ثقافة

ندوة المنتدى الاسترالي اللبناني حول كتاب الهجرة: قراءات تضيء على موضوع يتطلب أبحاثاً إضافية

بدعوة من “ألف” المنتدى الاسترالي اللبناني المستقل، Australian Lebanese Independent Forum أُقيمت في سيدني الاسبوع الماضي، ندوة لإطلاق كتاب “الهجرة وتشكل النخبة السياسية في لبنان” لمؤلفيّه البروفسور بول طبر ووهيب المعلوف. غصّت قاعة البلدية في لاكمبا بالوجوه الثقافية والإجتماعية، و قدمت الندوة الإعلامية السيدة سوزان حوراني.

أول المتكلمين كان البروفسور غسان الحاج، أستاذ الأنتربولوجيا في جامعة ملبورن، حيث تناول في تقديمه للكتاب مسألة الفرق بين “الإنتقاد” و”النقد”. أما الإنتقاد فهو ممارسة ذات طابع شخصي غير علمي، ولا يفيد قضية التقدم في فهمنا للعالم حولنا. بينما النقد والتعاطي النقدي مع الأبحاث والدراسات، فهو يقوم أولاً على الإعتراف بأهمية البحث والدراسة موضوع النقد، فلولا تلك الأهمية لما قام الناقد بإجراء نقده في الأساس. وثانياً التعاطي النقدي مع الإنتاج البحثي والفكري هو الطريق نحو تطوير المعرفة وتعميقها في المجال الذي يحث الناقد على إجراء نقده.

وأضاف البروفسور الحاج، أن الكتاب يقدم مادة معرفية جديدة في مجال دراسة الهجرة، وعلاقتها بموضوع تشكل النخبة السياسية في لبنان. كما أشار إلى الجانب التاريخي من البحث الذي يلقي الضوء على دور الدياسبورا اللبنانية المثقفة والناشطة سياسياً في تشكيل لبنان الكبير.

وأخيراً أشار البروفسور الحاج في كلمته لأهمية المنهج الذي اتبعه الباحثان في تناول الموضوع، وأكد على أهمية إجراء المزيد من هذه الأبحاث التي تقوم على دراسة سيرورة تكوين النخبة السياسية من وجهة نظر تاريخية ومنظور علم الإجتماع.

بعد البروفسور الحاج، ألقى السيد طنوس فرنسيس كلمة مسهبة حول الكتاب (نصها في مكان آخر)، وكانت الكلمة الأخيرة للبرفسور بول طبر أحد مؤلفي الكتاب، حيث استهل  كلمته بالسؤال عن مغزى البحث في موضوع الهجرة وتشكل النخبة السياسية في لبنان والسعي إلى نشره ليس فقط في الوطن لبنان، وإنما أيضاً في أستراليا. وبدأ المؤلف بالقول أن لدى اللبنانيين في أستراليا حيزاً عاماً يتناولون من خلاله ليس فقط التحدث في الشؤون الأسترالية، وإنما أيضاً في الشؤون اللبنانية. ويتكون هذا الحيز العام (الدياسبوري) من جلسات نقاش بين المهاجرين ليس فقط في منازلهم وحسب، وإنما أيضاً في المقاهي والمناسبات العامة. كذلك يتشكل هذا الحيز من عدة صحف ومجلات وإذاعات جميعها ناطق باللغة العربية. ولا ينبغي التغاضي عن الدور المتنامي لوسائل الإتصال الإجتماعية، وما تشكله من منصات للكتابة والحوار ونشر الآراء، عدا دورها في تكثيف التواصل بين اللبنانين في أستراليا وبينهم وبين لبنان واللبنانيين في مختلف أنحاء العالم.

واعتبر المؤلف أن كتابه هو تدخل في النقاشات الدائرة في هذا الحيز العام الذي يتناول أساساً دور المهاجرين في الحياة السياسية في لبنان، وذلك للتأكيد على ما يلي: أولاً كشف حقيقة هذا الدور بعيداً عن الكلام الإنشائي والمضلل عن دور المهاجر وعلاقته بالوطن الأم. ثانياً يقوم الكتاب بإظهار أن الدور الطاغي للمهاجرين في علاقتهم مع لبنان يؤدي إلى دعم النظام وركائزه الإقتصادية الريعية والسياسية التي تتناقض مع مفهوم المواطنة. ثالثاً وأخيراً، ينسب المؤلف الكتاب إلى روحية انتفاضة 17 تشرين كونه يحث القاريء على إعادة النظر بعلاقته مع الوطن الأم لجهة التوقف عن التعاطي مع نظامه السياسي بالطريقة التقليدية التي تؤدي دائماً إلى إعادة انتاجه، وانتاج الأسباب ذاتها التي تدفع باللبنانيين إلى الهجرة المتواصلة من بلدهم لبنان. يقوم الكتاب عبر خلاصته بدعوة المهاجرين للعمل على التفاعل مع وطنهم الأصلي من أجل تغيير نظامه الفاسد، وبناء وطن يحترم المواطنة والعدالة الإجتماعية ويصون كرامة أبنائه وبناته.

وفي الختام شكرت السيدة حوراني الجمهور على حضوره داعية الجميع ليس فقط الى إقتناء الكتاب لا بل الى إهداء نسخ منه للمكتبات المحلية وللأصدقاء والصديقات نظراً الى أهميته ولئن موضوعه يمس كل مهاجر في الصميم.

 

 

Leave a Comment