صحف وآراء مجتمع

“الوسط المفقود”: 62 بالمئة من عمال لبنان بلا حماية

*صبحية نجار

“الوسط المفقود” عبارة تشمل مختلف فئات العمال المُستَبعدة من أحكام قانون العمل، وبالتالي، تفتقر إلى إمكانية الوصول إلى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، أو تقديمات أخرى للحماية الاجتماعية. وقد ازداد عدد الأفراد الذين يُصَنَّفون كجزء من الوسط المفقود في لبنان إثر الأزمة الاقتصادية الخانقة.

يشمل “الوسط المفقود” في لبنان الأفراد العاملين في القطاع غير المنظم، أو ما يعرف بـ”Informal work”. هؤلاء الأفراد غير قادرين للوصول إلى تقديمات الضمان الاجتماعي المرتبطة بالعمل. ولا يحظون بالمساعدات الاجتماعية التي تستهدف الفقر. يشمل العمل غير الرسمي أنواعًا مختلفة من العمل مدفوع الأجر، بما في ذلك العمل الحر والعمل بأجر، ويفتقر إلى الاعتراف القانوني والتنظيم والحماية الاجتماعية مثل تغطية الضمان الاجتماعي.

يستثني هذا الوضع العمال غير الرسميين من الحماية الاجتماعية المتعلقة بمكان العمل. وبتمييزه عن القطاع غير الرسمي، الذي يتألف من مؤسسات فردية مملوكة للأسر. ولذا، فإن العمالة غير الرسمية تشمل أيضاً العمال في “الوسط المفقود”.

في لبنان والعالم، تسود العمالة غير الرسمية، حيث ارتفعت من 54.9% إلى 62.4% في لبنان من عام 2019 إلى عام 2022 بسبب العوائق القانونية (منظمة العمل الدولية واستراتيجية المساعدة القطرية، 2022). ونتيجة لذلك، يواجه العمال غير النظاميين الاستغلال، ويفتقرون إلى حقوق العمل، ويواجهون التهميش بسبب غياب الضمانات القانونية، والوصول إلى الضمان الاجتماعي، والاستقرار الوظيفي.

“الوسط المفقود” يشكل فئة من الناس يعانون من ظروف عمل غير مستقرة، ودخل غير منتظم، و يفتقرون إلى الحماية القانونية. سياسات التقشف والخصخصة التي اعتمدت من قبل الحكومة اللبنانية أنتجت هذه الطبقة، من خلال تفكيك الخدمات الاجتماعية الشاملة وتطبيق عتبات الفقر التعسفية، مما أدى إلى ترك أولئك الذين يكسبون راتباً أعلى بقليل في فئة “الوسط المفقود”.

يؤدي انتشار “الوسط المفقود” إلى تداعيات عدة، ولبنان بالغنى عنها في هذه المرحلة الاقتصادية الصعبة. أبرز التداعيات هي تآكل العقد الاجتماعي، إضعاف الحكم، وتعزيز الخلاف الاجتماعي.

وأدّى نظام الحماية الاجتماعية المجزأ في لبنان إلى ترك العديد من الأشخاص من دون أي حماية اجتماعية. وقد أدت أزمة عام 2019 الاقتصادية إلى تفاقم هذا الأمر، مما أدى إلى زيادة الحاجة للحماية الاجتماعية ولكنها تركت “الوسط المفقود” في أوضاع محفوفة بالمخاطر.

للمزيد، تابعوا حملة مركز العلوم الاجتماعية للأبحاث التطبيقية:

socialsciences-centre.org

*نشرت المادة على صفحات المدن الالكترونية في يوم الثلاثاء الموافق 2024/01/09

Leave a Comment