سياسة

برهان غليون لـ “السؤال الآن”: لا يمكن محاكمة الثورة كما نحاكم النظام

حاورته: فاطمة حوحو*

أكد مدير مركز دراسات الشرق المعاصر في جامعة السوربون الفرنسية بباريس، الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري، الدكتور برهان غليون في حوار أجراه معه موقع “السؤال الآن” حول مآل الثورة السورية بعد 11 عاما من انطلاقتها، أن “السوريين خسروا الكثير واستشهد وعذب وهجر منهم الملايين. لكن أحدا منهم أعلن ندمه أو توبته، وهم ينتظرون فرصة قادمة لاستكمال ثورتهم، رافضا “محاكمة الثورة كما نحاكم النظام”، ومشددا على ضرورة الخروج “من منطق تقسيم السوريين بين قوى الثورة الممزقة وقوى الـ”موالاة المقهورة”. ورأى أن “حرب أوكرانيا فضحت السياسة الروسية في سورية ومعها شركاءها والنظام”، معتبرا أن المتطوعين للقتال “لا يحسبون على السوريين، ولو كانوا من الجنسية السورية”. وشدّد غليون على أن “لا أحد باستطاعته تعويم الأسد”، وأن “الائتلاف الوطني السوري هو بدل عن ضائع”.

الثورة لا تناقش من موقع تجاري

*ما واقع الثورة السورية اليوم بعد 11 عاما من انطلاقتها؟ حسابات الربح والخسارة؟

ـــ للأسف لا تناقَش الثورة من منطق تجاري، لأنها عندما تقوم لا تقوم على حسابات الربح والخسارة أبداً. هي كالبركان الذي ينفجر بسبب ضغوط داخلية عميقة، لا يمكن إلا أن ينفجر. هذه قوانين الطبيعة. ولا أعتقد أن هناك من أعطى إشارة الانطلاق للثورة، اللهم إلا إذا اعتبرنا إشعال الشاب بوعزيزي النار بنفسه إشارة انطلاق. والثورة لا تختلف بالعمق عما قام به هو ذاته عندما صب الكاز على جسده. كان يعرف أنه لن يربح شيئاً، ولكنه يوجه صفعة لا حدود لها لنظام سياسي لم يعد يمكن احتماله. وهذا هو منطق شعار الثورة الأول: “الموت ولا المذلة”. هذه هي الثورة. والمسؤول الأول عن إطلاقها هو ظلم النظام وجوره وعهره. وهذا العهر هو ذاته الذي دفعه بعد قيامها إلى استقدام القتلة، من حرس ثوري ومرتزقة “فاغنر” وبوتين، لقتل ملايين السوريين وتهجيرهم، وتقاسم أراضيهم ونهب ممتلكاتهم ومواردهم. لذلك، خسر السوريون الكثير، واستشهد وعُذب وهجر الملايين. لكن لن تري أحدا من هؤلاء يعلن ندمه أو توبته. بل هم ينتظرون فرصة قادمة لاستكمال ثورتهم. وهذا ما تعبر عنه احتفالات السوريين بالعيد الحادي عشر في كل المناطق غير الخاضعة للنظام، بل حتى في بعضها الخاضعة، مثل درعا. لكن بشار الأسد لم يربح. لقد ظهر على حقيقته. كان ألعوبة في يد مافيات العائلة والعشيرة ومهربي الآثار والمخدرات، في الداخل والجوار، وهو الآن ألعوبة في أيدي قوى الاحتلال. لم يكن في أي وقت رئيساً أو رجل سياسة، أو رجل فكر، أو بشراً سوياً بالمعنى البسيط للكلمة.

لا يمكن محاكمة الثورة كما محاكمة النظام

 *قد تعود أسباب التراجع الى التدخلات الدولية والإقليمية، ولكن هناك مسؤولية تقع بالطبع على النخب السورية والمعارضة التي ارتبطت بمشاريع خارجية، لا سيما وأن البعض تماهى مع النظام في التركيز على العامل الطائفي، وتغليب تأثيراته في الساحة السورية؟

ـــ بالطبع هناك مسؤولية كبيرة تقع على النخب السورية. لكن هذه المسؤولية لا تنبع من ارتباط البعض بمشاريع خارجية، ولا بالطائفية. هذه أخطاء لا يمكن أن لا تحصل لأن أحداً لا يسيطر على جميع قوى الثورة، أو يحدد من يشارك فيها ومن لا يشارك. بالإضافة إلى أن النظام وأجهزته الأمنية التي راهنت على إشعال فتيل الطائفية لتشوه صورة الثورة وأهدافها، لم تقف مكتوفة الأيدي.

لا يمكن أن نحاكم الثورة كما نحاكم النظام الذي لديه إدارة وسلطة واحدة ومؤسسات. وكما تعلمين جميع الثورات التي عرفناها في العالم بعد زوال الحرب الباردة كانت ثورات سلمية، وشعبية، أي من دون قيادات حزبية، كما كان عليه الحال في الثورات البلشفية أو الشيوعية. والنخب التي تتحدثين عنها التحقت بالثورة، ولم تكن السبب في إطلاقها. أما المثقفون فقد بقي أغلبهم على هامشها، ولم يتجرأوا على الالتحاق بها.

ومن فعل ذلك فعله من باب الشعور بالمسؤولية، وعدم ترك النشطاء الشباب وحيدين في الميدان، وعلى أمل النجاح في توجيه قوى الثورة الحقيقية، وتوحيد صفوف أبنائها لتحقيق الاهداف النبيلة التي تحملها. ولم يكن سبب فشلنا المشاركة في مشاريع خارجية، ولا أدري لماذا يخرج الناس إلى الموت خدمة لمشاريع خارجية، هذه أكاذيب الجيش الإلكتروني للنظام، الذي تحدث عن مؤامرة، وأن كل من يخرج في المظاهرات يستلم 25 ليرة…الخ. وكل هذا الهراء.

أخطاؤنا الفعلية هي إننا لم نكن موحدين، أو لم ننجح في توحيد أنفسنا، لا على مستوى الموقف، ولا على مستوى توحيد الصف. كان بعضنا يريد الحوار مع النظام، وبعضنا يتطلع إلى التدخل الأجنبي، وبعضنا الآخر اهتم بتشكيل منصات حتى لا يفوته القطار. كما فشلنا في توحيد فصائل الثوار المسلحة، التي لم تجد وسيلة أخرى لحماية نفسها غير الالتحاق بالدول الممولة، أو العمل على استراتيجيتها. هذه كانت أخطاؤنا الرئيسية كنخبة سياسية وثقافية سورية.

وإذا كنا لا نزال ندور في حلقة مفرغة ونعاني من تهميشنا فلأننا لم ندرك ذلك بعد، ونتهرب من الاعتراف بذلك، أحياناً بالتبرؤ من الثورة “لإسلاميتها”، وأحيانا أخرى برمي المسؤولية على طرف دون آخر، أو البحث عن كبش فداء نفتدي به أخطاءنا، حتى لا نعترف بها. وكل تجمع أو فصيل، أو صاحب منصة، يغطي على فشله وانعدام هامش مبادرته باتهام الطرف الآخر، بدل أن نجتمع ونجري نقاشاً ومراجعة جديين لأخطائنا، والتعرف عليها، والتفكير في تجاوزها والتقدم إلى الأمام، نحو الهدف المنشود، بدل الاستمرار في الندب على الماضي.

 أهم شيء الخروج من منطق التقسيم

*ما هو البرنامج الوطني برأيكم الذي يمكن أن يعيد للشعب السوري الأمل في التغيير وفي الحرية والكرامة، وما هي التوجهات في هذا الإطار عند قوى الثورة، التي لم يعد يجمعها سوى التنافس على التمويل كما يرى البعض؟

ــــ هذا البعض مفقوء العين بالتأكيد، لأنه لا يرى من يتنافس ويسعى إلى التمويل الخارجي، المعارضة او النظام الذي يبيع كل ما تبقى من سيادة البلاد ومواردها لحماته الخارجيين. بالنسبة لنا، أهم شيء هو أن نخرج من منطق تقسيم السوريين بين قوى الثورة الممزقة وقوى الــ”موالاة” المقهورة. وأن نتحدث عن شعب سوري يعاني جميعه من وضع اكثر من مأساوي، ومن مخاطر المجاعة والفقر الدائم والبؤس، نتيجة الانهيار الاقتصادي بعد الانهيار السياسي.

لم يعد هناك مبرر في نظري للاستمرار في تقسيم الشعب السوري. فقد أصبح الشعب السوري كله ضحية بالتساوي لإجرام الطغمة الحاكمة. وربما تزيد معاناة أولئك الذين يخضعون لسلطة النظام عمن خرج عن هذه السلطة. برنامجنا ينبغي أن يكون إنقاذ سورية من هذا المصير الفاجع، لا إنقاذ المعارضة. هذه آخر همومنا. وهذا يستدعي العمل على إعادة توحيد الشعب بجميع قطاعاته وطوائفه ومناطقه، والبدء بمشاورات لتكوين وفد وطني سوري يعبر عن إرادة جميع السوريين لملاقاة المجتمع الدولي، والبحث معه في محنة الشعب السوري التي لا نهاية لها، والتي تسعى موسكو وطهران إلى التغطية عليها، وترفض الحديث عنها، بل الاعتراف بوجودها، حماية لمصالحها الخاصة.

حرب أوكرانيا فضحت سياسة روسيا

*هل يمكن ان تحصل تطورات مفاجئة على طريق حل الازمة السورية عبر جهود الامم المتحدة بعد حرب اوكرانيا، أم ان الامور ستراوح مكانها؟ وهل تعتبر ان الحرب السورية كانت مقدمة للحرب الاوكرانية كما يقول البعض؟

ــــ حرب أوكرانيا فضحت السياسة الروسية في سورية، ومعها شركاءها والنظام الذي اعتمدت عليه ودعمته لاغتيال شعب كامل، وتدمير البلاد التي كان من المفروض أن يحميها ويزيد من فرص تقدمها. وربما يفتح هذا ثغرة في تصميم الغرب على عدم مساعدة الشعب السوري أو على تجاهل معاناته منذ 11 عاماً. لكن هذا ليس أكيداً. يتوقف الأمر على نجاح السوريين في أن ينشئوا لأنفسهم حضوراً مقنعاً على الساحة الدبلوماسية، يتسم بالجدية والمصداقية والشعور العالي بالمسؤولية.

الشباب قطع غيار عند موسكو وايران وحزب الله

*كيف تفسر ذهاب متطوعين سوريين للمشاركة في هذه الحرب وما يراد من ذلك؟

ــــ ليس هناك سر في ذلك. ولا علاقة له بالثقافة السورية أو العربية. وموسكو وطهران وحزب الله، لم يدمروا البلاد والاقتصاد، إلا كي يحولوا مواردها، بمن فيها شبابها، إلى أدوات وقطع غيار يستخدمونها لتحقيق مآربهم داخل سورية وخارجها. هؤلاء مغلوبون على أمرهم وفاقدون لقدراتهم التمييزية، لا يحسَبون على السوريين ولو كانوا من الجنسية السورية.

شروط السلام والحل

*لماذا تهيمن فكرة الانتقام، وليس البحث عن السلام في سوريا من قبل المعارضة. ألم يحن الأوان والظرف المناسبين لحوار قد ينتج حلاً سياسياً مقبولاً بديلاً للتوتر والحرب؟ كيف تنظر إلى مقومات مثل هذا الحل إن طُرح، خصوصاً في محاسبة النظام على جرائمه، وفكفكة الميليشيات التي تحكم الأرض باسم المعارضة؟

ــــ إذا كانت هناك هيمنة لفكرة الانتقام، فهي بالتأكيد ليست عند المعارضة، وإنما عند النظام الذي لا يزال يلاحق حتى من قبلوا بمنطق المصالحات، وأعلنوا انسحابهم من المعارضة وينتقم منهم. وإذا كان هناك طرف يرفض الحوار باعتراف الممثلين الأربع الذين عينهم الأمين العام للامم المتحدة لإدارة الحوار، فهو النظام، الذي يرفض الاعتراف حتى اليوم بوجود معارضة، ويطلق عليها اسم الارهابيين، ولا يخفي أن الحل في نظره هو قتلهم جميعا والقضاء عليهم. اعطيني مثلا واحدا أعلن فيه النظام قبوله الحوار، وقدم مقترحات في موضوعاته الرئيسية: الهيئة الحاكمة الانتقالية، والدستور، والانتخابات وإعادة تأهيل مؤسسات الدولة، والتي أضيف إليها بطلب من النظام موضوع الإرهاب.

سنغرقهم بالتفاصيل، هذه هي نظرية النظام منذ 11 عاما، وهي تعني سنقتل قضيتهم بإفراغ الوقت من أي قيمة ومعنى. وبالمناسبة المعارضة قبلت منذ السنة الأولى المبادرة العربية الدولية التي تقوم على الحوار، لإنتاج حكومة انتقالية مشتركة من النظام والمعارضة. وأنا كنت رئيساً للمجلس الوطني في ذلك الوقت، والتقيت أول مبعوث للأمين العام للأمم المتحدة، وهو الامين العام الأسبق كوفي أنان. وقدم استقالته بعد أقل من 6 أشهر، لأنه فشل في أخذ موافقة النظام وليس موافقة المعارضة. إذا كانت هناك وسيلة لإقناع النظام بالحوار للتوصل إلى حل، وليس لقتل المعارضين، فسيكون السوريون جميعاً، معارضة وموالاة، من هم تحت سلطة النظام أو سلطة الميليشيات الخارجة عليه، أكبر الممتنين وربما جعلوك قديسة. لا يمكن لنظام القتل أن يكون نظام حوار ومصالحة.

لم يكن هناك شيء يستدعي أن يقوم نظام حكم يملك فائض لا يقارن من السلطة، وليس سطلة مطلقة على كل شيء فحسب، بتدمير مدنه بالقنابل العمياء، وتهجير نصف سكانه، وقتل مئات الآلاف تحت التعذيب، وبطرق شنيعة يندى لها جبين العدو قبل الصديق، ورفض إطلاق حتى النساء والاطفال حتى الآن، بعد أكثر من عشر سنوات، من دون محاكمة أو حتى معلومة عن مصيرهم. ما الذي يمنعه من أن يعلن عفواً عاماً عن المهجرين الذين لم يشاركوا في القتال ليعودوا إلى مدنهم وقراهم، ويعيشوا حياتهم بدل إجبارهم على البقاء في مخيمات البرد والمرض والجوع؟ هل يفسر ذلك شيء سوى إرادة الانتقام والصغار الفكري والأخلاقي، وانعدام الشعور بالمسؤولية.

لا أحد يستطيع تعويم الأسد

* يجري تعويم الأسد من جديد عربيا ودوليا .. ماهو موقفكم من ذلك؟

ـــ لا يستطيع أحد أن يعوِّم الأسد. ومن يحاول ذلك سوف يغرق معه. لا تخافي من ذلك. الأسد انتهى بكل المعاني. وهو جثة سياسية متفسخة، ولا أحد يستقبله من دون أن يضع كمامات وقفازات. لا يهتم بالأسد إلا من يستخدمون رسمه لتبرير نهبهم لموارد البلاد وشرعنة الاحتلال.

الائتلاف بدل ضائع

*هل انتم نادمون على الدخول في الائتلاف السوري، وهل اخطأ المجلس الوطني الذي ترأسته في هذا الخيار بعد عسكرة الثورة التي أنعشت ميليشيات المعارضة؟

– الائتلاف هو بدل ضائع للمجلس الوطني لا غير. لكنني لا أندم ولا أتردد اليوم لو عدت إلى الموقف ذاته في بناء المجلس الوطني من قوى المعارضة المختلفة، لتقديم الدعم لشعب الثورة والعمل على تقصير أجل معاناته. وإفشال المجلس من قبل نخب لم تعرف السياسة ولا اختبرت أدواتها منذ نصف قرن، وفي مواجهة طوفان من الدم والدمار الذي أراد نظام الجريمة ان يصعق السوريين به، لا يغير من هذا الإيمان الكثير. وكيف لي أن أندم على عمل نجح بعد سبعة أشهر من التمزق والضياع في وضع أسس أول إطار سياسي يمثل الثورة السورية، ويلهم الشعب، وينقل قضيته إلى الساحة الدولية، ويحقق أهم الانجازات السياسية له، وفي مقدمتها اعتراف أكثر من 140 دولة بشرعية الثورة وحقوق الشعب السوري في التغيير السياسي، وفي وضع حد للديكتاتورية والاستبداد، وإقامة نظام ديمقراطي، كما أكدت ذلك قرارات مجلس الأمن والجمعية العمومية التي صدرت منذ الأشهر الأولى من ولادة المجلس الوطني. وهي القرارات التي لا نزال نعتمد عليها في الدفاع عن حقوق الشعب السوري، حتى لو أن الدول المحتلة، وعلى رأسها روسيا، حاولت وتحاول دائما تفريغها من محتواها والتلاعب بحروفها، وتجنيب الأسد المحاسبة، والحيلولة دون تحقيق العدالة.  سمعت كثيرا أسطوانة أن المثقف لا علاقة له بالسياسة. وأن ربما كان وضعي أفضل اليوم لو لم أنخرط في الثورة وأعمل على تشكيل المجلس الوطني الذي لم يأت كما كنت أرغب، ولا كما كان يرغب جمهور الثورة والأغلبية الساحقة للشعب السوري. لكن، إذا لم ينخرط المثقف إلى جانب شعبه في مثل هذه الظروف الاستثنائية والحاسمة، ويبذل جهده للتغلب على ما يواجهه من مصاعب، ويساهم في بلورة الأجندة الوطنية التي لا يمكن لشعب أن ينجح في قطف ثمار كفاحه من دونها، فما هي فائدته، وما قيمة رصيده الأدبي أو المعنوي، ولمن سوف يحتفظ به ولأي مناسبة؟ إذا كان هناك ما يمكن أن أندم عليه فهو أن عمري لم يكن يساعدني، لأنزل بنفسي وأساهم في تنظيم العمل من الداخل، إلى جانب هؤلاء الذين ضحوا بكل شيء من أجل أن يحظى كل سوري، بصرف النظر عن موقفه السياسي وطبقته وطائفته، بالكرامة والحرية. واجبنا نحن المثقفين والصحفيين الذين بقينا على قيد الحياة أن لا ننسى تضحيات هؤلاء، ولا نسيء إلى سيرتهم البطولية، بخلطها بأخطاء البعض التي لا يمكن توقعها، ودسائس الآخرين الذين لم يخفوا يوماً عداءهم لحركات التحرر الشعبية

*نشرت على صفحات موقع “السؤال الآن” المغربي الالكتروني في 24 آذار 2022

Leave a Comment