سياسة مجتمع

خزاقة وياسين والخشن في ندوة منظمة العمل اليساري في سعدنايل: تقويم تجربة الإنتفاضة بما لها وعليها ودعوة إلى تضافر القوى للإنقاذ

بيروت الحرية ـ سعدنايل

تحت عنوان “دروس في الانتفاضة… ومخاطر انهيار الدولة” اقامت منظمة العمل اليساري الديمقراطي العلماني فرع البقاع الغربي والاوسط بعد ظهر الاحد 30 تشرين الاول 2022، ندوة حوارية في قاعة المهندس منيب الشوباصي في سعدنايل البقاع الاوسط بحضور نخب بقاعية وناشطين في الانتفاضة وتحدث فيها كل من الاعلامي نجيب خزاقة النائب ياسين ياسين ونائب رئيس المكتب التنفيذي في منظمة العمل اليساري الديمقراطي العلماني الاستاذ حاتم الخشن، قدم المتحدثين الناقد كمال اللقيس.

بداية تحدث الكاتب نجيب خزاقة، متوقفاً عند انجازات الانتفاضة واهميتها، ولفت ان الاهمية الأساس فيها انها كسرت حاجز الخوف، ورفضت السلاح الداخلي، وأنها كانت عفوية وغير منظمة. واستطاعت بهذه العفوية ان ترفع شعارات معيشية وسياسية بوجه منظومة الفساد. وعدد خزاقة الاخفاقات واسباب عدم انتظامها وتفككها تدريجيا وفق ما تشتهيه سلطة القمع.

ووصف النائب ياسين ياسين عضو تكتل نواب التغيير، انتفاضة ١٧ تشرين بالثورة، وأنها لم تكن حدثاً مدبراً ومخططاً له، انما نتيجة فعلية لتراكم اوجاع اللبنانيين منذ العام ٢٠١١ حتى العام ٢٠١٩ بعدما تمادت السلطة في التعطيل، وتسارع الانهيار. وقال “إن احد اهم انجازات الثورة انها كسرت حاجز الخوف وسمت الاشياء بأسمائها، ولم تفرق بين احزاب منظومة الفساد والمحاصصة”، وتابع: إن الثورة هزت اركان منظومة الفساد وارباب الحرب الأهلية وواجهتها باللحم الحي، وهي التي مارست ابشع انواع القمع وطاردت الناشطين واعتقلتهم.

واعتبر ان تعثر الانتفاضة في توحيد صفوفها يعود للعفوية التي رافقت انطلاقتها، عدا عن تغلغل السلطة في صفوف المجموعات الثورية، مما حال وافشل العديد من محاولات توحيدها. وقال “انا تحت سقف ائتلاف سهلنا والجبل الثوري في البقاع الغربي وراشيا، وتحت سقف ثورة ١٧ تشرين. لقد استطاعت الثورة ان تحدث خرقاً مهماً في الانتخابات النيابية، وفي العديد من النقابات واللجان الطلابية في الجامعات الخاصة واللبنانية، وهذا يجعلنا امام مهمة اعادة التموضع”، واضاف: إن شعارات الثورة “منذ انطلاقتها كانت واضحة ولم تستثن احدا عندما قلنا كلن يعني كلن”.

اما نائب رئيس المكتب التنفيذي لمنظمة العمل اليساري الديمقراطي العلماني حاتم الخشن، فاعتبر الانتفاضة بأنها “كانت لحظة خارقة ليس فيها اني لو كنت اعلم، لا أحد كان يعلم رغم احتشاد آلاف الأسباب لخروجها، عنها يمكن كتابة عشرات المقالات والدراسات”، واضاف” انها انتفاضة حاشدة عابرة للطوائف والمذاهب والمناطق عامودها الرئيسي طبقة وسطى تلمست ضرراً فادحاً في مصالحها فخرجت من خلال عشرات ألآلاف من الشابات والشباب المتعلم والعاطل عن العمل، وعشرات آلاف من النسوة المهمشات والمضطهدات الممنوعات من حقوقهن في المساواة مع الرجل، جماهير من كل جهات الوطن من قراه ومدنه ملأت الشوارع والساحات، فعرّت كل من تبوأ السلطة منذ ثلاثين عاماً، وقالت لهم شعارها “كلن يعني كلن”.

وفند اسباب انتهاء الثورة في الساحات وقال : 1- السبب الرئيسي هو عنف السلطة، 2- الشباب المتقد حماساً توهم نتائج سريعة لم تحصل فلجأ الى العنف، 3- الطبقة الوسطى بطبيعتها لا تشارك بالعنف ولا تواجه بالعنف حتى لمن يعنفها، فخرجت من الميدان، 4-  شعار اسقاط النظام كان بعيداً كل البعد عن الواقع، 5- انطلقت الانتفاضة في ظل غياب حركة شعبية تغييرية متجذرة تشكل سنداً وتصويباً لمسيرتها وتتنكب مهمة قيادتها.

وقال إن حركة ١٧ تشرين سيبقى أثرها عميقاً في نفوس اللبنانيين التواقين الى الحرية والعدالة وحقوق الانسان والعيش الكريم. وأضاف أنه رغم القانون الانتخابي المذهبي نجحت في ايصال ١٣ نائباً تغييرياً، وهو أمر لم يحصل في تاريخ لبنان، ما يعتبر كسراً لعرف الأكثريات المتوارثة وقد بات هؤلاء رقماً يحسب له حساب.

وتابع “ألا يكفي كل ما يعاني منه اللبنانيين، من تحلل للدولة لاثبات ان الدولة منهارة، الا يكفي ما حصل في ٤ اب وتدمير مرفأ ولؤلؤة الشرق الجميل دلالة على ذلك الانهيار..

وعرض إلى مظاهر انهيار الدولة وأبرزها دون منازع جريمة تفجير المرفأ التي يجري تعطيل التحقيق بجرم مرتكبيها وتعطيل القضاء عن متابعة مهمته في كشف ملابساتها والضالعين فيها. اما بخصوص الترسيم فقال الخشن” السلطة استباحت حقنا الوطني وتنازلت عن الخط ٢٩ وأشركت العدو معنا بالخط ٢٣ باتفاق يرعاه الأمريكي الذي يتلاعب بمصائر دول المنطقة، وبتقاطع مصالح فرنسية وايرانية وقطرية واسرائيلية مع زعماء أحزاب الطوائف في لبنان المتربعين على صدورنا، الذين يوهموننا بأن الإنقاذ مدخله استثمار الغاز والنفط الذي يعدون العدة لنهبه “.

وشدد على أن الاشكالية في لبنان انه يعيش في ازمتين: ازمة نظام وازمة حكم، فنظام الطائف القائم هل نعيد النظر فيه ؟ وان حاولنا سيكون التوجه نحو المثالثة او نحو فدرالية الطوائف وهو ما يضعنا أمام المصير المجهول كياناً ودولة وشعباً. ورأى أننا مع دولة ديمقراطية وإن كان يحول دونها السلاح والممارسات الميليشياوية، الا أننا لسنا مع مغامرة نزعه بالقوة نظراً إلى تجربة الحرب الاهلية التي ذقنا مرارتها جميعا وسقط خلالها عشرات ألوف اللبنانيين والفلسطينيين شهداء في معتركها ومعاركها.

وعدد الخشن ما يعانيه البلد من ازمات في الكهرباء والماء والتعليم ورغيف الخبز وسرقة مال المواطن، وموت الهاربين غرقاً في البحر وتدمير المرفأ وشلل المؤسسات وتراجع الانتاج وارتفاع الاسعار، وغيرها الكثير. وتساءل الا تكفي هذه الادلة كلها على انهيار الدولة الذي تتحمل المسؤولية عنه هذه المنظومة الحاكمة.

ودعا في الختام إلى بناء معارضة ديمقراطية تعبر عن القوى والفئات المتضررة مما آلت إليه أوضاع البلد من نواحيها كافة. وأكد أن ” الحل يأتينا معلباً من الخارج، بل الحل نصنعه نحن من خلال بناء حركة شعبية نقابية من كل فئات المجتمع، و هذا يتطلب تفعيل النقابات وضمان استقلاليتها لتصبح تياراً يواجه حشود القوى المذهبية من خلال الصراع السلمي الديمقراطي في مختلف الساحات.

وأنهى الخشن مختتماً بدعوة الشباب والشابات إلى عدم اليأس، ومتابعة العمل من أجل التغيير لأنه هو الخيار الوحيد أمامنا، فهذه بلادنا ووطننا، وهذه مهمتكم وهذا مستقبلكم وعليكم تعقد الآمال. وختاما فتح باب الحوار فقدم عدد من الحضور مداخلات تناولت القضايا الملحة سياسية ومطلبية ونضالية، وضرورة تفعيل العمل المشترك لضمان مواجهة قوى المحاصصة التي ينذر استمرار هيمنتها مصير الكيان والدولة ويفتح الباب على المزيد من الأزمات المحتدمة.

سعدنايل /1 تشرين الثاني 2022 

منظمة العمل اليساري الديمقراطي العلماني

 ـ فرع البقاع الغربي والاوسط ـ

Leave a Comment