تخوض القوى السياسية على اختلافها، معركة فرعية للفوز بأربعة مقاعد في مجلس نقابة اطباء لبنان في بيروت، والتي ستجري صبيحة نهار الاحد في ٢٨ايار ٢٠٢٣ .علماً أن هذة المقاعد الاربعة، فقدها وبالقرعة اربعة أعضاء من مجلس النقابة، كانوا انتخبوا في نهاية ايار من العام الماضي من ضمن ١٦ عضواً ونقيب دفعة واحدة، بسبب التأجيل المتكرر سابقا مرة بسبب جائحةً كوفيد -١٩، واخرى بسبب الخلل القانوني والجدل الذي رافق عملية التمديد للعضوية، وهذة القرعةً التي اجريت هذا العام لإبطال عضوية الأربعة، وذلك لتفادي خلل في قانون انتخاب اعضاء مجالس نقابات المهن الحرة، المركب والمتناقض الساري المفعول منذ تأسيس هذة النقابات….
وتأتي الانتخابات هذا العام في ظل أزمة اقتصادية ومشاكل صحية استشفائية ودوائية يعاني منها كل الناس، وضائقة اقتصادية بسبب انهيار العملة الوطنية من جهةً، وانهيار المؤسسات من جهة اخرى، معطوفة على الأزمات المعيشية المتفاقمة، والعجز المادي الذي يواجه المواطنين والمؤسسات، مما يرخي بظلاله على الاطباء ونقابتهم، مضافاً إلى هذه المشاكل مشكلة حجز ودائع النقابات والصناديق الضامنة، التي يتشابه مصيرها مع مصير ودائعً الناس المحجوزة في المصارف…
ويتنافس على المقاعد الاربعة ٣٧ مرشحاً انسحب منهم مجموعة من الاطباء كان ابرزهم جماعياً لائحة المعارضة المستقلة وقوى ١٧ تشرين التي خاضت الانتخابات العام الماضي ضمن لائحة موحدة تحت اسم ” النقابة تنتفض”، حيث جمعت عدداً من الافراد المستقلين ومجموعة “العمل النقابي المستقل ” بقيادة النقابي وعضو المجلس الحالي جورج الهبر، الى جانب اليسار اللبناني متمثلا حينها بمرشحي الحزب الشيوعي اللبناني ومنظمة العمل اليساري الديمقراطي العلماني .
الا أنه ولأسباب خاصة امتنع الحزب الشيوعي اللبناني عن خوض غمار الانتخابات ترشيحاً ، الا أنه اعرب عن دعمة ووقوفه إلى جانب القوى التغبيرية الديمقراطية اقتراعاً والمتمثلة بلائحة لجان العمل الطبي الديمقراطي ” نقابة للطبيب “، والتي تضم الطبيبين وهيب سلامة وعلي حرب، وذلك بعد تعذر تشكيل لائحة جامعة ومكتملة على غرار النقابة تنتفض العام الفائت، وانسحاب مرشحي ” العمل النقابي المستقل” بقيادة عضو المجلس الحالي النقابي جورج الهبر ولأسباب بقيت غامضة ؟؟ رغم أن الاخير اعرب عن دعمة المطلق للائحة” نقابة للطبيب “التي اصرت على متابعة معركة استقلالية المعارضة الديمقراطية عن منظومة الفساد السياسي المتحكمةً بالنقابة حالياً، والتي يتذمر العديد من الاطباء من الممارسات الفئوية وسياسات الهدر والفساد واختلاق البدع للتهرب من المحاسبة، خاصة فيما يتعلق بالتقرير المالي وقطع حسابات الموازنات المجمدة منذ العام ٢٠١٥ ، بسبب الثغرات المحاسبية وروائح الفساد التي شابت تلك التقارير، ,التي لم تفلح شركات المحاسبة في ابتداع طرق لتبريرها، بما فيها اقرار وزير الصحة الاسبق الدكتور جبق الذي كلف مستشاري الوزارة بإعداد تقرير مالي حول هذة الموازنات، والذي خلص إلى تأكيد وجود بؤر هدر وفساد صعبة “التغطية .”
وجرى العام الماضي تهريب هذة التقارير عبر التصويت الالكتروني المشبوه، بديلاً لمناقشات الجمعية العمومية التي كان من الصعب تمريرها، واعطائها صك البراءة عن سنوات عدة، وما تخللها من ممارسات مشبوهة ؟؟؟؟
واليوم يعاود مجلس النقابة الحالي اعتماد التصويت الالكتروني على تقرير الموازنة، حيث يسعى نقابيو السلطة لًتكريس اعراف مشبوهة وغير قانونية في التعامل مع موارد ومدخرات النقابة ؟! وهذا ما ترفضه لجان العمل الديمقراطي وأكثرية الاطباء حيث يؤكد د.وهيب سلامة على الرفض المطلق لهذا القرار المشبوه، ويدعو إلى العودة للاحتكام إلى الموسسات النقابية، بما فيها وأهمها الجمعيات العمومية السلطة النقابية الأعلى، كونها اهم الوسائل في اخضاع النقيب والمجلس للمحاسبة والمساءلة وضمن مبدأ الشفافية في العمل المالي .
تتوزع القوى الناخبة على مجموعةً لوائحً وتحالفات، حيث برز تحالف حزبي القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي عبر مرشحه د. ناصر رافع، وتحالف أمل حزب الله والتيار العوني، وإن كانت حركة امل تدعم مرشح مخلص لها من مستشفى الزهراء وهو د.محمد حلال، بينما حزب الله اكتفى بترشيح هاشم نور الدين لموقع مساعد مراقب عام لصندوق الإعانة والتقاعد، وهو المرشح الوحيد لهذا المنصب، وكمسايرة للتيار العوني لتعويضه خسارة أربعة اعضاء حزبيين أو مناصرين له، ولوجود عدد من الاعضاء المحسوبين على حزبي الله والحركة بما يكفي داخل مجلس النقابة .
من جهتها دعت لائحةً قوى التغيير” نقابة للطبيب ” الاطباء إلى المشاركة الكثيفة وعدم الامتناع عن الحضور، والتصويت لصالح اللائحة التغبيرية والمستقلة فعلياً لاحداث خرق في توازنات النقابة الداخلية .
كما يدعو الدكتور والنقابي وهيب سلامة الاطباء إلى وقفة ضمير، وعدم التردد في الحضور لاحداث الخرق المرتجى، علماً أن عدد الأطباء المسدِّدين اشتراكاتهم جاوز ال ٩٠٠٠ طبيب.
كما يدعو د .سلامة مجلس النقابة إلى نزع الهواجس المتراكمة عند الاطباء بخصوص الفرز الالكتروني لأصوات المقترعين عبر الموفقة على إجراء فرز يدوي لصندوق عشوائي وقبل اعلان النتاتج، ومقارنتها مع الفرز الالكتروني وكتأكيد للثقة بالعملية الانتخابية والفرز الالكتروني، علماً أن ” لجان العمل الطبي الديمقراطي” تقدمت من أمانة سر النقابة بطلب خطي بهذالاقتراح. هذا ويقع في صلب البرنامج الانتخابي لـ ” نقابة للطبيب” مطلب النضال لتحقيق تامين صحي خاص ومجاني للأطباء موزعة كتكاليف على شركات التامين الخاص والمستشفيات العامة والخاصة والدولة، ودلك بسبب التقديمات الجلى التي يقدمها الاطباء، والتي لا تقدر بثمن، وبعوائد شبة مجانية ومتآكلة لهذه الهينات وللمجتمع اللبناني بأسره، بما فيها التضحيات الجسام والبطولية التي قدمها الاطباء اثناء تصديهم لجانحة كورونا في العامين الماضيين. وكذلك يؤكد المرشح سلامة على ضرورة رفع المعاش التقاعدي للأطباء بما يكفل حياة مستقرة للطبيب وعائلته في خريف العمر. ويشدد الدكتور وهيب سلامة على أهمية تكريس الشفافية والمساءلة والمكننة والتوصيف الوظيفي، ووقف حشو الموظفين والازلام واستنزاف الموارد، وبالعكس من ذلك زيادة الايرادات عبر تحصيل العائدات الجمركية والطوابع المقرة بهذا الخصوص.إضافة ألى اهمية العودة إلى مركز النقابة القديم بالقرب من مستشفى قلب يسوع وتأجير بيت الطبيب لتخيف الهدر والاستفادة من عائداته لصالح صندوق الإعانة والتقاعد.
وفي النهاية يشدد الدكتور سلامة على دعوة الاطباء للمشاركة في العملية الديمقراطية، ولصنع مستقبلهم المهني وتأمين حمايتهم وحصانتهم النقابية والقانونية والاجتماعية المادية والمعنوية والنهوض بالنقابة، لتكون مرجعاً صحياً ،علمياً ديمقراطياً ونقابياً رائداً ويليق بالطبيب.
Leave a Comment