سياسة صحف وآراء

17 تشرين وتحديات الانهيار

 محمد فران                                               

17 تشرين 2019 صفحه مجيدة لانتفاضه الشعب اللبناني انتفاضه لم يشهد لها لبنان الحديث حدثا موازيا بحجمها وعفويتها ومشاركه اغلبيه مكونات الشعب اللبناني من حيث طبقاته الاجتماعية والانتماء المناطقى والسياسي والطائفى , والعديد من الكتل المجتمعيه تمثلت فى مشاركات نقابيه واهليه وروابط استاذة وطلاب  ومصالح مستقله.

مطالبين بالحريه والتغيير والخروج من هيمنه طبقه طائفيه ومحاصصه اقتصاديه وسياسيه  وتقاسم المصالح .

ونفوذ السلطه الداخلي المدعوم  اقليميا انتج نظام متماسك   سحق اليأت المجتمع الاهلي, واحزاب سياسيه  وبيوت تقلديه سياسيه, وصادرت استقلاليه قرارنا السياسي النسبى ورفدة بمحاور اقليميه ودوليه ومشاريع تطرح مسأله الكيانيه اللبنانيه تحت المجهر وتقاسمت  فى مابينها الاقتصاد  وحولته الى اقتصاد ريعى وامن داخلى مرتبط باجندة اقليميه ومقاومه ضد العدو الاسرائيلى تتقاطع مع امتدادات لدول ذات طموح السيطرة الاقليميه.

الاف اللبنانين المشاركين يوميا فى النزول للشارع معبرين عن سخطهم وغضبهم حالمين بغد افضل يحمل معه الامان والحريه ومستقبل مشرق للاجيال القادمه .

استمرت الانتفاضه بكل تناقضاتها ، وعجزها، ومكابرات اطراف رئيسيه فيها عن طرح برنامج توحيدى يستند الى قوى مجتمعية تستطيع ان تصنع مطالبها وتحرج السلطه بقضايا مطلبيه وحياتيه مرفقه بمطالب سياسيه كان من الممكن ان ترتقي بمستوى نضالي وتحقق تنسيق افضل على مستوى البرنامج والدور  ورافق ذلك دعوات خاويه لتشكيلات جبهويه فارغه من المضمون السياسي الذى لم يراعي دقه المرحله وفهم طبيعتها  مما انتج ذلك تراجعا كبيرا فى انتساب الناس الى الانتفاضه .

واصبحت ترى ان هذة القوى لا تستطيع تحقيق مطالبها ادت الى خروج اهم مكونات قوى المجتمع وقواه التمثليه والنقابيه  وهمشت مطالبها امام طروحات شعارات سياسيه  فوقيه لا تحاكى عصب قضايا الناس مما حدا بهم اعتكاف عن المشاركه فى التحركات  وبدات قوى الانتفاضه تتسأل عن السبب.

وامام عجز قوى الانتفاضه واجترار نفسها وشعاراتها التي اصبحت خاويه من مضامينها  اتجهت الى مطلب انتخابات نيابيه مبكرة لتكون خشبه الخلاص لمشروع البلد  وهذا كان هروب قوى ومجموعات الانتفاضه الى الامام لعجزهم  عن ايجاد البديل السياسي وتشكيل اطار ديمقراطى متنوع يحمل الوزن الشعبى القادر على مواجهة   السلطه وانتزاع حقوقهم.

حصدت الانتفاضه 13 نائب  فى اغلب دوائر لبنان والاكثر اهميه دائرة الجنوب معقل الثنائي الشيعي  وهذا لا يخفف من اهميه   باقى الدوائر وتحديدا بيروت بصفتها العاصمه التى تمثلت بثلاثه نواب تغيير.

وان دققنا فى ظروف الانتخابات والنتائج من عدد الاصوات التى حققتها لوائح التغيير نجد ان صراعات اهل السلطه وتناقضاتها والكيديه والانتقام السياسي مهدت وسمحت بطرق غير مباشره لاستفادة لائحه التغيير  وزيادة عدد اصوات نواب التغيير.

وجود 13 نائب جديد تغييرى حدث لم يشهد له البلد من فترة طويله وافقدت النتائج امكانيه اى طرف من السلطه ان تكون له الاغلبيه النيابيه ليفرض شروطه وهيمنته على الاخرين نسبيا.

اضمحلت المجوعات بعد الانتخابات النيابيه حيث فقدت المحفذ السياسي لبقائها وخاصه  بعد خوض العمليه الانتخابيه وصراعها مع بعضها البعض ونوعيه الشعارات التى سيقت ..

وتحالفات البعض  مع قوى تقلديه  التى تحاول العودة الى السلطة  والنزول علي لوائحهم مما فرض انتهاء عمل هذة المجموعات التي اصبحت يتيمه.

رغم محاولات البعض  التحول الى احزاب سياسيه على الطريقه اللبنانيه سواء في الشعار السياسي الشعبوى  وهامشيه المشاركين فيها الذين لم يجدوا دورا لهم .

مما زاد فى اشكاليه قوى الاعتراض اذا جاز التعبير من التبسيط وتسطيح القضاياومحاولات تجميع عشوائيه للتحركات او خلق مناسبات للاعتصام والتظاهر وكان اخرها ذكرى الثالثه للانتفاضه التى لم تجمع فى ساحه الشهداء اكثر من مائه شخص هم انفسهم الذين يحضرون كل المناسبات وشكلت مأساة لنا جميعا.

وتشهد قوى التغيير محاولات  انشاء مبادرات سياسيه وتجمعات  تحت عناوين سياسيه  بعد   اشهر من انتهاء الانتخابات ومجيء نواب التغيير والرهان على دورهم الطليعى وانهم الجسر الذى تراهن عليه  الثوره من داخل المجلس النيابى وانعكاس  دورهم على اداء السلطه لجهه التشريع ومراقبه السلطه التنفذيه وبدء تغيير فى اداء السلطه والمنظومه,  ويتناسون انها من اقوى واعتي المنظومات  فى لبنان والمنطقه العربيه ,واكثر تماسكا وتحالفا رغم تناقضات الفرعيه فى ما بينهم حسب نوعيه القضايا المطروحه امامهم.

التوصيف الحالى لقوى التغيير بؤس النقاشات وتسطيح كل القضايا والوقوف على اطلال ذكرى 17 تشرين واليوم بتنا امام مشهد مأساوى مجموعات عباره عن تجمع لبعض الاشخاص يتناحرون على خيبه دورهم فى الانتفاضه  والقيام بخطوات  فلكلوريه والخلاف على نوعيه القبضه وتكريم  كبار الثوار حسب تعبيرهم وما الجدوي منه سوى تسخيف دور الانتفاضه.

نفس العقليه الاختزاليه فى التزعم والتفرد فى القرار وسط تجاهل امام ما ستؤول اليه اوضاع البلد فى ظل الازمات والاستحققات الحاشده والزاحفه بينما غالبيه اللبنانين ينظرون بقلق لا مثيل له لعهد  سيءمنتهيه ولايته.

وانتظار تشكيل حكومه جديدة  لضمان ادارة السلطه فى ظل الفراغ الرئاسى  القادم فى ظل تساؤلات حول وجود تسويه اقليميه بشأن لبنان.

وهروب قوي التغيير من التركيز  لقضايا الاشكاليه  من هموم الناس ومطالبها من كهرباء والانهيار المالي وارتفاع الدولار توجهوا الى تحميل نواب التغيير المسؤوليه  عدم تحقيق انجازات هامه على صعيد تحسين ظروف العيش .

وحتى ان بعض  من قوي التغيير مما يدعون المعارضه  طامحين للعب دور مع السلطه بعنوان خوض معركه ترشيح احدهم الى موقع رئاسه الجمهوريه  متناسين ما هي احجامهم وادوارهم .

اما نواب التغيير هم من رحم الانتفاضه هم تعبير عنها بكافه تناقضاتها وتركيباتها السياسيه من حيث النشئه والشعارات, وانتخبوا من ضمن مناخها وحاجه الناس للتغيير وهناك اختلاف فى ما بينهم علي الكثير من القضايا الرئيسيه من السياسه والاقتصاد وانتخابات رئاسه الجمهوريه واسم الرئيس ودوره والى العديد من الطروحات حول اتفاق الطائف والموقف من ترسيم الحدود والى الدوله المدنيه والعلمانيه.

والنواب هم من بيئات ومشارب سياسيه  واتجاهات فكريه مختلفه, اسلاميه, وعلمانيه , ولبراليه , وليس المطلوب ان يكونوا  حزبا واحدا , وضروره  التنوع  السياسي اساسي فى ما بينهم  ومدى قدرتهم على بقاء متوافقين سياسيا  فى ظل الخلافات التى بدأ ت بل الظهور فى ما بينهم .

وامام قصور الرائى من بعض القوى  دعوه النواب الى الاستقاله  من مجلس النواب تحت عناوين الفشل,

دون تحديد اسبابه ومكامن الخلل فى العلاقه معهم  حيث الدعوه اليوم الي التوحد في  كتله نيابيه من نواب  التغييرواشرك قيادات من الثوره حسب تعبيرهم فى  اجتماعتهم  ليوخذ القرار مع الثوره بلاجماع

كل هذه الدعوات وكل محاولات تشكيل اطر  تنسيقيه او وضع ارضيه لاسنتباط جبهات سياسيه  لقوى التغير والاعتراض والمعارضه لن تؤدى الا اعادة التجربه  الفاشله لمجموعات الانتفاضه طيله فتره ثلاث سنوات

المشكله ليست فى اداء نواب التغيير  فقط بل فى الحاضنه من الانتفاضه وقصور قوى الاعتراض والتغيير على ايجاد برنامج سياسي  ومطلبى لتوحيد جهودها فى محاوله لانشاء حركه ديمقراطيه متنوعه تمثل مصالح الناس وكافه القطاعات المجتمعيه.

لا تشكيل امانه سر لتكتل النواب ولا ايجاد علاقه تنسيقيه معهم او الاشتراك معهم في صنع القرار تؤدى الى اعادة اصطفاف الناس معك  وليس هناك  برنامج مطلبى  حياتي تندمج فيه اليات قوى المجتمع من عمال واساتذة.

وجامعات  ومزارعين  وروابط نحن بحاجه الى استنهاض قوى الا جتماعيه جميعها حتى نوقف الانهيار السياسي والمالى والاقتصادى  واهمها استعادة الدوله صاحبه الدور المفقود التى يمارس عليها من قوى صاحبه الحكم والتحكم بقرارها ومصادرته.

ثلاث سنوات مرت على انطلاقه 17 تشرين   اصبحت ذكرى تمر دون ان نحسن حتى الانتساب للذكرى بل نتجه الى التزعم والانفراد بشعارات واهيه غير ابهين فى حجم الانهيار المدوى الذى يحصل ونحن قادمون على فراغ رئاسي ونشهد انهيار كافه مؤسسات الدوله ووزراتها  والجميع يدخل فى حساباته الضيقه دون التفكير فى المصلحه العامه ووحدة البلد.

Leave a Comment