فَشَلت محاولات التزكية التي حاول الثنائي الشيعي فرضها في مناطق نفوذه في محافظة بعلبك الهرمل. ولم يتوقف الأمر عند بعلبك المدينة فحسب، بل امتد إلى الهرمل وبلدات أخرى. وتشهد المنطقة تشكيل لوائح اعتراضية على تزكية الثنائي الشيعي عمادها شخصيات مستقلة ومجتمع مدني ويساريين وعائلات.
معركة شرسة في الهرمل
تشهد مدينة الشمس معركة حامية جدًا، وزاد حماوتها تسجيل صوتي منسوب إلى مسؤول الحزب في البقاع حسين النمر، هاجم فيه سُنة المدينة ووجه فيه تهديداً ضمنيًا للأعضاء الشيعة على اللائحة المنافسة لهم أي “بعلبك مدينتي”. لكن بعيداً من بعلبك برزت لوائح معارضة في بريتال وشمسطار، بيد أن الأبرز كانت لائحة المجتمع المدني والعائلات في مدينة الهرمل، التي تشبه حالة الاستنهاض في مدينة بعلبك.
أُعلِن عن هذه اللائحة مؤخراً تحت اسم “الهرمل للجميع”. وتشكلت من 16 مرشحًا شيعيًا من المعارِضين سياسيًا، إضافة إلى ناشطين في المجتمع المدني وحراك 17 تشرين ويساريين قدامى، بينهم ثلاث نساء، ديالا علّام، سوزان الحدّاد، وزينب الكبرى ناصر الدين. ويشرح المرشح المحامي فراس علّام أن اللائحة تريد تقديم رؤية جديدة للعمل البلدي وإدارة الشؤون المحلية، ضمن القانون وما يكفل تأمين مصالح مدينة الهرمل وأبنائها.
تخوين المرشحين وشيطنتهم
تسعى لائحة “الهرمل للجميع” بحسب علّام إلى تقديم برنامج انمائي يركز على تعزيز الخدمات الأساسية، تحسين البنية التحتية، تطوير المرافق العامة، توفير الخدمات الأساسية بكفاءة. كما تتطلّع إلى تعزيز مبدأ الشفافية في إدارة البلدية، وتفعيل آليات المساءلة لضمان حُسْن الأداء. كذلك تشجيع المواطنين على المشاركة الفاعلة في اتخاذ القرارات المحلية، وتعزيز دور المجتمع المدني. ويؤكد علام ضرورة عودة البلديات إلى العمل التنموي بعيدًا عن السياسة وزواريبها، واجب البلدية تنفيذ مشاريع تنموية ذات جدوى اقتصادية واضحة، تراعي البُعد البيئي والصحي، وتوفر فرص عمل لشابات وشباب المدينة. لكن جرأة التحدي في لائحة “الهرمل للجميع” وضعها أمام تحدّيات عدّة أبرزها سياسي، قائم على شيطنة المرشحين وتخوينهم لأنهم رفضوا تزكية الثنائي الشيعي.
رفض تهمش العائلات
غير بعيد عن مدينة الهرمل، تتجه الأنظار إلى قرية شعث حيث تدور معركة انتخابية ضارية بكل المقاييس. ظاهرها بلدي خدماتي كتعبيد الطرق، وإدارة النفايات، تطوير الزراعة، وإيجاد حلول للصرف الصحي، لكن مضمونها سياسي وطائفي ورفض مصادرة القرار.
عدد الناخبين في شعث قرابة 5600 ناخب؛ ثلثين من الطائفة الشيعية، وثلث من السنّة. فبعد محاولات فرض حزب الله مرشحين ومصادرة قرار العائلات، توافق آل العرب (أكبر عائلة سنّية في البلدة) مع علي أحمد الحاج حسن ومحمد نجيب شمص (شقيق رئيس البلدية الحالي، وهو غير حزبي) وشكلوا لائحة مكتملة مدعومة من أديب حرب، تخوض المعركة بمواجهة لائحة الثنائي الشيعي.
وما أجّج نار المعركة الانتخابية المقبلة، بحسب أحد وجهاء آل العرب، هو ترشيح حزب الله خمسة مرشحين من آل العرب (من الطائفة السنّية) من دون أيّ نقاش أو حوار محلي ولا استشارة العائلة وباقي المكونات. فجاء الرد سريعاُ من العائلة، التي عقدت جلسات متتالية جرى بموجبها تبني ستة مرشحين.
تضيف المصادر، سبق وحصلت محاولات ومفاوضات مع حزب الله للتوافق على مجلس بلدي. وعماد التفاوض كان تغيير العرف القائم بتولي شيعي رئاسة البلدية، وذلك على قاعدة أن الأعراف السائدة في كل القرى المجاورة يقوم على منح رئاسة البلدية للعائلة الأكبر في البلدة. لكن حزب الله رفض هذا الأمر. وتبرر مصادر الثنائي الشيعي في شعث أن رفض تغيير العرف مرده إلى حصول إشكاليات في البلدة لا تحمد عقباها. وعليه تتجه البلدة إلى معركة حامية وسط وجود امتعاض وتململ من أداء البلدية السابقة طيلة 27 عامًا.
* نشرت بتاريخ 14 ايار 2025 على موقع المدن