سياسة مجتمع

الدوير تشيع وتحيي ذكرى أسبوع المناضل خليل سلامي: كلمات تجمع على تميزه وثقافته ونضاله والمنظمة نعته

النبطية 30 آذار 2024 ـ بيروت الحرية

 فقدت منظمة العمل الشيوعي أحد كوادرها القيادية الرفيق المناضل الاديب والمربي خليل سلامي . وأقامت بلدة الدوير قضاء النبطية احتفالاً تأبينيا له في النادي الحسيني  لمناسبة ذكرى مرور اسبوع على وفاته، حضره رئيس المحكمة الشرعية في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى المفتي العلامة السيد علي مكي، وفد من المكتب التنفيذي لمنظمة “العمل اليساري الديمقراطي العلماني” برئاسة رئيس المكتب ر. زكي طه، أمين فرع حزب “البعث العربي الاشتراكي” في الجنوب احمد عواضة عاصي، رئيس رابطة آل الزين في لبنان سعد الزين، وفود من القوى الوطنية والاسلامية واليسارية، وفد كبير من بلدة كفرشوبا ومنطقة العرقوب تقدمه رئيس بلدية كفرشوبا الدكتور قاسم القادري، وفود من: “رابطة المتقاعدين المدنيين”، “اللقاء الادبي العاملي”، “هيئة العطاء المميز” في النبطية، “نادي الارز الثقافي” ، رئيس الإتحاد العالمي للأندية والجمعيات والمراكز الثقافية لليونسكو في العالم الدكتور مصطفى بدر الدين، وممثلون عن الهيئات التربوية والنقابية والثقافية ومن “لقاء الزجل اللبناني الاصيل والتراث الجميل” وحشد كبير من المواطنين .

مكي وكلمات تأبينه

بعد كلمة ترحيب وتعريف من المربي اسماعيل قبيسي، ألقى العلامة السيد على مكي كلمة رثا فيها “الراحل الاديب والشاعر والمربي

والصديق خليل سلامي الذي عرفته منابر الجنوب خطيبا، وعرفناه في اللقاء الثقافي في “مجمع حبوش الخيري” شاعرا واديبا، ومؤازرا لكل نشاطات المجمع، نشيطا، متميزا في حضوره وثقافته وخبراته الكثيرة في المجالات الاجتماعية والتربوية والثقافية والنضالية. وبرحيله خسرنا اخا عزيزا، مربيا صالحا واديبا جنوبيا لامعا” .

ثم ألقى المربي علي جفال كلمة بإسم رابطة المتقاعدين المدنيين والروابط والاندية والجمعيات التربوية والثقافية في محافظة النبطية تحدث فيها عن “خليل سلامي الناشط في كل المجالات التربوية والثفافية، وركنا اساسيا في هيئات وجمعيات ولقاءات ادبية في كل الجنوب، وخسرناه في تجمع الروابط والهيئات الثقافية في النبطية، كما خسرته بلدته الدوير وعائلته”. وبعد قصيدة من الشاعر موسى جعفر تحدث طه.

كلمة طه

رئيس المكتب التنفيذي للمنظمة زكي طه ألقى كلمة قال فيها: “أن أقف كي أرثي رفيقا مناضلاً وصديقاً عزيزاً هو أمر محزن وصعب. رفيق تشاركت معه أنا وأبناء جيلي أكثر سنوات أعمارنا. ونحن نجوب القرى وشوارع مدن لبنان وعاصمته، رافعين معاً رايات النضال على كل الجبهات. من حقوق الطلاب والمعلمين والاساتذة، إلى قضايا الجامعة اللبنانية ومطالب الفئات الشعبية العابرة للطوائف والمناطق. ومعها رايات تأييد  القضية الفلسطينية والدفاع عن حق المقاومة من لبنان من أجل تحرير فلسطين. ولم نتردد في مشاركتها القتال دفاعاً عن لبنان وفي مواجهة العدوان الاسرائيلي عليهما”.
أضاف: “لم يتأخر خليل يوماً ولم ييأس رغم كل التحديات والصعاب. كان في طليعة المناضلين، في انتفاضة مزارعي التبغ، وفي اضرابات وتظاهرات الطلاب والمعلمين والعمال.  كان طموحنا التغيير والثورة، واقامة نظام العدالة الاجتماعية ودولة القانون والمؤسسات، كانت طموحاتنا بحجم الوطن  الذي حلمنا به. وقد تجاوزت أحلامنا تحرير فلسطين التي رأينا في قضيتها ومقاومتها رافعة ثورية  لتحرر مجتمعاتنا العربية من الاستعمار والتخلف. حول تلك الاهداف تعاقدنا ورفعنا الرايات وخضنا المعارك.   وساد بيننا التنافس لتقدم الصفوف في ميادين النضال الاجتماعي والوطني، إلى جانب الاحزاب والتيارات التي تشاركنا واياها الكثير من الشعارات والاهداف. وكان منا جميعاً الكثير من الشهداء”.
وتابع: “أعرف جيداً كم كان رفيقي خليل اصيلاً في التزامه وعميقاً في قناعاته، وقد تميز بالشجاعه والاقدام على امتداد سنوات مسيرته النضالية. هو المبادر في طليعة المقاتلين إلى مواجهة الاجتياح الاسرائيلي للبنان صيف العام 1982،  وفي تنظيم مجموعات جبهة المقاومة الوطنية واعداد مقاتليها ومتابعة تنفيذ العمليات ضد العدو. وهي المقاومة التي  أجبرت العدو الاسرائيلي على الانسحاب من أكثر المناطق اللبنانية المحتلة، آنذاك بقوة تضحيات شهدائها وبطولات مناضليها من شتى اطياف المجتمع  ومن كل أرجاء الوطن.  ولا ينال منها أن التحرير أنجزته دماء وتضحيات المقاومة الاسلامية. وفي معتقل انصار برز دور الرفيق خليل في تنظيم الاحتجاجات والانتفاضات في وجه جلادي جيش الاحتلال وعملائه. ومسيرة الآلام التي انتهت بوفاته هي الشاهد على صلابته في وجه المحقيقين الصهاينة”.
وتابع قائلاً: “قبل خليل المناضل والقائد  الحزبي. كان خليل الانسان  في علاقته بمجتمعه وبلدته وأهلها، المربي والمعلم  لاجيال بكاملها في مدرسة الدوير الرسمية. الحريص على مستقبل تلامذته وطلابه. والمناضل الذي يحمل هم  تعزيز التعليم الرسمي والنهوض به. كان نقابياً ديمقراطياً  مسؤولاً،  وقد أدرك مبكراً أن المعلم مسؤول عن عمله أمام المجتمع أولاً، قبل أن يكون موظفاً. هو الاديب والشاعر المبدع الذي يعتلي المنابر، ويخطط لافتات التظاهرات والمناسبات، والمدافع عن حقوق المعلمين المتقاعدين. لقد مثل الرفيق خليل نموذج المناضل الحزبي الملتزم بقضايا مجتمعه ووطنه”.
أضاف:“غادرنا رفيقي خليل ونحن في لحظة تصاعد التهديدات الاسرائيلية بتدمير لبنان. وفي ذروة تفككه وتشظي قوى وسلطة نظام المحاصصة الطائفية، المنتج للازمات والصراعات والانقسامات الاهلية، والخراب الاقتصادي والانهيار المالي”. وأشار الى أن “خليل كان حاسماً في قناعاته أن أحزاب الطوائف لا تبني وطناً، ولا تقيم عدالة اجتماعية أو تحقق المساواة بين اللبنانيين. بل هي من يعيد انتاج الازمات والانقسامات بما فيه الصراعات والحروب الاهلية. لقد كان على يقين ونحن معه، أن وحدة اللبنانيين هي السلاح الأهم في مواجهة العدوان والحرب الاسرائيلية، في لبنان كما في فلسطين، وأن وحدة اللبنانيين هي الضامن لبقاء بلدهم وانقاذه، وفي ذلك أهم دعم ومساندة لشعب فلسطين”.

وقال: “ما يجمعنا اليوم هو طيف الرفيق خليل الذي سيظل حاضراً بيننا. وهو بعض تاريخ منظمتنا، وكله مصدر فخر لبلدته واصدقائه وعارفيه، واعتزاز لعائلته المناضلة التي اجتمع فيها حشد من الرفيقات والرفاق. كان خليل وصباح  واسطة العقد في تشكيل عائلة شكلت نموذجا راقياً وفريدا من العلاقات الانسانية حول مبادى الالتزام الحزبي والنضال السياسي في رحاب المنظمة، وعلى مختلف الجبهات ومحطات الحياة ولم تزل”.
وختم متسائلاً: “هل أوجه التحية الى رفيقة خليل العزيزة صباح، أو إلى الرفاق محمد وحسن، إم إلى آمنة وسهام. أم أتوجه بها إلى المناضلين الراحلين  أبو رضا صبرا، وأبو رمزي عبدالله والمناضلات المربية لطيفة وذكريات. أم إلى رمزي شهيد منظمتنا الاول في مواجهة  قوات الاحتلال صيف 1982. أم أخاطب الصبايا والشباب الابناء. وهم جميعا يستحقون التحية”.

وختاما ألقى مازن خليل سلامي كلمة ” شكر فيها بإسم العائلة كل من شاركهم العزاء والمواساة بوفاة والده“.

المنظمة تنعي الراحل

وكانت منظمة العمل اليساري الديمقراطي العلماني قد نعت في  بيان أصدرته في  27 آذار “الرفيق المناضل خليل سلامي، عضو المجلس الوطني لمنظمة العمل اليساري الديمقراطي العلماني، وعضو قيادة فرع الجنوب، الذي توفي بعد معاناة طويلة من مضاعفات التعذيب الذي تعرض له خلال فترة اعتقاله من قبل جيش الاحتلال الاسرائيلي”.

وأشارت الى أن الراحل “شكل صفحة مجيدة في تاريخ النضال الوطني والديمقراطي في منطقة النبطية خصوصاً والجنوب عموماً. انتسب مبكراً ومنذ مطلع السبعينيات إلى صفوف منظمة العمل الشيوعي في لبنان. ولعب إدواراً بارزة في نضالات حركة المعلمين والحركة الديمقراطية والمطلبية دفاعاً عن حقوق الفئات الشعبية. وكان له دور بارز في قيادة عمل فرع المنظمة في النبطية والجنوب، باعتباره أمين سر هيئة قطاع النبطية. وكان دوره القيادي بارزاً مع رفاقه من القوى الوطينة واليسارية في التصدي للاجتياح الاسرائيلي للبنان صيف العام 1982 وفي مقاومة الاحتلال في اطار جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية، كما في انتفاضات معتقلي انصار”.

ولفتت المنظمة الى أنه “استمر في أعقاب الافراج عنه عضوا قياديا مناضلا دون كلل في ممارسة مهامه الحزبية. كما تابع عن قرب مسار المراجعة النقدية لتجربة المنظمة، وجدد انتسابه في صفوفها خلال فترة تحولها تنظيما يساريا ديمقراطياً علمانيا. وانتخب من قبل المؤتمر الخامس للمنظمة مطلع العام 2022 عضوا في المجلس الوطني، ومن ثم عضواً قيادياً  في هيئة فرع الجنوب”.

وذكرت أن الراحل “ينتمي إلى عائلة مناضلة، وقد شكل دوما نموذجا صلباً للمناضل الحزبي الاصيل في انتمائه والتزامه قضايا وهموم المجتمع معلماً ومناضلاً ديمقرطياً  مع جميع أفراد عائلته، وفي الطليعة منهم زوجته واشقاؤه المناضلين. كما كان أديباً وشاعراً مشاركاً في العديد من المنتديات الثقافية والادبية، وعضوا في رابطة متقاعدي التعليم الرسمي مدافعا عن حقهم في العيش الكريم”.

وعاهدت المنظمة “الراحل ورفاقه ومناضلي النبطية والجنوب، على الاستمرار في خط النضال الوطني الديمقراطي دفاعاً عن لبنان وقضايا شعبه لإنقاذه مما يتخبط به ويهدد مصيره ومستقبله”.

واندية النبطية

كما نعته أندية النبطية الثقافية والاجتماعية سلامي وقالت “تنعى الحركة الثقافيّة والأنديّة والجمعيّات في منطقة النبطية علماً من أعلامها الأفذاذ، الشاعر والأديب والمربّي الأستاذ خليل إبراهيم سلامي، الذي غادرنا اليوم، من دون سابق إنذار، مخلّفاً في قلوب عائلته وأصدقائه وزملائه وفي الوسط الثقافيّ الاجتماعيّ صدمة موجعة وألماً وحزناً كبيرين.

والأستاذ خليل سلامي المناضل والمقاوم والأسير السابق في معتقل أنصار، كان رائداً من روّاد الحركة الثقافيّة والتربويّة والعلميّة على امتداد مساحة الجنوب والوطن، وخطيباً مفوَّهاً  وأديباً نسج من اللغة أروع الكلمات، وصاغ من الأحرف القصائد الشفّافة العامرة بالمعاني والأدب والأوزان.

وكان ناشطاً دؤوباً بين اقرانه وزملائه الأساتذة المتقاعدين ورفاق الثقافة والأدب والشعر، وساهم جليّاً في إنشاء الجمعيّات الثقافيّة ودعم هيئاتها الإداريّة والعامّة وفي صون بنيتها وتكريس نشاطاتها على مختلف الصعد”.

وختمت قائلة: إنّ الحركة الثقافيّة في النبطيّة، وفي الجنوب، المفجوعة برحيل الشاعر الأديب خليل سلامي وهو في عزّ العطاء والتألّق، تتقدّم من زملائه وأصدقائه ورفاق دربه، ومن عائلته الكريمة، بأسمى أيات العزاء، راجية لهم الصبر والسلوان، وللفقيد السكينة والسلام والرحمة، “.

وجرى تشييع جثمان الراحل من النادي الحسيني في بلدته الدوير بحضور حشود من رفاقه في المنظمة والأحزاب الوطنية والهيئات الثقافية والفعاليات الاجتماعية وأصدقائه من أقضية النبطية ومرجعيون وصور وبنت جبيل والزهراني وصيدا. وأم الصلاة على روحه العلامة السيد كاظم إبراهيم. كما زار منزل العائلة  معزياً كل من النائب الدكتور أسامة سعد أمين عام التنظيم الشعبي الناصري، والنائب محمد رعد رئيس كتلة الوفاء للمقامية والسيد خليل حمدان عضو قيادة حركة  أمل . بالاضافة إلى العديد من الفعاليات الاجتماعية في المنطقة.

Leave a Comment