مجتمع

شركة الريجي و”قوى الأمر الواقع” يمارسان عملية ترهيب مزارعي التبغ

بنت جبيل ـ بيروت الحرية

تواصل شركة الريجي استلام محصول التبغ من المزارعين بالسعر نفسه الذي اشترت به محصول العام الماضي، والذي يبلغ متوسطه 13.500ل.ل للكلغ الواحد، أي ما كان يعادل في حينه 9 دولارات. يضاف إليه زيادة بنسبة 50% على السعر وتعتبر بمثابة مساعدة اجتماعية للمزارعين. وهذه الزيادة لا تدخل في باريم تسعير الكيلو من الانتاج للعام الجاري.

المزارعون الذين فوجئوا بالسعر، اعتبروا أن ما قررته الريجي عبارة عن استغلال و ظلم فادح لهم، بالنظر إلى ما يجب أن تكون عليه أسعار منتجاتهم، ونتيجة التدهور الذي أصاب سعر الليرة اللبنانية التي فقدت 80% من قدرتها الشرائية، خصوصاً أن المستلزمات الزراعية، ومثلها حاجاتهم اليومية يحصلون عليها بسعر دولار معدله أكثر من 8 ألاف ليرة لبنانية، ما يعني أنهم خسروا فعلياً من أسعار تبغهم قرابة الـ7 دولارات في كل كلغ تبغ جرى تسليمه.

نقابة مزارعي التبغ لم تحرك ساكناً نحو شركة الريجي، أو تجاه المسؤولين من أجل المطالبة بتعديل السعر، وبما يحفظ لمزارعي التبغ حقهم بالبدل العادل عن تعبهم، و يمكنهم من مواصلة حياة الكفاف التي يعيشونها. وما أثار المزارعون أكثر من سواه أن هؤلاء المسؤولين يمارسون وصاية كاملة على الشركة، ويدَّعون في الوقت نفسه صباح مساء حماية الفئات المحرومة. أمام جمود النقابة وصمتها المشبوه لاسيما مع رفض الشركة تعديل الأسعار، قام وفد من مزارعي بنت جبيل بجولة على نواب المنطقة، وكالعادة سمعوا منهم وعوداً لا تسمن ولا تغني عن جوع. وقد تأكد لهم أن هذه الوعود عبارة عن “جوز فارغ”، عندما جرى إبلاغهم أن الشركة اتخذت قرارها الذي لا يمكن التراجع عنه أو تعديله، كونها لا تستطيع أن تتحمل أعباء أي كلفة إضافية على الأسعار. بينما الواقع المعروف هو أن الشركة تبيع منتجاتها من السجائر الوطنية، وكذلك التبغ الخام غير المصنع بسعر متحرك تبعاً لصعود الدولار في السوق السوداء، وليس تبعاً لسعر الصرف الرسمي.

أمام وضع على هذا النحو تحرك مزارعو ميس الجبل ورميش وأقدموا على إقفال مركزي الريجي اللذين فتحتهما الشركة لتسلم المحصول من المزارعين. وهنا أظهرت الوقائع مدى دفاع قوى الأمر الواقع عن سياسة الشركة، عندما قام أتباعهم بالتدخل وفتح المركزين وممارسة أسلوب الترغيب والترهيب على المزارعين. ولم يكن نصيب محاولات بعض المزارعين تشكيل لجنة متابعة تتولى الدفاع عن مطالبهم أفضل مما حصل عليه مزارعو ميس الجبل ورميش، فقد مارست قوى الأمر الواقع نفسها ضغوطاً على المزارعين لعدم التجاوب مع الدعوة لتشكيل لجنة المتابعة، ما اضطر الذين سبق وامتنعوا عن تسليم محصولهم للرضوخ وبيع المحصول بالسعر الذي حددته لهم الشركة.

مزارعو التبغ في الجنوب يرون أن الخسائر التي سيتكبدونها نتيجة اعتماد أسعار العام الماضي والتي فرضتها الشركة عليهم هذا العام فادحة، ما يجعلهم عاجزين عن زراعة التبغ العام المقبل. وسيعمدون في ظل هذا الوضع إلى التخلي عن هذه الزراعة أو تقليص المساحات المزروعة، واستبدالها بزراعات أخرى طالما أن كل الزراعات باتت تتبع سعر صرف الدولار إلى هذا الحد أو ذاك، وهو ما من شأنه أن يحقق لهم دخلاً مقبولا يقيهم وعائلاتهم غائلة العجز الكامل عن تأمين مقومات عيشهم ومعاناة الجوع. ويبقى الأهم أن مزارعي التبغ  لمسوا لمس اليد خواء الشعارات التي يطلقها هؤلاء مدَّعين الدفاع عن حقوقهم، أو رفع الغبن والحرمان عنهم.  

Leave a Comment