مجتمع

رغم أجراس الحرب الاسرائيلية على لبنان: وزارة الصحة تستقصي أوضاع المستشفيات!

محمد قدوح

بيروت  24 تشرين الاول 2023 ـ بيروت الحرية

قال وزير الصحة العامة الدكتور فراس أبيض خلال مؤتمر صحفي عقده قبل أيام، أن وزارته تعمل على تحقيق أمرين اساسيين لمواجهة إحتمال نشوب حرب بين لبنان والعدو الإسرائيلي: الأول هو إستقبال الجرحى ومعالجتهم. أما الثاني فهو تأمين إستمرارية الخدمات الطبية والإستشفائية. وأشار في هذا الإطار إلى تواصله مع الجهات المعنية بالصناعة الدوائية وإستيراد الادوية والمستلزمات الطبية، بهدف التأكد من وجود كميات كافية لمواجهة الازمة المحتملة، كما أشار إلى تواصله مع منظمة الصحة العالمية وبعض الدول العربية، طالباً منهم تقديم المساعدة بالسرعة الممكنة كإجراء إستباقي لمواجهة الحالات الطارئة.

قد يعطي كلام الوزير بعض الإطمئنان للبنانيين عامة وأهالي الجنوب خاصة لجهة جهوزية المستشفيات والمراكز الطبية لتقديم خدماتها في حال تطور الوضع في الجنوب نحو الأسوأ. لكن الواقع يختلف عما قاله الوزير، كما قال طبيب يعمل في إحدى مستشفيات الجنوب، ويؤكد أن المستشفيات لا يمكن اأن تصمد أكثر من أيام معدودة لا تتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة لعدة أسباب منها:

1ـ لقد أثرت الأزمة الاقتصادية في لبنان سلباً على قدرة المستشفيات على تأمين مخزون كاف من الادوية والمستلزمات الطبية.

2ـ لقد تسببت الأزمة الاقتصادية بهجرة أعداد كبيرة من الكادر الطبي والتمريضي، وبالتالي فإن الكادر الموجود بالكاد يستطيع تأمين الخدمات الطبية والاستشفائية في الحالات العادية.

3ـ عدم وجود مبادرات لدعم المستشفيات سواء من الداخل أو من الخارج، كما حصل في حرب تموز العام 2006.

ويختم الطبيب بالقول: لقد تطلب تأمين وحدات دم للصحافيتين اللتين أصيبتا بالقصف الاسرائيلي على المجموعة الصحافية اللبنانية العربية الأولى التي استشهد المصور عصام عبدالله معهم خلالها، توجيه نداءات عبر وسائل التواصل الاجتماعي لتأمين وحدات الدم المطلوبة، وهذا دليل قاطع على عدم جهوزية المستشفيات لمواجهة متطلبات حالة الطوارئ.

تأمين الجهوزية ممكنة ولكن…

بعد حوالي 15 يوماً على بدء الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة، لا تزال وزارة الصحة في طور إجراء الإتصالات، وإستقصاء جهوزية المستشفيات مما يعني أن إنتقالها إلى طور الفعل يتطلب المزيد من الوقت، حيث من الممكن أن تبدأ الحرب قبل أن تقوم بما هو مطلوب منها، والمبرر جاهز لا إمكانيات مالية لديها.

الواضح أن المشكلة ليست في نقص الاعتمادات المالية فحسب، وإنما المشكلة هي في فقدان حس المسؤولية  الوطنية والانسانية لدى المسؤولين، ويتجلى هذا الامر بما يلي:

1ـ عدم تأمين مخزون من وحدات الدم، وهو امر لا يتطلب إصدار قرارات أو تأمين إعتمادات مالية، وإنما يتطلب فقط توجيه نداء للمواطنين للتبرع بالدم.

2ـ عدم توزيع المساعدات التي حصلت عليها وزارة الصحة من منظمة الصحة العالمية على المستشفيات، بحسب ما قال معالي الوزير.

3ـ لدى وزارة الصحة إعتمادات مالية في موازنتها وإعتماد من البنك الدولي بحسب ما قال الوزير، والسؤال هو: لماذا لم تبادر الوزارة حتى الآن لشراء الادوية والمستلزمات الطبية وتوزيعها على المستشفيات.

4ـ لماذا لم تقم وزارة الصحة بأي مبادرة لتفعيل عمل المستشفيات الحكومية المنتشرة في جميع المناطق اللبنانية وفيها أكثر من 2200 سرير.

لقد تُرك اللبنانيون وحدهم في مواجهة الإنهيار المالي والإقتصادي، وهم يتحملون وحدهم أكلافه على مختلف الصعد، ويبدو أنهم سيتركون وحدهم أيضاً في مواجهة الحرب المحتملة بين لبنان والعدو الاسرائيلي، وسيدفعون ثمنها دماً وآلاماً، وعندها سيصرخون “يا وحدنا”.

Leave a Comment