غيابك يعلن هشاشتي
هل الحوار عن بعد يجدي
هل ثمة بعد ما يجدي
هذا مقعدك في البيت خالياً
هذا مكتبك، نظيفاً، مرتباً، كما تحبه
هذه كتبك، أوراقك، تنتظر
كأنك بالأمس كنت هنا.
كأنك بالأمس كنت هنا تنتظرني
وتهرع إلى عندما أدخل..
وتحتشد الذكريات
ولا تكتفي بحضورها
أتفقد ثيابك في خزانتنا
أسمح ليدي أن تزورها
رائحتك ما زالت بها
أشم بعضاَ منها
مرت سنة… أهذا صحيح؟!.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ
في مثل هذا الوقت
رفعت عينيك إلى الأعلى وذهبت
في مثل هذا الوقت
تهاوت يدك وروحي…
مرت سنة… أهذا صحيح فعلاً؟!.
ينتظرك الوقت ولا تأتي
نشتاق إليك ولا تأتي
نتساءل: أين أنت؟ كيف أنت؟
نحلم بك، نشعر بك، نراك،
نقترب، تبتعد ولا تأتي.
يقولون: “بدا وقت” ونتعوّد.
مع الوقت ننسى ويخف الأسى
لكن الزمن لا يهوّن غيابك
أشتاق إليك كثيراً ياخالد
وأحزن…
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
هذا زمن العزلة والوحشة
زمن الموت الرقمي
نخاف، نحار، نرتبك، نختبىء في زوايانا
لكن الموت لا يشبه إلاّ الموت
والقلب يمسك بظلال الروح
فكيف ننسى من رافقنا معظم العمر
من أحببنا وصادقنا معظم العمر
وكيف ننسى من غمرنا وحمل أحلامنا
من أصبح جزءاً منّا ومن أولادنا
لن ننسى
سوف تختبىء في قلبي
كما كنت تحب.
سوف أزرع لك الزهر
في عيون أولادنا وأحفادنا
وسوف أسكب لك كل يوم
كأساً من الشراب الذي تحب
وسوف أدرّب القلب
على احتضان المجاز
فهل نلتقي لنشرب معاً
قهوة الصباح؟!…
31 آذار 2020
[author title=”عائدة سلوم” image=”http://”]زوجة الراحل خالد غزال[/author]