سياسة مجتمع منشورات

منظمة العمل الشيوعي في ذكرى تأسيسها تدعو لتجديد المشروع اليساري العلماني

وهذه لن تقوم إلا من خلال الصراع السلمي الديموقراطي، وبواسطة قوى علمانية عابرة للطوائف، بأحزاب يسارية وقومية وقوى مجتمع مدني وروابط، ونقابات تزخر بفلاحيها وعمالها وموظفيها وطلابها واساتذتها وحركاتها النسائية.

احتفلت منظمة العمل الشيوعي في لبنان بالذكرى الثامنةِ والأربعينَ لتأسيسها بحضور مئات من الرفاق والأصدقاء وممثلي الأحزاب والقوى والفاعليات السياسية والحزبية. وأقامت للمناسبة حفل عشاء في مطعم وادي شمسين في عنجر أحياه الفنان المبدع خالد العبدالله. وتحدث للمناسبة عضو المكتب التنفيذي أمين سر فرع البقاع الرفيق حاتم الخشن فعرض للأوضاع التي نشأت فيها المنظمة، وتوقف عند اندلاع الحرب الأهلية التي ما نزال ندفع أثمانها الباهظة في مختلف المجالات واعتذر عن مغامرة التغيير بواسطتها. وأضاف: من الواضح أن اسباب الحرب قائمة، وتطل برأسها بين الحين والآخر، عنفاً عارياً وتقوقعاً على الذوات الطائفية، وخراباً في بيئتنا، وديوناً متصاعدة، ما ينذر بالخراب والعجز والركود والبطالة لجيلنا، والأجيال الآتية. وأكد على ضرورة الوقوف في مواجهة كل من يسعى لإشعال نارها الكامنة تحت رماد الطوائف وتنازعها على الحصص. فكل طائفة تسعى لتعديل الموازين لصالحها من خلال علاقاتها الخارجية ونفوذها في السلطة. فهذه طائفة تسعى الى استعادة صلاحيات انتزعها الطائف منها، وتلك تستنفر عصبيتها رافضة استضعافها وانتزاع صلاحياتها، وثالثة متمسكة ومستعدة حتى الموت لمنع المساس بموقعها، ورابعة تتربع على عرش فائض القوة، تراقب حينا، وتدير الصراع حيناً آخر. ولكل مربط خيل في الخارج، فتتكرس التبعية وتضمر مصلحة الوطن وشعبه. 

وتوقف الخشن عند الموازنة ومواقف أرباب السلطة الذين تمخض جبلهم ببعض البنود التي تخفض العجز على حساب الموظفين وأصحاب الدخل المحدود، عبر مسكنات لن تحقق سوى تأخير الكارثة. مستندين إلى أن نظامهم من أكثر الأنظمة العربية مناعة، بسبب طبيعته الطائفية والمذهبية. ورغم مناخات اليأس، دعا الخشن للتحلى بالأمل والاصرار، لأن هذا الوطن لنا نحن المواطنين اللبنانيين الديمقراطيين العلمانيين العروبيين المؤمنين بقيام دولة العدالة الاجتماعية والقانون. وهذه لن تقوم إلا من خلال الصراع السلمي الديموقراطي، وبواسطة قوى علمانية عابرة للطوائف، بأحزاب يسارية وقومية وقوى مجتمع مدني وروابط، ونقابات تزخر بفلاحيها وعمالها وموظفيها وطلابها واساتذتها وحركاتها النسائية. وقال: نعلم إن ذلك صعب الآن، ولكنه غير مستحيل متى ننجح في تأسيس حركة شعبية  ذات استقلالية صارمة عن السلطة وممثلي الطوائف. وقال: إنها دعوة الى بناء معارضة يسارية علمانية، تنهل من شهادة كمال جنبلاط وجورج حاوي وأبو عمار وعبد الناصر، وتقتدي بالمعاني الوطنية والقومية  والثورية لنضال جميع من سبقنا من شهداء ومناضلين. وأشاد بالعروبة والديموقراطية التي تشرق من السودان إلى الجزائر على أمل انتصار شعبيهما بعيداً عن العنف، داعيا القيادة الفلسطينية وشعبها إلى الرد على التآمر من خلال الوحدة الوطنية والقرار المستقل و النضال المثابر، لتبقى  القضية قضيته وقضيتنا نابضة بالحياة.

وأشار إلى المبادرة الفكرية السياسية التنظيمية للمنظمة بتأسيس حزب يساري ديمقراطي علماني يطلق شرارة التقدم والحريات العامة والفردية في ربوع بلادنا العربية، وهي مبادرة برسم اليسار وكل قوى التغيير والتقدم والتي ساهم في اطلاقها الأمين العام محسن ابراهيم وصاغ وثائقها الرفيق الراحل خالد غزال.

[author title=”منظمة العمل الشيوعي” image=”http://”]احتفال ذكرى التأسيس 2019[/author]