سياسة مجتمع منشورات

منظمة العمل الشيوعي في لبنان تتضامن مع صمود انتفاضة قوى الحرية والتغيير في السودان

ما ترى أن انتفاضة الشعب السوداني المحصنة بالوعي وبالخبرة التاريخية النضالية التي تختزنها، وهي قادرة على مواصلة نضالها السلمي والديمقراطي، بفعل إصرارها على هذا النهج دفاعاً عن حاضر ومستقبل البلاد، وحرصاً منها لعدم تكرار التجارب الفاشلة التي كلفت البلاد الكثير من الدماء والدمار والتهجير والخراب،

أصدر المكتب التنفيذي لمنظمة العمل الشيوعي في لبنان بياناً تضامنياً مع قوى الحرية والتغيير السودانية جاء فيه:

  إن منظمة العمل الشيوعي وفي ضوء ما يشهده السودان الشقيق من تطورات، يهمها أن تحيي صمود الشعب السوداني وإصراره على انتزاع حقه بالتغيير والحرية والديمقراطية، والتخلص من منوعات الحكم العسكري التي حكمت البلاد عقودا متلاحقة، ودمرت ومزقت وحدة ترابها وأحلت العصبيات العرقية والعشائرية وكرست الانقسام والتخلف.  تؤكد  المنظمة أن ممارسات المجلس العسكري الانتقالي ليست سوى انقلاب بأقنعة عارية على انتفاضة الشعب السوداني وقواه الحية، ومحاولة منه لتجديد الحكم العسكري المباشر للبلاد، مستعيناً بالتشكيلات الميليشياوية التي أنشأها الرئيس المخلوع، والتي ارتكبت مجزرة دموية ضد المعتصمين سلمياً، نتج عنها مئات الضحايا والمخفيين والمنفيين. وهو ما يشكل تأكيداً على رفض المجلس حصر دور الجيش في حماية السودان وصون كيانه الوطني ووحدته. وما اضطراره الى تشكيل لجنة تحقيق إلا محاولة لامتصاص ردود الفعل الدولية الشاجبة، وتغطية لهجومه المستمرعلى قوى التغيير والديمقراطية، أما اتهامه لها بتدبير محاولة الانقلاب المزعومة ضده، فإنه يعكس إصراراً منه على فرض حكمه وسيطرته عبر التهويل بتسعير الحرب الأهلية التي عانى منها السودان طويلا ولا يزال.

  إن منظمة العمل الشيوعي في لبنان إذ تحيي صمود شرائح وطبقات الشعب السوداني على مواقفها الصامدة  في مواجهة رفض تسليم السلطة إلى المدنيين واطلاق الحريات المدنية والعامة في البلاد والفصل بين السلطات. كما ترى أن انتفاضة الشعب السوداني المحصنة بالوعي وبالخبرة التاريخية النضالية التي تختزنها، وهي قادرة على مواصلة نضالها السلمي والديمقراطي، بفعل إصرارها على هذا النهج دفاعاً عن حاضر ومستقبل البلاد، وحرصاً منها لعدم تكرار التجارب الفاشلة التي كلفت البلاد الكثير من الدماء والدمار والتهجير والخراب، وكي لا تذهب تضحيات السودانيين هدراً، أو أن تبقى البلاد أسيرة الحكم العسكري الذي يفاقم مشكلاتها ويمنع عنها مسار التقدم والتطور.

 إن منظمة العمل الشيوعي في لبنان، ترى في استقواء الحكم العسكري بدعم بعض الانظمة العربية والافريقية وإستسهال تدخل الدول الكبرى خدمة لمصالحها، أقصر الطرق لبقاء السودان بؤرة ملتهبة وميداناً للنهب والاستغلال والتخلف، وهو ما يشكل خروجاً على الإجماع الشعبي الذي عبر ويعبرعن نفسه بمواصلة الحراك الذي تشارك فيه معظم المدن السودانية في سبيل تحقيق الأهداف التي انتفض من أجلها. وعليه فإن المنظمة  تدعو كافة القوى الديمقراطية والتقدمية واليسار العربية والدولية إلى التضامن مع السودان وأهله دعماً لنضالهم من أجل تحقيق الانتصار والعودة إلى الحياة الديمقراطية والبرلمانية السوية واحترام الحريات العامة للمجتمع وقواه النقابية والعمالية المناضلة. 

    بيروت 17 حزيران 2019   المكتب التنفيذي لمنظمة العمل الشيوعي في لبنان

[author title=”منظمة العمل الشيوعي في لبنان” image=”http://”]بيان[/author]