لاستنئاف الحرب المفتوحة، والتلويح بتوسيع نطاق العدوان ليشمل لبنان، واستهداف عاصمته وإعادتهما كما قطاع غزة إلى العصر الحجري كما يكرر قادة العدو الصهيوني.

إن صلابة الموقف الفلسطيني في صموده أمام هذا المستوى من الاجرام تدفع كل احرار العالم إلى مواصلة حملة التضامن بكل اشكالها الممكنة من أجل نصرة هذا الشعب حتى انتزاع حقوقه السياسية المشروعة. كما وأنها تشكل إدانة للنظام العربي العاجز حتى عن ممارسة الضغط لوقف حرب الإبادة للشعب الفلسطيني ومحاولات تصفية قضيته الوطنية. وهو العجز الذي لا تغطيه المواقف المبدئية حول رفض تهجير الفلسطينيين والمطالبة بحل الدولتين وتأييد منظمة التحرير أو قوافل الاغاثة. علماً أن الصمود الاسطوري للشعب الفلسطيني على ارضه وسيل التضحيات التي يقدمها، يشكل حافزاً للمجتمعات العربية وقواها الحية ليس من أجل التضامن معه في كفاحه كي يكون له وطن على ارضه وحسب. إنما من أجل تجديد نضالها لإنقاذ  بلدانها من مشاريع  التفكيك والسيطرة والهيمنة عليها سواء الاميركية منها أو الاقليمية التي وضعت كياناتها الوطنية أمام مصير مجهول.

إن منظمة العمل اليساري الديمقراطي العلماني، ومن موقعها الوطني اللبناني ترى أن كل اشكال الدعم والتضامن مع الشعب الفلسطيني في كفاحه دفاعاً عن وجوده وحقه في إقامة دولته الوطنية على ارضه لا يمكن لها أن تستقيم إلا في ظل استعادته لوحدته الوطنية الفلسطينية على قاعدة برنامج  مواجهة موحّد يجمع بين جميع اشكال المقاومة والنضال السياسي والشعبي والدبلوماسي. إن الوحدة الوطنية تحت راية منظمة التحرير كانت وستبقى الحصن المنيع والسلاح الأقوى على طريق تحقيق أهدافه.

أخيراً، إن المنظمة ترى التضامن الحقيقي مع الشعب الفلسطيني، يكمن في نضال اللبنانيين وسعيهم في سبيل بقاء بلدهم وطناً لجميع إبنائه، وفي الوحدة لمواجهة العدوانية الصهيونية التي تهدده، وفي العمل لإنقاذه من الانهيار السياسي والاقتصادي، وإعادة بناء دولته على اسس وطنية جامعة. وهو التحدي الذي يتشاركه مع  سائر مجتمعات بلدان المنطقة المعنية بمواجهة هذه الحرب المتمادية والتي تستهدفها في وجودها ومصيرها.

بيروت 29 تشرين الثاني 2023                        

المكتب التنفيذي

 لمنظة العمل اليساري الديمقراطي العلماني

Leave a Comment