منذ أن أعلنت إدارة الريجي عن قرارها فتح المستودعات في القرى، والبدء باستلام محاصيل المزارعين من التبغ، تفاجأ المزارعون أن إدارة الريجي لم تقم بالحد الادنى من دراسة واقع الزراعة وما طرأ عليها من تغيّرات جوهرية وكارثية. ذلك جراء الانهيار الاقتصادي والمالي والارتفاع الجنوني لجميع مستلزمات الحياة اليومية، بما فيه الحاجات الضرورية التي يتطلبها مزارع التبغ للتمكن من استمرار عمله.
لقد ارتفعت أكلاف الزراعة ومعها أسعار السلع والمواد إلى مستويات هائلة، لا قِبل للمزارع بها ولا قدرة لديه على شرائها. وما فاقم تلك الأكلاف، تمنّع إدارة الريجي عن تامين الخيش والأدوية الزراعية كما كان الأمر على الدوام. أما خيبة الأمل الكبرى لدى المزارعين فقد تمثلت بصدمتهم من مواقف الريجي والأسعار الزهيدة والمساومات العشوائية لثمن المحاصيل. وما زاد الطين بلة كان الغياب الكامل لنقابة المزارعين والتي لا دور لها بتاتاً لها سواء في العلاقة مع المزارعين لرفع صوتهم وتوحيد مطالبهم، أو لناحية تحديد الأسعار المناسبة والمقبولة منهم والتي تتناسب مع بعض حقوقهم، أنتهاء بالتخلي عن دورها في المفاوضات الجدية مع المسؤولين. والغياب ناتج عن تبعية النقابة للسلطة التي تدير ظهرها للمزارعين وحقوقهم.
لقد لوحت الإدارة بأن الأسعارهذا الموسم هي ما بين 25 و30 ألف ليرة للكغ. وما زاد من صدمة المزارعين أن اتصالات بعضهم ببعض نواب الجنوب، قد قوبلت بتجاهل هؤلاء لهم ولمطالبهم وعدم إعارتهم أي اهتمام جدي. أما الاجتماع الإخير الذي جرى في مركز الريجي في بنت جبيل بين عدد من ممثلي القرى مع المسؤول في الريجي أبو جعفر الحسين، فإنه لم يصل إلى نتيجة، لأن المزارعين رفضوا العرض الذي أصرّ عليه ممثل إدارة الريجي بأن تصل الأسعار لغاية 40 الف ليرة اي ما يعادل دولارين للكغ، في حين أنها كانت قبل عامين تزيد عن 5 دولارات، وهو الحد الأدنى المقبول حالياً منهم.
إننا في لجان العمل النقابي لمزارعي التبغ في الجنوب، إذ نحيي وقفة أهلنا المزارعين دفاعاً عن حقوقهم المهدورة ومطالبهم المشروعة، فإننا نؤكد على حقهم وأهمية دورهم في حماية لقمة عيشهم المغمسة بالعرق والتعب، ومواجهة سرقة أتعابهم التي تضاف إلى خسائرهم المادية الجسيمة طوال العام الماضي. أن وحدة المزارعين وتضامنهم معاً واستمرار وقفتهم الشجاعة واستنباط كل اشكال القوة المعنوية والسلمية للوقوف بوجه هذه السلطة الفاسدة والأدارة التابعة لها والتي دأبت ولا تزال تمارس النهب لمصلحة اتباعها وأزلامها.
كما نهيب بكل القوى والهيئات الاجتماعية والديمقراطية وخاصة القوى النقابية الحية أن تقف إلى جانب حقوق ومطالب المزارعين المشروعة وأن تعلي صوت التضامن معهم لمؤازرتهم في وقفتهم ودعمهم في مواجهة ما يقوم به القيّمون على مؤسسة الريجي من إدارة وسماسرة ونقابة تابعة، من تلاعب بحقوقهم ومن ابتزاز لهم في لقمة عيش عائلاتهم.
الجنوب 2 تشرين الثاني 2021
لجان العمل النقابي
لمزارعي التبغ في الجنوب
Leave a Comment