في ذكرى انطلاقة جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية في 16 ايلول 1982، أقامت منظمة العمل الشيوعي في لبنان، في 7 أيلول الماضي في صالة النهر العتيق في بلدته قب الياس، احتفالاً تكريمياً حاشداً لشهداء الجبهة وللقائد الراحل الرفيق خالد غزال. حضر الحفل حشد من أبناء البلدة والجوار، يتقدمهم فعاليات ووجوه اجتماعية وشخصيات سياسية وديمقراطية وثقافية، إضافة إلى وفود حزبية من الحزب التقدمي الاشتراكي وحزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي والحزب الشيوعي اللبناني واليسار الديمقراطي، وممثل للسفير الفلسطيني وحركة فتح والجبهتين الشعبية والديموقراطية لتحرير فلسطين، والاصدقاء والرفاق.
تحدث في الحفل عمر غزال باسم البلدة فتطرق إلى مزايا الراحل العائلية والمجتمعية وتوقف عند قائمة عطاءاته لبلدته ولبنان والثقافة العربية التقدمية العلمانية.
وأنهى بالقول: خالد لا شك أنك الآن بين أحضان والديك وإخوتك حسن وطارق وعبد الهادي، وتتسامر مع أبو حسين محمود الشوباصي وأبو يوسف المعلم وأبو إياد نديم غزال والحاج سامي غزال، وحبيبك عبد القادر.
وارتجل الدكتور القاضي المستشار الشيخ حسين غزال، كلمة قصيرة نوه فيها بصفات خالد النضالية، وسجل تقديره لجهدة وانتاجه الفكري ونضاله السياسي.
وباسم أصدقاء خالد ورفاقه عرض الدكتور فارس ساسين لعلاقته ومعرفته بالراحل كمناضلَ مثابر، أمين لمبادئ تنظيمه، وقد عرفتُ فيه الإنسانَ المتميّز بأخلاقه المترفّعة ولطفِه وتواضعِه أمام المستقبلِ والقضية.
وعرض لكتاباته ومقالاته بين الأعوام 2008 و2018 وتركيزه على الإعاقات التي تعاني منها المجتمعات العربية المأزومة والمأزق الذي وقفت عنده عملية التحديث بعد هزيمة الخامس من حزيران عام 1967. وكذلك تصديه للفكر الأصولي في العديد من مؤلفاته وضرورة الاصلاح الديني في الاسلام.
وختم قائلاً: غاب عنا خالد بعد صراعات عديدة أليمة وسعيدة، لكنه أبقى لنا عائلة جميلة، وكتبِه رسالة الاعتدال والانفتاح والتسامح وإعمال العقل والسعي إلى مجتمع مدني يولي الإنسان والحرية والعدالة الموقع الأول.
الرفيق زكي طه أمين سر المكتب التنفيذي للمنظمة ربط بين هذا التكريم وما سبقه من أنشطة للمنظمة تؤكد خروجها من الإنكفاء إلى ميدان الممارسة السياسة والنضالية قولاً وفعلاً. وأبرزها عقد المؤتمر الرابع للمنظمة الذي بذل خالدغزال فيه جهداً تحضيرياً أساسيا، عطفاً على أدواره في بناء المنظمة ومشاركته اطلاق جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية وقتالها البطولي في بيروت والذي شهد سقوط الشهيد الأول للجبهة وخطف رفيقنا رئيس المجلس السياسي لمدينة بيروت وعضو مكتبها السياسي القائد عدنان حلواني..
وتوقف عند أبرز ما حمله المؤتمر الرابع ومبادرته على طريق التجديد ليسار ديمقراطي علماني، قادر على بناء معارضة مستقلة تعمل على شق مسار معاكس لمسارات الانقسامات الأهلية الطائفية المتجددة، من خلال إعادة بناء كتلة شعبية تؤطر في صفوفها أكثرية الفئات المتضررة في حقوقها ومصالحها، وتحويلها قوة ضغط تحاصر سياسات الطبقة السياسية المرتهنة للخارج والمتسلطة على الدولة ومؤسساتها ومقدرات الشعب باسم حقوق الطوائف.
وألقت السيدة عائدة سلوم زوجة الرفيق الراحل كلمة مؤثرة باسم العائلة قالت فيها: هذه الدقائق القليلة لا تختصر عمراً، لا تختصر 42 سنة من الحب والمحبة والاحترام، عمر من الشراكة والمشاركة من التفاصيل الصغيرة الى القضايا الكبيرة. وأضافت: أيضاً جمعتنا المنظمة بأوج صعودها. وكانت الأبواب مفتوحة على كل الأسئلة أمامنا.
ووصفته بأنه إنسان شفاف، عميق، صادق، لا يعرف الكذب، ولا يخاف قول الحقيقة العارية حتى لو كانت جارحة أحياناً. هو إنسان واحد في الخفاء وفي العلن يجاهر بما يؤمن ويفعل ما يقول. يمارس قناعاته بكل حرية وعفوية. صلب وصبور، مبدئي ودؤوب، هو كالنهر ما غيّر مساراته ولا تغيّر. عقيدته هي ايمانه: المنظمة، أبو خالد، الرفاق، القضية، الناس والبلد، لهم الأولوية في حياته، شكلوا محور وجوده، بل هم وجوده. صحيح أن جسمه خانه والزمن غدره لكنه ما خاف من الموت ولا تزعزعت مبادؤه ولا اهتزت أفكاره وقناعاته. بقي صامداً مكابراً مناضلاً حتى آخر نفس.
أنا ووجد وفرح وشارل ومارون ولين وتيا ويارا الصغيرة، وكل الأهل والأصدقاء والرفاق نحبك خالد كتيراً. وعرض خلال الحفل فيلم قصير حول حياته ونضاله.
[author title=”منظمة العمل الشيوعي” image=”http://”]منظمة العمل الشيوعي[/author]