13 ـ حصاد المغتربين على بيدر الإنتخابات. (2)
2 . الحوار بين المغتربين أنفسهم، متناولا الشأن المحلي اللبناني للدائرة المعنية هو “حوار طرشان” وله مفعول تقسيمي.
قبل الدخول في تناول هذا الجانب من العملية الإنتخابية الديمقراطية، يجدر بنا أن نسأل السؤال التالي: هل الشأن المحلي بالنسبة للمغترب – كمغترب وليس كمواطن في دولة أخرى – هوالشأن المتصل بالدائرة التي تحدر منها المغترب في لبنان أم هو الشأن المتصل بقضايا ذات جذر لبناني يعيشها المغترب في البلد الذي يعيش فيه؟!
الطريقة التي فُرض على المغترب أن ينتخب بواسطتها – أن ينتخب المغتربون في دوائر المقيمين – تفترض أن الشأن المحلي بالنسبة للمغترب هو نفسه الشأن المحلي بالنسبة للمقيم، أي قضايا المقيم حيث يقيم. وفي هذه الحال يصبح الحوار بين المغتربين أنفسهم، متناولا الشأن المحلي للمقيمين في دائرتهم في لبنان، كحوار الطرشان، أي حوار بين ناخبين غير مدركين وغير متأثرين بقضايا ذلك الحوار أعني القضايا المحلية اللبنانية كما شرحنا أعلاه. في هذه الحال لا يعدو هذا الحوار كونه لغوا كلاميا لا هدف له ولا تأثير مباشر له على مصالح المتحاورين فيصبح كلزوم ما لا يلزم. هذا ما حصل في انتخابات المغتربين الأخيرة أي تحوّل الحوار في الشؤون المحلية ( المناطقية) اللبنانية بين المغتربين لغواً كلاميا أو أنه لم يحصل أبدا نظراً لإنتفاء ضرورته ولإنتفاء منفعته. بالإضافة الى كل ذلك هو حوار ذو مفعول تقسيمي على المغتربين لأنه يقتصرعلى مغتربي/ات كل دائرة بدائرتها ولا يشمل جميع المغتربين/ات في البلد المعني.
الحوار بين المغتربين أنفسهم، متناولا الشأن المحلي الإغترابي/اللبناني في بلد الإغتراب هو حوار ضروري فاعل منتج وذو مفعول توحيدي.
لو سُمح للمغترب أن تكون له دائرته أو دوائره الإنتخابية الإغترابية، لاختلف النظر إلى الشأن المحلي ولأصبح هذا الشأن هو الشأن الذي يتناول القضايا الإغترابية ذات الجذر اللبناني والتي يعيشها المغترب في البلد الذي يعيش فيه؟!
ما نقصده بالقضايا الإغترابية ذات الجذر اللبناني هي القضايا الناشئة عن فعل الإغتراب واستمراره: علاقة المغترب وعلاقة أولاده وعائلته بلبنان، تنمية قدرته على الحفاظ على لغته العربية وتعليمها لأولاده، المحافظة على ما زال صالحا من عاداته وتقاليده وتراثه ونقلها للأجيال المولودة في الإغتراب ، العلاقات بين الدولة التي يقيم فيها المغترب ولبنان، العلاقات بكل أنواعها الإقتصادية والسياسية والتجارية والثقافية والأكاديمية والإجتماعية والضريبية والتقاعدية… قضايا استثمار المغتربين في لبنان ، التعامل الإداري اللبناني مع المغتربين، … كل هذه القضايا تعني وتمس كل مغترب في كل بلد اغترابي فيكون هذا الحوار شاملا كل المغتربين في البلد المعني وليس فقط من يتحدرون من دائرة انتخابية معينة في لبنان فيكون له دور توحيدي على صعيد المغتربين ككل بعكس الحوار السابق الذي بالإضافة إلى أنه كما قلنا حوار طرشان هو حوار ذو مفعول تقسيمي على المغتربين إذ يقتصرعلى مغتربي/ات كل دائرة بدائرتها ولا يشمل جميع المغتربين/ات في البلد المعني.
بالإضافة الى ما ذكرناه أعلاه الحوار بين المغتربين أنفسهم، متناولا الشأن المحلي الإغترابي/اللبناني في بلد الإغتراب هو حوار بين معنيين ومدركين وأصحاب مصلحة فيه إذ أنّ المغتربين هم على معرفة بالقضايا المذكورة أعلاه إذ أنهم يعيشونها وتعنيهم في الصميم ولهم مصلحة مباشرة في معالجتها بخلاف القضايا المحلية (المناطقية) اللبنانية التي ليسوا على معرفة بها ولا تمسهم مباشرة كما تمس المقيمين. وهذا ما يفضي إلى تشكيل الشق المحلي من البرنامج الإنتخابي الإغترابي لكل دائرة أو مقعد إغترابي وهكذا يكون قد أتيح للمغترب أن يمارس بجدية وفاعلية هذا الجانب من العملية الإنتخابية الديمقراطية وهذا بالضبط ما لم تسمح به التجربة الإنتخابية الأخيرة ولذلك لم نسمع بأي شق محلي إغترابي لأي برنامج انتخابي.
في الخلاصة تكون هذه الطريقة في إنتخاب المغتربين – أن ينتخب المغتربون في دوائر المقيمين – قد دفعت بإتجاه حوار غير ممكن الحدوث – حوار المغتربين في قضايا المقيمين المحلية (المناطقية) في لبنان – لعدم توفر الإدراك الكافي لها ولإنتفاء المصلحة المباشرة فيها- وفي الوقت نفسه عطّلت حوارا ضروريا ومفيدا – حوار المغتربين حول قضايا المغتربين ذات الجذر اللبناني – لأنّها قسّمت المغتربين حسب دوائرهم في لبنان فمنعت توحدهم حيث يتواجدون فتعطّل حوارهم.
(يتبع)
(في الجزء السادس سنتكلم على المحور الثاني والمتضمن:
- الحوار بين المغتربين من جهة والمقيمين من جهة أخرى، متناولا الشأن الوطني اللبناني العام،
- الحوار بين المغتربين أنفسهم، متناولا الشأن الوطني اللبناني العام.)
المنتدى الاسترالي اللبناني المستقل
Australian Lebanese Independent Forum
عنهم: طنّوس فرنسيس
Leave a Comment