مجتمع

ذكرى مرور عام على رحيل محمد مروة “أبو حسن”: كلمات من القلب وملعب مدرسة رسمية على اسمه

لم تتسع قاعة حسينية بلدته زيتا لمناسبة مرور عام على رحيل عضو المكتب التنفيذي لمنظمة العمل الشيوعي في لبنان المسؤول السياسي في منطقة الجنوب الرفيق الراحل محمد حسن مروة (أبو حسن)، الذي أقامت عائلته ومنظمة العمل وأصدقاؤه حفلاً تأبينياً له يوم السبت في 11 كانون الاول 2021 في قاعتها حضره، إضافة إلى عائلته وأشقائه ورفاقه القدامى ومنهم: عدنان زيباوي، محمد فران، ورشيد الزعتري، والباقين على عهد النضال من البقاع والجبل وبيروت والجنوب وأبناء البلدة وأصدقائه الكُثر. وتحدث للمناسبة كل من: تلميذته الدكتورة وسيلة قنواتي، والأستاذ محمد حرب والرفيق زكي طه، وألقى الشاعر صلاح حمام قصيدة زجلية، ومديرة المدرسة الرسمية خديجة شعلان التي رممت عائلته ملعب المدرسة وقدمته لطلابها للمناسبة.

وألقت كلمة العائلة السيدة منى حبلي مروة “أم حسن”، وتولّى التعريف بالمتحدثين زميله الأستاذ ظاهر أبو غزالة.

وفي ختام الحفل تقدمت زوجته وأشقاؤه والرفاق لإزاحة الستارة عن لوحة تذكارية في ملعب المدرسة تحمل اسمه.

ينشر موقع “بيروت الحرية” نصوص الكلمات التي القيت في المناسبة:

كلمة: الدكتورة وسيلة قنواتي

من أصعب الأشياء أن أتحدث عنك… كيف لا وأنا أبحث عنك في كتب الشعر وفي ذاكرة الوطن… كيف لا وأنت رجلٌ أنيقٌ ككتاب، مرصع بالحروف والكلمات، معتق بالتاريخ، مكتظٌ بالعطايا كبيادر القمح منغمس بأحزان الوطن.

من أين أبدأ عنك رحلة كلامي، وأنت الكلام وكلّ الكلام؟!

أرحلت حقا يامعلم أمة، أصداء صوتك للمسامع بلسم، وضياء حرفك بالوفاء مشعٌ ، وجميل ذكرك في الحياة، يطيب كم كان زرعنا في لقاءك خصيب. أنت قلب للحياة ونبضها، تليق بك الدنيا وبها تليق !

يا عاشقاً للغة وآدابها، يا شغوفاُ بتلامذته، يا متفانياً لبلده، لتراثه ولانتماءه… أيّها المعلّم، الّذي أمضى حياته من التّواضع إلى التّواضع، فيا أيها الانسان الطيب، والمعلم المخلص، ويا نبع العطاء والنهر المتدفق حباً لعملك، يعز علينا فراقك، في وقت نحتاج فيه الى امثالك من الرجال الأوفياء الصادقين. ومهما كتبنا من كلمات رثاء، وسطرنا من حروف حزينة باكية، لن نفيك حقك لما قدمته من علم ووقت وجهد وتفانٍ في سبيلنا، فقدعلمتنا الأخلاق والقيم الفاضلة ، وغرست فينا حب العلم والمعرفة ، ونميت في اعماقنا قيم المحبة والخير والانتماء…

إلى الرجل المتفرد الذي لن يتكرر… تمر الأيام دون أن نلتقي كئيبةً كغصن لم يداعبه حسون ولم ينبت عليه برعم… لا تعب إن بقيت في خواطرنا… نشتاقك

لروحك السلام، لروحك ألف سلام

كلمة: الاستاذ محمد حرب

عام مضى على رحيل فقيدنا الغالي الصديق العزيز الأستاذ محمد مروة (أبو حسن). إنه القدر الذي يقتحم خلسة من دون إنذار لتغيير المسار من الحيوية والعطاء إلى الغياب والسكينة، تاركاً في النفوس ألماً وحزناً كبيرين وفي القلوب جروحاً لا تندمل.
ويعِزُّعليَّ ويحزنني أن أقف اليوم متحدثاً في ذكراه الأليمة باسم الأصدقاء الذين هالهم وأوجعهم رحيله، ويشعرون على الدوام بمرارة غيابه وفَقدِه.


إنه لمؤسف ومحزن جدا أن نفقد إنساناً عزيزاً. ويزداد الأسى والحزن عندما يكون من نَفْقده صاحب مسيرة مميزة وسيرة عطرة على امتداد حياته .
ابوحسن مروة لم يمر مرور الكرام في هذه الحياة كما هو حال الكثيرين، لم يلقِ مراسيه يوماً، لم يركنْ إلى الهدوء والإستكانة واللامبالاة، بل أخذ خيار العمل العام الذي يشمل ُتأثيره ومداه الآخرين وقضاياهم وشؤونهم وشجونهم، بما هي قضايا الشأن العام القومية والوطنية والسياسية والإجتماعية.
معرفتي وعلاقتي به تعود إلى العام ١٩٦٠ في المرحلة التكميلية، ثم زميلاً في التعليم ومشاركاً في حركة المعلمين، فرفيقاً في منظمة العمل الشيوعي، فصديقاً دائماً في كل المراحل، لا سيما في إطار مجموعة الأصدقاء منذ أكثر من ثلاثين عاماً، من دون إغفال صداقاته وعلاقاته المتنوعة على أكثر من صعيد.
في عمله السياسي تابع نشاطاً منتظماً وفاعلاً في مواقع قيادية مختلفة منذ أوائل السبعينات من القرن الماضي وحتى رحيله، مروراً بالأعباء والمهام التي ترتبت أثناء الحرب الأهلية، تنظيمياً وسياسياً وتعبوياً، وفي العلاقة مع القوى الأخرى في مؤسسات الحركة الوطنية آنذاك، ومن ثم في متطلبات العمل السري إبان الإحتلال الإسرائلي عام ١٩٨٢. وظل وفياً لما اقتنع والتزم به، فلم يثنهِ تعرضه فيما بعد لعارض صحي، كان أثره بالغاً عليه، عن متابعة نشاطاته واهتماماته في المراحل التي تلت والتي اتسم فيها العمل السياسي بالحذر والتعقيد والإنكفاء، الأمر الذي كان موضع نقاش بينه وبين الأصدقاء باستمرار. هذا التقييم الذي توّج عام  ٢٠٠٦بالنقد الهام والشجاع من قبل أمين عام المنظمة لدور الحركة الوطنية في الحرب الأهلية، بما يقارب نسف مبررات هذه الحرب من أساسها. ولعل في تطرقي لهذا الأمر، من خارج السياق الذي أتحدث فيه، هو ضرورة أخذ العِبر والإستنتاجات، لجهة عدم تحميل لبنان مرة أخرى ما لا يُحُتَملْ من كل مآسي وإشكالات العالم الثالث، ومن ضمنه العالم العربي، بكل انقساماته وصراعاته الفئوية بكل أشكالها، وباعتبار أنّ تلك الحرب وما سبقها من أحداث وتطورات وتوجهات، هي من أهم أسباب ما نحن عليه في لبنان من وضع خطير يطال كل مقومات وجوده كدولة، ويضعه في خانة أكثر الدول تخلفاً وفقراً وانقساماً واضطراباً.
وبالعودة إلى الآصدقاء (أو مجموعة الأصدقاء) الذي كان فقيدنا أبو حسن يأنسُ لوجوده بينهم، فأقام معهم أفضل وأقوى العلاقات، خارج اطار العمل السياسي، وتبادل واياهم اصدق مشاعر الودّ والإلفة والإحترام، وأمضى معهم أجمل الأوقات، لا سيما أوقات الراحة من أية أعباء أوهموم أومشاغل. فكان يَفِد إلى لقاءاتنا بطلته البهية وابتسامته الودودة ورصانته المعهودة، مرسياً نهجاً يحتذى في العلاقات الإجتماعية وفي معنى الصداقة الحقّة وسموّها ونبلها وتعاليها على الصغائر. الصداقة المنزهة عن أية أغراض ومصالح، تجمع أطرافها مبادئ وقيمٌ عليا، لايفسدها الإختلاف أو عدم التطابق في وجهات النظر، حيث يتاح المجال أحيانا لحوارات قيمة ومفيدة بعيداً عن أي شكل من أشكال التعصب والفئوية. واستمرت العلاقة على هذا النحو طوال كل هذه السنين دون انقطاع إلا مع رحيله المفجع في كانون الأول من العام الماضي.
وللإنصاف، وبموازاة كل اهتماماته المذكورة تلك، لم يُغْفِل فقيدنا الإهتمام بموجب آخر، وهوالعمل بصورة استثنائية، حيث أتيح له ذلك، لتأمين عيشٍ كريمٍ له ولأسرته، ما رتّب ذلك من جهد ومتابعة دؤوبه، لم يخفف منها سوى تسلم ابنته العزيزة موني هذه المهمة.
يا أبا حسن
إننا نقف اليوم في ذكراك، لنستلهم كل المعاني والقيم النبيلة التي عملت من أجلها.
كم يشعر الجميع بمرارة غيابك. ستبقى ذكراك حية ونابضة في قلوب أفرادأسرتك وعائلتك.
سيفتقدك الرفاق والاصدقاء. ستفتقدك زيتا التي عدت إليها للإقامة بصورة دائمة في دارتك التي جهدت لإنجازها قبل سنوات ليست ببعيدة. ومن أسفٍ فإن الحياة. بشكل أوبآخر، لا تصفو لأحد.
ستبقى دوماً في ذاكرة ووجدان الجميع. لروحك السلام .

كلمة: الرفيق زكي طه أمين سر المكتب التنفيذي لمنظمة العمل الشيوعي في لبنان

قبل عام وعد ابو حسن عائلته ورفاقه وإخوته وأحبته واصدقاءه، بأنه سيكون معهم في مرمى لاكوفيد 19. وكما وعد الجميع وعدنا بأنه سيهزم الوباء، ويعود إلينا لنتابع معاً مسيرة بدأناها قبل نصف قرن. لست أدري كم كان أبو حسن حينها واثقاً من الوفاء بوعده. وهو من اعتاد الوفاء بما يَعِد، لأنه لم يتخلف يوماً عن مهمة انتُدبَ لها أو دورٍ اضطلع به طوال خمسين عاماً، رافعاً  لاآته دون ملل أو تعب.

خمسون عاماً  من النضال في الصفوف الأولى وعلى كل الجبهات وفي شتى الميادين.  في ساحات العمل الشعبي  والنقابي التعليمي  والسياسي الوطني والديقراطي، والنضال القومي في سبيل قضايانا اللبنانية وقضايا الشعوب العربية،  وفي طليعتها قضية فلسطين، دفاعاً عن ثورة  شعبها ومقاومته وتأييداً لحقوقه الوطنية المشروعة على أرضه.

خمسون عاماً من القلق عاشها أبو حسن، كان وكنا أثناءها شركاءَ مع كل الحالمين بالتحرر والتحرير والتقدم، ومع الساعين لتحقيق طموحاتهم في سبيل التغيير، والمناضلين في مواجهة الاقطاع والطائفية والمذهبية والقمع والاستبداد والاستغلال والفساد. لم يختلف الأمر مع الوصايات الخارجية أو في التصدي للاحتلال الاسرائيلي ومقاومتة. معاً اختبرنا كل الوسائل المتاحة والممكنة، من الرأي والموقف، إلى الاحتجاج والاعتصام والتظاهر،وصولاً إلى توسل السلاح والحرب الأهلية سبيلاً للتغيير. سلكنا كل الطرق  الوعرة وأشدها  صعوبة وخطورة . تكسرت  أحلامنا  رغم ما كان من تضحيات وما دفعنا من أكلاف، وقدمنا الشهداء على مذبح الأحلام المتكسرة. لم نخشَ الموت  الذي كان رفيقاً لدوداَ لنا، يُهاجمنا من كل الجهات، ويخطف خيرة  الرفاق والقادة وهو منهم.

رفيقي أبو حسن، كتب الرفاق والاصدقاء عنك، وربما عن ذواتهم. أجادوا في استحضار بعض صفاتك وميزاتك، ولم يزل هناك الكثير. لأنك  كنت مختلفاً، وتكاد أن تكون مثالاً.  استعادوا محطاتٍ من مسيرتك النضالية المتواصلة دون انقطاع.  بقي لدينا الكثير منها نتذكره ويحفزنا للكتابة عنها، أو عنك وأنت القائد النبيل والعلماني بكل ما للكلمات من معنى. كنت موضع ثقة الجميع.  أتقنت التواصل بنزاهة ونبل مع الآخر مهما تنوعت  آراؤه ومشاربُه، بعيداً عن الغرضية كما كنت تقول. أجدت عدم القطع مع المختلف عنك أو معك دون تزلف. كنت تعرف جيداً متى تغض الطرف عن الاساءة أو الخطأ. أما وضوح الرأي وجرأة الموقف  فهما  من الثوابت، لا تنازل فيهما أو مساومة بشأنهما. لم يغرِك منصب أو جاه أو مال.

لن اتمادى يارفيقي في تعداد مزاياك وهي كثيرة، ولن أذهب للحديث عن محطات معرفتي بك وهي طويلة طويلة. هي بمجملها صفحات مشرّفة في المسيرة  النضالية التي جمعتنا وكتبناها معاً، رفاقاً واصدقاء وعائلة. مسيرة سقط لنا فيها شهداء كثر على جبهات النضال الفكري والسياسي الاجتماعي والوطني المقاوم، ورحل عنا خلالها قادة  كبار، هم قدوة في الالتزام ونزاهة المسلك، وآخرهم أميننا العام المناضل محسن ابراهيم ورفاقنا القائد خالد غزال ووداد شختورة ومحمود الشوباصي واللائحة تطول.  وهم جميعاً يستحقون التكريم، وأن يحفظ تاريخهم وتقدر أدوارهم.

هذا عدا الأحياء الكُثر الذين  اتوا إلى مقامك اليوم تكريماً لك، وهم  فخورون بتاريخهم  في مسيرة منظمتنا منذ التأسيس، وعلى امتداد سنوات انتسابهم لها. هي المسيرة  التي شكلت ولا  تزال مصدر فخرنا واعتزازنا أمام كل اللبنانيين. لكننا ونحن نسعى لمتابعتها وتجديدها، لم نخشَ من  مراجعتها ونقدها  واستخلاص دروسها، والاقرار بما ارتكبنا من أخطاء،  محصنِّين  برفض وإدانة أي محاولة للطعن بها، أو التنكر لها أو الإساءة،  من أي جهة أتت.

أما الأهداف النبيلة التي ظللت نضالنا  جميعاً، فقد كانت ولا تزال وستبقى تستحق منا تجديد التزامها والتضحية من أجل تحقيقها.  باعتبارها مدخلاً  للخلاص والتحرر من نظام الاستغلال والمحاصصة الطائفية والفساد السياسي والاداري، ومن الارتهان لمشاريع الخارج.  وهي المخرج من الحلقة المفرغة وأسر الانقسامات والنزاعات والحروب الاهلية العبثية، التي دفعتنا إلى جحيم الانهيار وقعر الهاوية،  تحاصرنا فوضى اللادولة والمجاعة الزاحفة، وخطر الزوال وسط أعاصير المحيط المتفكك دولاً ومجتمعات متقاتلة.

هي هي القضايا  التي رفعنا راياتها ولم نتعب. وهي  ذاتها التي احتشد من أجلها مئات ألوف اللبنانيين ورفعوا الصوت عالياً  في الساحات والشوارع، ورددوا معا: نريد وطناً  لنا ولابنائنا. نريد وطناً متحرراً  من الفساد والطائفية والحروب الأهلية ومن الاستقواء بالخارج. وطن ينبذ مواطنوه كل اشكال التعصب الاعمى والانغلاق والتخلف، ويتطلعون سوياً ومعاً نحو المستقبل.

إنها بعض أحلامك يا رفيقي، وبعض طموحاتك لهم، ولذلك أدمنت رفع لاآتك  بوجه كل عائقٍ أمامها أو حاجزٍ مانعٍ لها. إنها النعَم  للعدالة الاجتماعية ودولة القانون والمساواة  بين اللبنانيين، وقد رددتها كثيراً على كل المنابر التي اعتليتها خطيباً مفوهاً محصناً بالمنطق والبلاغة، محرضاً من أجلها،  أو متنكباً لمهمة تأبين رفيق عزيز لنا سقط شهيداً على الطريق أو صديقاً وفياً أفتقدناه.  هي القضايا التي نتشاركها مع مجتمعاتنا العربية، وما هي فيه راهناً من  قمع واستبداد وحروب أهلية واقليمية ودولية مدمرة  في سوريا وعليها، كما في العراق واليمن وغيرها. وقد كتبت عنها داعياً لوقفها خوفاً على مصير شعوبها. دون أن تنسى قضية فلسطين وحقوق شعبها في التحرر والحرية والدولة الوطنية على أرضه.

في عامه الأخير، ارتفع منسوب  الجهد والقلق لدى رفيقنا أبو حسن  ولدينا جميعاً،  لأننا كنا أمام خسائر لا تعوض في مسيرتنا ونحن نسعى لتجديد  مشروعنا الحزبي. وما ضاعف القلق كان الواقع الصعب الذي انحدر إليه البلد، واستمرار تعثر إعادة بناء  حركة معارضة ديمقراطية مستقلة، يستحيل في غيابها التقدم على طريق الانقاذ والتغيير، وكلاهما لن يأتِيا هبة من حكام  تسببوا بالانهيار ومآسيه، أو هدية من خارج يبحث عن مصالحه.

في أيامه الأخيرة وأثناء معركته  المؤلمة مع الوباء، لم يفقد أبو حسن الأمل من الفوز عليه. لم ينقطع تواصله مع أخوته وعائلته واصدقائه. كنا جميعاً نتسابق للاطمئنان، نحن عنه وهو عنا. كان لديه الكثير من الأسئلة عن كل القضايا والملفات  التي كانت تؤرقنا جميعا، سواء تعلق الامر بأموره العائلية وأصدقائه، أو بشؤون المنظمة التي  أعطاها كل ما يستيطع بصمت دون منّة أو تبجح. كانت وصاياه كثيرة.  جدَّد لاآته،  بعث لنا رسالة أمل ووعد بلقاء.  أتعبه الوباء، وضع هاتفه جانباً، ورحل إلى عالمه الآخر.

رفيقي الغالي، على العهد كنا وسنبقى نحاول، ستبقى لاآتك مشعلاً نهتدي بها. أما  طموحاتنا المشتركة فهي مصدر أمل نحاذر أن نفقده مهما اشتدت التحديات والصعاب، كما كان دأبنا معاً وأنت في طليعة صفوفنا ومواقعنا النضالية.

كنت وستبقى صفحة مشرقة من تاريخ الوطن والجنوب وبلدتك وأهلك،  وانت القدوة والمثال لعائلتك الصغيرة الرفيقة الوفية أم حسن والصبايا منى ومايا والاحفاد وأنت المثقف العلماني الذي يؤمن بالمساواة. كنت مميزاً بيننا ومصدر فخر لهم ولمنظمتنا التي رفعت رايتها. وهاهي تنجز وخلال أيام قليلة مؤتمرها، منظمة ديمقراطية علمانية، بعدما كرسنا معاً عودتها إلى مياين النضال في سبيل التغيير والتقدم.

في الختام سلام عليك مع كل لا  يطلقها عامل أو مزارع  كادح في مواجهة الظلم والاستغلال والمهانة.  سلام عليك مع كل لا يصدح بها شاب حالم بوطن،  ومع كل نعم يرددها مناضل  لم يفقد الأمل بالتغيير والتقدم لشعبنا.  ونبقى معا رفاق درب وأمل، تحية لك.

كلمة: السيدة منى حبلي مروة

ايتها الريح الهاربة من ضوضائنا رويدك،

فأنت تخطفين معك ما تبقى من أنفاسنا

لا تهربي، إمنحينا بعضاً من عطرك نرشه على جثثنا الشاردة

إمنحينا باقة من الورود ننثرها على اجسادنا المنهزمة

فوطننا ضاقت فيه فسحة العيش اكثر.. واكثر،

بلدنا موطن للآلام والمآسي تتوالى علينا من كل حدب وصوب…

رفيق عمري

عام مضى ونحن نعيش الحزن ومرارة الخسارة، ندّعي النسيان لنقنع الاخرين وانفسنا باننا قادرون على المضي قدماً..

غادرتنا دون وداع

ظننت نفسي قادرة على ان اترك كل شيء خلفي، لكني ما زلت معلقة، أتكىء على جدارك الضبابي

بإنتظار ان تترك سلالم النور..

إلى من حيث لا احتسب

سلالم ترفعني من حيث لا ادري وتنتشلني من لجة القهر..

كنت الحياة الجميلة المطمئنة، وهبتني عائلة سعيدة لا يضاهيها حلم..

لا أزال اذكرعودتك من البقاع سنة 1982 عام الاجتياح. عدت باسماً وشخصية مختلفة لتعيش وحيداً تتابع النضال والعطاء بكل ثقة ومثابرة.

وفي احد الايام طلب ابو حسن رؤية طفلتيه وحضر متخفياً إلى أحد المنازل الموثوق بها..

فطلبت من ابنتي منى الدخول لتلقي السلام، فإذا بها تخرج مسرعة قائلة: في رجال غريب. بدا كأنها لم تعرف والدها..

أما مايا الاصغر فكانت عرضة لأسئلة صاحب الدكان والجيران: مشتاقة للبابا؟؟ عم تشوفيه؟؟ عم يجي لعندكم؟؟ وكانت تجيب بالنفي مع انها قد تكون معه قبل دقائق..هذا بعض ما عاناه ونحن معه..

اراد دوماً وطناً ديمقراطياً علمانياً الجميع فيه سواسية، يعيشون براحة، لا يخافون الغد المجهول.

زوجي.. مثلك لا يموت.. فأنت محفور في قلبي.. جرحك عميق.. رجل مثلك يظل على روؤس الاشهاد، لا ينسى، لا يرحل، لا يموت.

فأنت باق معنا ترشدنا دوماً إلى الطريق الصحيح..

شكراً لمواساتنا بحضوركم، ولهذه المناسبة، تم تشييد ملعب للمدرسة باسم محمد حسن مروة، لذا اشكر نديم ومحمد يونس وحسن شعلان، والاطفال الذين ساعدوا بإعداد الملعب.

واشكر خاصة السيدة مديرة المدرسة خديجة شعلان التي ألقت كلمة في المناسبة.

 

 

Leave a Comment