عائدة سلوم
لا صوت ليدي، ولا لون لكلماتي،
تمهّل في سماعي
كي تراني.
كيف يسعني الوصول إليك،
وهل بإمكان قصيدتي أن تقتفي أثرك؟
هل تأخذنا اللغة إلى موعد لا ننتظره؟
وهل تهبنا الكلمات حياة ثانية أو ثالثة؟
كلمة كلمة أكتبها، حرفا حرفا أنثرها،
علّها تملأني بك.
لعلك نسيت ما وعدتني به،
فدعوتني إلى اختصار الوداع،
وابتعدت.
وظننتُ أن الشوق وهم، فتوهّمت،
وظننتُ أن النسيان توهّم،
فكتبت.
بالأمس، ذهبت إلى موعد أرجأته كثيرا.
وقفت أمام قبرك وبكيت.
لا شيء هناك يشي برائحتك.
ابتعد صوتك، وغابت يداك.
لا شيء هناك إلا المجاز، يتجاوز رائحة الموت والبخور.
لا شيء هناك إلا المجاز، يرفع الأشجار ويسقط الأسماء والأرقام فوق الهوامش المنسية للرخام الأبيض.
من دون انتظام أسير خلف أسماء العابرين.
أقرأ اسمك وتاريخ ميلادك، فلا أراك،
هل تراني؟
هل ترى إلى كمشة من تراب، كيف تتحوّل إلى جسد
حين تلامس يداك حفناتها؟
وهل ترى أن الحياة تنبت فيها، في تبدّدها واجتماعها،
فتدرك أنها الحبّ وأننا جزء منها.
بيروت ـ 31 آذار 2023
Leave a Comment