سياسة

الرفيق أبو خالد بأقلام اصدقائه وعارفيه كتاباً ومثقفين

غادرنا تاركاً تراثاً غنياً في الفكر والسياسة، في اقتحام ميادين المعرفة واقتحام الأحداث والمواقع التي احتلها، مرحلة إثر مرحلة. لذلك فإن الحديث عنه بعد غيابه، لا يعبر بكلام قليل، عن ذلك التراث الغني لمسيرته، التي امتدت على ما يزيد عن نصف قرن …

كثيرة هي الكتابات التي صدرت في وسائل الاعلام لمناسبة رحيل الأمين العام لمنظمة العمل الشيوعي المناضل محسن ابراهيم، الأقلام التي قاربت شخصيته هي في معظمها من أصدقائه وعارفيه سواء أكان ينتمون إلى الخط الفكري الذي شقه أو سواه. وهنا عينة مما وصلنا من نصوص اخترنا شذرات منها لتعذر إعادة نشرها كاملة:

كريم مروة: (في وداع رفيق العمر والدرب) .. غادرنا تاركاً تراثاً غنياً في الفكر والسياسة، في اقتحام ميادين المعرفة واقتحام الأحداث والمواقع التي احتلها، مرحلة إثر مرحلة. لذلك فإن الحديث عنه بعد غيابه، لا يعبر بكلام قليل، عن ذلك التراث الغني لمسيرته، التي امتدت على ما يزيد عن نصف قرن …

سمير عطالله: (مرؤة الاعتزال).. لم يحدث أن أعلنت دولة الحداد الرسمي على فرد بلا منصب كما فعل الرئيس محمود عباس في غياب محسن ابراهيم. بعد وفاة عرفات استمرت الصداقة من خلال أبو مازن… المودة الشخصية مع القيادات الفلسطينية ظلت على ما هي. ويخيَّل إلىَّ أن المكالمات مع أبو مازن كانت دائمة، خصوصاً من خلال صديق الإثنين، المحامي والدبلوماسي باسل عقل.

طلال سلمان: (عن رحيل آخر القوميين – التقدميين الأمميين: محسن ابراهيم يدير ظهره ويرحل).. لدي الكثير من حالات الإحباط والخيبة، بل المآسي الوطنية والقومية التي كنت أريد أن أحدثك عنها… وكنت أقرأ في صمتك الذي تضيئه ابتسامتك، الكثير من صفحات أيامك الغنية بالذكريات عن الانتصارات والخيبات والانتكاسات من 5 حزيران إلى… كنت آخر الكبار في جيلنا.. ربما لهذا ولألف سبب نكاد نحسدك على رحيلك…

جوزف القصيفي: (محسن ابراهيم .. رفيق الصحافة) .. رحم الله أبا خالد، لم يكن تفصيلاً في الحياة السياسية اللبنانية منذ منتصف الستينيات وحتى مشارف التسعينيات، لم يكن صفراً على شمال هذه الحياة، بل كان حضوره مدوياً، وقطباً جاذباً تكوكبت حوله نخبة من الشباب اللبناني، كانت تحلم بوطن يستجيب لقناعاتها… رغم تباعدنا السياسي والعقائدي ربطت بيننا مودة في غير مناسبة… قل الزمان أن جاد بأمثاله من الرجال.

ساطع نور الدين: (محسن ابراهيم :الحكاية المفقودة).. طوال فترة اعتزاله كان أبو خالد بمثابة “حاجز معنوي” على طريق المصنع المؤدي إلى دمشق. يقطعه أمام الرفاق والحلفاء والأصدقاء الذين خانتهم الذاكرة، وغاب عن بالهم ما فعله النظام السوري بحق اليسار اللبناني وبرنامجه الرابح حتى لدى الاوروبيين والاميركيين والروس، وبحق القضية الفلسطينية ومخيماتها اللبنانية ( ثم السورية لاحقاً )، فضلاً عن الانشقاقات والشروخ العميقة التي أحدثها ذلك النظام في الجسمين الفلسطيني واللبناني على حد سواء. 

غسان شربل: (محسن ابراهيم وبيروت التي تموت) .. تعرف بيروت هذا الفتى الجنوبي الذي تقدم تظاهراتها واعتلى منابرها وشغلها بمقالاته ومعاركه وتحليلاته. تعرف بيروت الرجل الذي لم يكسر الغزو الاسرائيلي لبيروت في حزيران 1982 إرادته. فأطلق مع جورج حاوي نداء المقاومة الوطنية.. كان محسن ابراهيم دفتر المدينة يوم كانت حية حالمة يتسابق اللاعبون في العثور على موقع فيها أو اعتراف منها… كان محسن ابراهيم الرجل الأوسع تجربة في السياسة العربية… محسن ابراهيم قصة طويلة مهمة ومثيرة.

وليد شقير: (محسن ابراهيم) .. السؤال يبقى في ظل الشح السياسي والفكري الذي يعتري الحياة السياسية العربية واللبنانية: من أين يمكن أن يأتينا سياسي لبناني عربي يتمتع بصفاء وذكاء وثقافة وظرف وفكر وعمق وألمعية محسن ابراهيم؟ هو واحد من النادرين. ترك إرثاً شخصياً ومنهجياً، طبع مرحلة من التاريخ النضالي القومي واليساري والفلسطيني واللبناني، على ما فيها من نجاحات وإنجازات ومن العثرات والأخطاء والنكسات.

ابراهيم حيدر: (محسن ابراهيم الرمز اليساري الأبرز ).. كان يعي أن نهوض اليسار يسير متلازماً مع بناء حاضنة شعبية مستقلة، وهو في ذلك يستطيع أن يسير في مسار النقد إلى النهاية، فيدعو اليسار إلى الخروج من حالة الجمود التي تأسره، وإعادة تصويب ممارساته من زوايا جديدة استقلالية وواضحة وشفافة. فالثبات في موقع اليسار والدفاع عن ضرورته اللبنانية، هو ما أراده محسن ابراهيم في إعادة اطلاق منظمة العمل الشيوعي، حيث العلمانية تبقى المعركة التي تفتح الأفق أمام إمكان تجاوز البلد أزماته وتحرره من أسر الطائفية وتضعه على طريق التقدم والحداثة.

فارس أشتي: (.. قدوة في الجرأة والترفع ).. ترك محسن ابراهيم تلاث بصمات في الحياة السياسية والحزبية هي: جرأته في الخروج على إرثه القومي وهو قائد في حركة القوميين العرب ومقرب جداً من القائد العروبي الكبير الرئيس جمال عبد الناصر… والثانية هي جرأته في الإنكفاء عن مغريات السلطة حين استتباب السيطرة للنظام السوري بعد اتفاق الطائف. أما الثالثة فهي جرأته ورفاقه في المنظمة على مراجعة تجربتهم الحزبية، إن في مساهمتها في الحرب اللبنانية، أو في خيار تبني الماركسية اللبنينية. هو الوحيد بين الأحزاب يميناً ويساراً الذي دخل في مثل المراجعة. 

صقر أبو فخر: (أخلف وعده لي).. اتسعت أحلامه كثيراً حتى طالت العالم العربي بأسره، وشملت تطلعاته ىالوحدة العربية وطرد الاستعمار وتحرير فلسطين وإقامة مجتمع الديموقراطية والعدالة الاجتماعية، اشتراكياً أكان ذلك المجتمع أم شيوعياً. غير أن تلك الأحلام الكبيرة تقلصت جرّاء المشروعات السياسية المجهضة… لعله آثر الرحيل قبل أن ترى عيناه الفصل الأخير في صراع الطوائف اللبنانية، بعدما ناضل في سبيل القضايا الكبرى 70 عاماً. 

مريم البسام: كرهت أحزاب الحروب، لكن حزبه كان المكان الوحيد الدافئء للمعرفة من فوق المتاريس .. هو منظمة عمل .. هو محسن ابراهيم على زمن المتسولين، هو فكر ونهر عقل، طلقة اخترقت جدار الصمت كاتمة عنه الصوت .. محسن ابراهيم أول المقاومين. 

أميل منعم: ( محسن ابراهيم بطلاً تراجيدياً) .. يغادر فتى المراحل الصاخبة بصمت، تاركاً خلفه صفحات قُرئت وأخرى لم تقرأ، وأسئلة شتى، وميراثاً من مبادرات ومواقف وتجارب وانتكاسات، وسجالات كانت ذات مرة محجة تُسن عليها الأفكار وتتلألأ. مضى تاركاً بصمة على الكفاح السياسي صعبة الإنمحاء، صاعداً في التراجيديا، خاتماً حياة فريدة على فراق أليم، وبصمت عظيم الدلالة في تاريخ اليسار في لبنان والعالم العربي.

عمّار نعمة: (.. غياب مع انكسار الحلم القومي).. مع ضرب المشروع القومي عسكرياً وسياسياً في العام 1967 .. منذ ذلك الحين الذي اسس لصعود العصبيات الطائفية والمذهبية وسط سعار دموي لخدمة مشروع الاقتتال الأهلي وتصفية القضية الفلسطينية، يمكننا انتقاء أي تاريخ لوفاة الرجل الذي اختار القليل من اطلالاته فظهر في بعض المناسبات المطلبية والنقابية … يرحل محسن ابراهيم ويفقد العرب أحد أهم رموزهم التاريخيين الذين حفروا عميقاً في وجدان أمة لا تزال تبحث عن محرر.

 حازم صاغية: (محسن ابراهيم وسمير قصير .. الرحلة المعاكسة).. محسن وسمير آثرا الانتقال من الإقامة في قضية أريد لها أن تكون بديلاً عن الإقامة في وطن ملموس… انتبه الأول إلى أن القضية انتزعت من أصحابها وحولت إلى دمية يتحكم بها قساة ومتعصبون في دمشق وطهران… والثاني انتبه أيضاً إلى أن العدو الأول في لبنان وطبعاً في سوريا هو النظام الأسدي وصنائعه المحليون… لنتخيل أنهما تحولا شخصيتين ممانعتين يتجولان بين صالونات غازي كنعان ورستم غزالي وجميل السيد…

حسن صبرا: (..خسر المشرق العربي جزءاً من ذاكرته السياسية ).. كان مفكراً منظماً مبادراً خلاقاً.. وكم كنا نحن الناصريين نحسد اليسار أنه وجد في هذا الانسان قائده غير المسبوق، وكم كنا نتمنى لو ظل محسن ابراهيم ناصرياً “موثوقاً” إلى هذا الحد من بطلنا جمال عبد الناصر، لكان قاد أضخم حركة جماهيرية مرت في  تاريخ العرب بعد الاسلام من دون أن تتعارض معه ولاكتسحت الناصرية كل أنظمة العرب، أقلها في المشرق…

حنا صالح: (232 يوماً على ثورة الكرامة).. في وداع أبو خالد، ينبغي التأكيد أن ثورة تشرين التي أنجزت وحدة وطنية غير مسبوقة، طوت الحرب الأهلية، تتمسك بنهجها السلمي، وستبني على التراكم الأساس المتين للتغيير السياسي نحو قيام الدولة المدنية الحديثة، دولة المواطنة، التي ستستعيد الجمهورية وقيمها، فيصان البلد الدور والمكانة وتستعيد الحياة قدسيتها.

خالد البواب: (رحل مطلق جمول .. وليد جنبلاط يتيماً ).. هو آخر أقمار كوكبة جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية، كاتب أدهى البيانات السياسية في السبعينيات والثمانينيات. أضفى على السياسة رونقاً ورفعة اقتقدناها بغيابه وركونه إلى وحدته، وحين فقدت السياسة في لبنان الكثير من معانيها، انزوى وانطوى انفصالاً عن واقع هوى إلى حضيض، نظر إليه من صومعته، إلى أن ارتفع وارتقى، ملتحقاً بقافلة كان الحادي عشر في كواكبها… رحل محسن ابراهيم.

رامي الأمين: ( عن اختفائه في عتمة خياله )..غياب الرجل وانكفاؤه عن الأضواء وعن العمل السياسي المباشر يكاد يشبه الاختفاء. يمكن القول إننا إزاء قضية اختفاء محسن ابراهيم على غرار قضية اختفاء الإمام المغيّب موسى الصدر. هل غُيب ابراهيم؟ على الغالب لا، “فتح عتمة خياله وفات” على حد ما تقول قصيدة طلال حيدر.

سليم الأسمر: (الفرادة اليسارية والفلسطينية واللبنانية ).. منذ أكثر من ثلاثين عاماً قرر محسن ابراهيم الانزواء والانكفاء، صارت الحلقة المحيطة به ضيقة جداً، سواء على الصعيد الحزبي أو السياسي، ولو أنه لم يبارح المشهد الفلسطيني واليساري العربي، بتواصله المباشر مع أصدقاء كثيرين في أقطار عربية عدة، وبالطبع ظل وفياً لصداقات وأصدقاء من مشارب عدة .. عاصر قامات عربية من قماشة عبد الناصر وياسر عرفات وهواري بومدين وأحمد بن بلة وحافظ الأسد وجورج حبش ووديع حداد وكمال جنبلاط وقادة اليمن الجنوبي كلهم.

محمد بركات: ( مقاوم لم يطلب السلطة).. لم يطلب منصباً في سلم تقاسم الجبنة، ولم يطلب شيئاً لنفسه، ولم يتسبب لنا بعقوبات دولية لأنه يريدنا أن نقاتل في كل زاوية ودولة ،وأن يشارك في احتلال دولة عربية… لا حداد في لبنان، ولا تنكيس أعلام، فهذه بلاد لا تحترم رجالها الحقيقيين. لم يكن محسن ابراهيم محرضاً مذهبياً أو منافقاً سياسياً كي تُنكس له الاعلام … في لبنان لا حداد ولا من يحزنون أو يحدّون على من أطلق المقاومة ومن ساهم في تحرير بيروت وجزء كبير من الاراضي اللبنانية، وصولاً إلى الشريط الحدودي الضيّق.. الممسكون بالسطلة يخيفهم نموذج محسن ابراهيم ويفضلون أن يُدفن بلا ضوضاء.

ابراهيم الحلبي: رحيله خسارة كبيرة لليسار العربي بما كان يمثله من طاقة فكرية وثقافية وألمعية سياسية ، وبالدور المحوري الذي لعبه هو ورفاقه في اليسار… والذي ظل مستمراً من خلال ما قدمه من فكر تزوَّد به رفاقه في الدرب. ألف تحية ووردة لروحه ولفكره ولنضاله، وأنا على ثقة أنكم ستواصلون مسيرته الفكرية والسياسية. 

علي الأمين: (من عبد الناصر إلى كمال جنبلاط وأبي عمار) قضيتان شغلتا مسار حياة محسن ابراهيم، فإلى جانب القضية الفلسطينية التي صارت من معالم شخصيته وتاريخه السياسي، تأتي قضية التغيير التي بقيت أساساً في كل مطالعات سياسية واجتماعية كانت تحظى باهتمام النخب السياسية.. رحل ابراهيم الأممي الاشتراكي والعروبي واللبناني والفلسطيني.. هويات متصلة لا تنفصل عنه. رحل أبو خالد ليطوي برحيله وجه جيل من الكبار في زمن تسيّد الصغار والصغائر.

وسام سعادة: محسن ابراهيم صفحة حافلة من تاريخ اليسار، من تاريخ الكفاح التحرري…، لكن يبقى في نهاية التحليل أنه لها أكثر مما عليها مثلها مثلما جورج حاوي. وداعاً أيها الثنائي القادم من جيلين مختلفين، من منطقتين مختلفتين، من مزاجين مختلفين، من حصافة في السياسة والقدرة التنظيمية مشتركين، إنما في تربتين مختلفتين، تربة الحزب الشيوعي وتربة منظمة العمل الشيوعي.

نادر فوز: (..النسخة الصامتة التي قدمها لنا).. الحرب الأهلية، سقوط المنظومة الدولية، الوصاية السورية.. ظروف ساهمت في أن تجعله يجلس جانباً بعيداً عن الأضواء. لم يعن له صياغة عقد مع سلطة الوصاية، كما فعل آخرون. لا، بل أن علاقته بعرفات وفلسطين وضعته جانباً. لم يكن ليرضى بمعاملة مماثلة أو يسكت عن خوض تجربة علاقة خضوع وخنوع مع القيادات السورية… هو رجل صامت بفائض من الكلام  وعزة النفس والمواقف والتجارب.

 روجيه عوطه: (أسطورة محسن ابراهيم).. لم يتحقق من الأسطورة وعدها، أو ربما تحقق ولكن بشكل طفيف، وليس مثلما كان مُنتظراً. فها هو ابراهيم يقول من الكلام الذي يحتفظ به، جملة واحدة، أي جملته الشهيرة حول الذهاب بعيداً في تحميل لبنان الأعباء المسلحة للقضية الفلسطينية واستهسال ركوب سفينة الحرب الأهلية تحت وهم اختصار الطريق نحو التغيير الديموقراطي.. هو فعلياً ليس مجرد نقد، إنما يشبه الاعتراف كما يشبه التوبة… أنتُظرت الحقيقة منه.. طال الوقت، لم يأت الجواب. انهار النظام، مات أبو خالد، وصارت الأسطورة كاملة.

  زياد سامي عيتاني: (..الانكفاء الأخير).. جاء قراره بالاعتكاف بعدما تمادت واسترسلت وأمعنت منظومة القتل والإجرام بتصفية رموز ومفكرين وقادة وطنيين ومقاومين ضمن مخطط ممنهج دموياً، لترسيخ معادلة طوائفية مذهبية تحاصصية على أنقاض المشروع الوطني الرؤيوي، بهدف تحكم سلطة الوصاية وتكريس هيمنتها على مفاصل الحياة السياسية اللبنانية التي فقدت الحد الأدنى من استقلاليتها الوطنية، ما جعل الحياة السياسية محصورة بالقوى الطائفية المشاركة في الحكم، أو المعترضة عليه والمتضررة منه بتحريك مباشر من سلطة الوصاية نفسها…

خالد ممدوح العزي: (مسيرة ناصعة بالنضال القومي).. نعم كان فلسطيني الهوى لأنه في القضية الفلسطينية تحتشد الأممية والعروبة والوطنية في انقى صورها. نعم كان فلسطينياً كلما تآمر البعيد أو القريب، العدو أو الصديق، الحليف أو الخصم على القضية الفلسطينية.. نعم لقد كان عرفاتياً اذا كانت العرفاتية تعني الدفاع عن القرار الوطني المستقل، لأننا قاتلنا ومازلنا نواجه كلبنانيين من أجل استقلال قرارنا. 

ابراهيم بيرم: ( رجل التقلبات والأحلام المنكسرة لخمسة عقود ).. فضيلة الراحل أنه بات آخر حبات عنقود الأحلام المنكسرة الجناح، وعذره أنه حضر ولعب في زمن الالاعيب وأخيراً غاب. وأنه ملك جرأة الاعتراف بالخطأ ولو متأخراً، فهو على سبيل المثال أقر أنه والحركة الوطنية استسهلوا المضي في حرب أهلية وأخطأوا يوم تماهوا مع الثورة الفلسطينية. والأكيد أن تلاوة فعل الندامة أتى بعد عقدين على انطواء صفحة هاتيك الحرب وأيضاً بعد خراب البصرة.

طوني أبي نجم : ( محسن ابراهيم ليس جورج حاوي ) محسن ابراهيم بالتصنيف اللبناني، ما يفرقني عنه أكثر بكثير مما يجمعني به. هو حمل السلاح ضد اللبنانيين، خدمة لقضايا خارجية. ولم يخض “معمودية التوبة “، ولو في معركة سياسية وحيدة تحت راية العلم اللبناني والقضايا اللبنانية. المحور الذي انتمى إليه محسن ابراهيم دمر لبنان الدولة والمؤسسات والحريات والاقتصاد والمال والسياحة، ولم يقدم أي بديل، كما أنه لم يحقق أي انتصار في أي قضية بدءاً من القضية الفلسطينية.

وعرض المجلس الثقافي للبنان الجنوبي الدورالقيادي الذي مارسه محسن ابراهيم الى جانب الشهيدين الكبيرين كمال جنبلاط وجورج حاوي، كما عرّج على علاقته كمجلس بمناضل ابراهيم الذي ساهم في تعزيز تيار الثقافة الوطنية والديمقراطية اللبنانية والعربية، وختم معزياً رفاقه في المنظمة واليسار والمقاومة الفلسطينية.

رئيس المجلس الثقافي للبقاع الغربي وراشيا صالح الدسوقي: (مدرسة نضال ومعلم أجيال).. إنه جبل الصمود والمقاومة ومهندس الصحوة الوطنية الكبرى ومن أبرز قادة التاريخ الوطني والعربي وعشاق تراب فلسطين. عاش عظيماً فوق كل المناصب ومجد الساسة، مدرسة نضال ومعلم أجيال، وقدوة بطولة. برحيله تفقد قلاع المجد والمقاومة نسرها الأخير فوق ذراها الشم ، وتذرف الشمس دمعها.

رئيس المؤسسات الجعفرية في صور محمد جعفر شرف الدين قال: أشاطركم العزاء برحيل المناضل الرمز أبو خالد، الباقي في ضمير ووجدان كل مجاهد صلب. لروحه السلام والرحمة الواسعة والغفران، والصبر والسلوان للجميع أهلاً ورفاقا مناضلين.

وائل خليل ياسين: (سيذكرني قومي اذا جد جِدهم… وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر ) لقد تركت إرثاً تغييرياً عظيماً غرسته في نفوس تلامذتك. إنك العربي الوطني الناسك اللامبالي بالمراكز والمراتب، أينما حللت كنت في المقدمة. لقد كنت أمينا ورحلت فقيرا وأنت الذي يشهد لك الخصم قبل الحليف بنظافة كفك واخلاصك لوطنك وأمتك.

نجم الهاشم: (رجل من الماضي).. مشكلة ابراهيم أنه لم يخرج إلى الدائرة التي ذهب إليها حاوي.؟ أراد أن يبقى في ماضي “الرجل ” الذي كانه، ولم يبحث عن “رجل ” جديد ولو لم يكن رجلاً آخر. أدرك أن التوقيع الآخر على ورقة اعلان حركة المقاومة الوطنية اللبنانية قد سقط. ولكنه قبل ذلك أدرك أيضاً أن هذه الحركة قد انتهت بالقرار الذي أنهى حياة جورج حاوي، وأدرجت في سجلات التاريخ، وأن هناك مقاومة ولدت بوجه جديد يرتدي عباءة دينية، لم تستهوه منذ انطلاقته السياسية نحو عمل يرتدي العمامات وعاش بين الكوفيات.

[author title=”منظمة العمل الشيوعي في لبنان” image=”http://”]منظمة العمل الشيوعي في لبنان[/author]