طنوس فرنسيس
- اليوم الإنتخابي الطويل جدا
فتحت صناديق الإقتراع في لبنان يوم الإنتخاب من الساعة السابعة صباحاً وحتى التاسعة مساء. في الإنتخابات الأسترالية تفتح صناديق الإقتراع من الساعة الثامنة صباحاً حتى السادسة مساء، لذلك لم نفهم الحكمة الكامنة وراء فتح صناديق الإقتراع لانتخابات المغتربين من الساعة السابعة صباحاً وحتى العاشرة ليلاً.
إن حركة إقبال الناخبين الخجولة جداً جداً بعد غياب الشمس، ما كانت تستدعي على الإطلاق إبقاء الأقلام الإنتخابية مفتوحة بعد الساعة السادسة مساء على الأكثر، ولا تأخير فتح الصناديق إلى العاشرة ليلاً.
بالإضافة إلى ذلك فإن اليوم الإنتخابي الطويل جداً قد تسبب بما يلي:
- إنهاك رؤساء الأقلام ومساعديهم.
- تحميل الدولة اللبنانية أعباء مالية إضافية، وهي في وضعها المالي المزري المعروف.
- إنهاك المندوبين الذين كان عليهم أن يراقبوا فتح الصناديق وعد المغلفات ومتابعة باقي اللوجستيات، مما لم يكن من الممكن عمله قبل إقفال الأقلام أي قبل العاشرة مساء، ولم ينتهوا منه إلاّ عند ساعات الصباح الأولى من اليوم التالي والذي هو يوم عمل عادي.
- عجز الماكينات الإنتخابية الصغيرة الحجم عن مواكبة النهار الطويل في جميع الأقلام، مما عرض نزاهة الإنتخابات للتشكيك، نتيجة عدم القدرة الكاملة على المراقبة والمتابعة للكثير من الماكينات الانتخابية.
لذلك نقترح ألا يتجاوز النهار الإنتخابي في المرات القادمة الساعات العشر أو الاثنتي عشرة ساعة كحد أقصى.
- الحملات الإنتخابية، سقف الإنفاق الإنتخابي وحجم الماكينات الإنتخابية
لقد كنت من المتابعين للحملات الإنتخابية للمغتربين في أستراليا، ويوم الإنتخاب كنت مندوباً جوالاً، وقد قمت بزيارة أغلب مراكز الإقتراع، ولاحظت بوضوح التفاوت الكبير في حجم الماكينات الإنتخابية. وهنا لا بد من سؤال واقتراح.
السؤال: على افتراض أن هناك من يراقب الإنفاق الإنتخابي داخل لبنان، فمن يراقب هذا الإنفاق في المغتربات؟!
الإقتراح: إذا كان هناك – وإن نظرياً – سقف للإنفاق الإغترابي ، ومعروف أن الفلسفة الكامنة وراء ذلك السقف هي عدم السماح لطرف سياسي أو أكثر بالهيمنة بالمال على الأطراف الأخرى خلال الحملات الإنتخابية، فإننا نقترح أن يكون هناك سقف يحدد عدد العناصر البشرية لأية ماكينة انتخابية في مركز انتخابي معين بناء على عدد الناخبين في ذلك المركز، خاصة وأنه من الأسهل بكثير مراقبة أعداد العناصر البشرية من مراقبة الأموال الإنتخابية المصروفة خاصة في المغتربات.
- الإنتخاب كجسر سياسي لأجيالنا نحو الوطن لم نحسن استعماله
من الأمور، الطريفة في الظاهر والمؤسفة في العمق، التي لاحظتها خلال تجوالي على مراكز الإقتراع الأمر التالي: الأهالي يصطحبون أولادهم الراشدين للإنتخاب. تبدأ المعاناة لدى الدخول إلى قلم الإقتراع. على الأولاد أن يدخلوا لوحدهم إلى خلف العازل، من غير أن يُسمح لهم بحمل أي لائحة انتخابية معهم. اللوائح بالعربية وهم لا يقرأون العربية. لم يحفظوا طبعا إسم اللائحة وإن حفظوه لا يستطيعون قراءته. نسوا لون اللائحة التي أشار عليهم أهلهم بانتخابها. تصل المعاناة إلى ذروتها لدى الإدلاء بالصوت التفضيلي. هم طبعا لا يقرأون الأسماء كما قلنا، ولا هم قادرون على التعرف على الوجوه. كيف يكون لهم ذلك وهي وجوه ما شاهدوها أبدا في حياتهم. أصحاب الوجوه في لبنان وهم هنا. لا أصحاب الوجوه مهتمون بهم، ولا هم مهتمون بتلك الوجوه، وفي الغالب لا يعرفون عن أصحابها شيئاً… من هنا أصل إلى القول إنه لو كان للمغتربين مقاعدهم ومرشحيهم لكان هناك فرصة لأجيالنا للتعرف على أولئك المرشحين ومحاورتهم بلغتهم، ولتمكنوا من أن ينقلوا لهم اقتراحاتهم ورؤاهم، من أجل بناء لبنان أفضل لهم كمغتربين ولأهلهم المقيمين، ولتمكنوا من نقل مؤهلاتهم وخبراتهم عبر ممثليهم إلى البرلمان اللبناني.
هذا هو الإختيار الواعي الحر الهادف المفيد والمسؤول، هذا هو الجسر الذي الذي لم نحسن استعماله، وجعلنا من عبوره أمراً مستحيلاً على أجيالنا وخبرة غير سعيدة، كل ذلك لأننا خسرنا مقاعد المغتربين.
8 – أحد واحد للإنتخاب والفرز
في ظل التقدم التكنولوجي الحاصل، وفي ظل وجود كاميرات للمراقبة في كل قلم اقتراع، موصولة بوزارة الخارجية، فإننا نتساءل:
- ما المانع من أن يحصل الإنتخاب في أحد واحد في الداخل، والخارج الذي يكون فيه يوم الأحد يوم عطلة؟
- ما المانع من أن يحصل الفرز في المغتربات تماماً كما يحصل في لبنان، أي في أقلام الإقتراع، وتحت رقابة وزارة الخارجية، ويمكن توقيت البدء في الفرز في الخارج كي يتطابق مع بدئه في لبنان؟
هذا ما نقترحه للمرّات القادمة…(يتبع).
Leave a Comment