أدلى ناطق باسم منظمة العمل اليساري الديمقراطي العلماني بالتصريح التالي:
لا يمكن عزل ما شهدته بلدة الصرفند الجنوبية من قطع طرقات ومحاصرة المواطنين والمرشحين للانتخابات، عما سبقها من ممارسات قوى السلطة الميليشياوية التي قادت البلاد إلى الافلاس والانهيار في مواجهة اللبنانيين الذين انتفضوا في 17 تشرين الاول 2019 دفاعاً عن حقوقهم المشروعة في الحياة اللائقة. وهي الوجه الآخر لخطاب التخوين والتحريض الطائفي الذي تكرره قيادات قوى المحاصصة والنهب والتسلط للتعمية على سياساتها وممارساتها التي أدت إلى إفقار معظم الفئات الشعبية وحرمانها من أبسط مقومات العيش..
إن الترهيب والتهديد الذي يمارس ضد المرشحين بشتى منوعاته واشكاله، والذي يستند إلى تعليمات المنظومة الحاكمة سواء في الجنوب ممثلاً بالثنائي الشيعي، كما في سائر المناطق من الأطراف الأخرى، يشكل تأكيداً على إصرار قوى السلطة واستعدادها لاستخدام جميع اسلحتها من أجل إعادة شرعنة تسلطها على البلاد، بقوة الأمر الواقع الميليشياوي غطاء لممارساتها الفضائحية وإرهابها ونهبها لمقدرات الوطن وأموال المودعين على مدى سنوات وعقود الأزمة المستفحلة .
إن منظمة العمل اليساري الديمقراطي العلماني، إذ تدين صمت قوى السلطة ومرشحيها عما جرى في الصرفند الجنوبية، فإنها تشجب بأشد العبارات الاعتداء على المرشحين والمؤيدين لهم وتعطيل الاعلان المقرر للائحة “معاً للتغيير”. فإنها تؤكد على ما يلي :
- إن قوى ومؤسسات السلطة الشرعية من وزارات وأجهزة عسكرية وأمنية تتحمّل كامل المسؤولية للحفاظ على أمن الأنشطة الانتخابية وتأمين الحماية للمرشحين والمؤيدين لهم، وضمان حقهم بالتعبير والتحرك في كل المناطق، بعيداً عن التلويح بالعصي والأسلحة.
- إن ما تتعرض له العملية الانتخابية من ارهاب وتسلط لا يهدد الاستحقاق الديمقراطي فحسب، بل يمثل خطراً حقيقياً على السلم الأهلي المتبقي بين المواطنين، وتحريضاً سافراً للدفع بهم نحو التصادم والاشتباك خدمة لأحزاب السلطة.
- إن قوى الاعتراض مدعوة ومطالبة بالتضامن فيما بينها والعمل على تصعيد معركتها في خوض الانتخابات ومواجهة محاولات قوى السلطة النيل من حقوقها التي كفلها لها الدستور والقوانين النافذة، وخاصة حق العمل السياسي السلمي عبر الأشكال الديمقراطية المتاحة من حرية الاجتماع والقول والتعبير.
إن المنظمة إذ تنوه بصمود قوى الاعتراض مرشحين ومؤيدين، تؤكد أن انتزاع شرعية هذا الثنائي لا يمكن أن تتحقق بالبلطجة والتشبيح والاعتداءات. وتدعو المواطنين إلى الاصرار على خياراتهم الديمقراطية والتغييرية بعيداً عن سطوة الارهاب الفكري والمادي المنفلت من عقاله، والذي قاد البلاد والناس إلى الكوارث المقيمة التي دمرت حياتهم واجتماعهم ونشاطهم وحقوقهم البديهية.
بيروت في 18/ 4 / 2022 منظمة العمل اليساري الديمقراطي العلماني
Leave a Comment