وفيق هواري
صيدا 5 تشرين الاول 2024
يشير الجدول الصادر يوم الجمعة الرابع من تشرين الأول/ اوكتوبر 2024 عن وحدة ادارة الكوارث في مدينة صيدا وقضائها أن عدد العائلات اللبنانية النازحة والمقيمة في 42 مركز إيواء قد بلغ 2691 عائلة تضم 10892 شخصاً، منهم 1646 عائلة تضم 6528 شخصاً يقيمون في 22 مركز إيواء في مدينة صيدا الإدارية.
من مراكز الايواء في مدينة صيدا الذي بادر الى فتح أبوابه مبكراً متوسطة الشهيد معروف سعد الرسمية. تستقبل هذه المدرسة حتى لحظة إعداد هذا التقرير 133 عائلة تضم 475 شخصاً يقيمون في 47 غرفة من غرف المدرسة المذكورة. يقول احد الناشطين:” عند بدء النزوح الكثيف يوم الاثنين 23 أيلول 2024 بادر عدد من المدرسين والمدرسات الى تجهيز الغرف لاستقبال النازحين وذلك عند الساعة الثانية من بعد الظهر، اي قبل الاجتماع الذي عقد عند الخامسة في بلدية صيدا واُتخذ فيه قرار فتح المدارس. عند الساعة الرابعة استقبلت المدرسة 120 نازحاً وقدمت لهم ادارة المدرسة أماكن للاستراحة”.
الاثنين ليلاً قدمت جمعية أعمالنا 130 فرشة نوم، وجمعية تكاملنا 50 فرشة نوم. اي تم تأمين فرشة واحدة لكل ثلاثة اشخاص. وبعد ذلك تم تأمين الكميات اللازمة من فرش النوم واغطية ومخدات. ولكن يشير احد المتطوعين الى وجود نقص في عدد المخدات والشراشف حتى اللحظة.
صباح الثلاثاء 24 أيلول وصل عدد النازحين الى 541 شخصاً.
الوضع التنظيمي للمركز:
يشرف على ادارة مركز الإيواء مديرة المدرسة وعدد من الجهاز التعليمي المتطوع، الى جانب متطوعين من جمعية التضامن الشعبي ومؤسسة الشهيد معروف سعد. وهما عضوان في تجمع المؤسسات الأهلية في صيدا.
ويشهد هذا المركز تعاوناً قل نظيره بين ادارة المدرسة والجمعيات المتطوعة. وخصوصاً أن ادارة المدرسة والجمعيات المعنية مشهود لهما في خبرة التطوع والتجربة الطويلة في هذا المجال. كما ويجري التنسيق مع البلدية ووحدة ادارة الكوارث يومياً. كما جرى انتداب شخص واحد من كل غرفة ليكون مندوباً يحمل احتياجات واقتراحات الاهالي، وتعقد اجتماعات دورية مع المندوبين.
الوضع الغذائي:
اعتمدت ادارة المركز على المساعدات الغذائية المقدمة عبر مبادرات فردية خلال اليومين الاولين، وبعد ذلك تولت الجمعيات المتطوعة وعبر البلدية تأمين المواد الغذائية المطلوبة، ويقول احد المتطوعين:” في حال حصول اي تقصير فإننا نبادر لسد الناقص من خلال المبادرات الفردية، او من المواد التي نحاول تخزين البعض منها خوفاً من اي مفاجآت قد تحصل.
الوضع الصحي:
منذ نحو اربعة ايام جرى تنظيم عيادة طبية تستقبل المرضى من النازحين وبوجود أطباء من اختصاصات مختلفة، وخلال زيارة العيادة كان هناك طبيب من جمعية S.C.M.
وطبيبة من مؤسسة عامل، وتحوي العيادة كميات من الادوية، لكن احد الأطباء الموجودين أشار إلى نقص بانواع مختلفة من الادوية.
وتسعى ادارة المركز وعبر المتطوعين الاختصاصيين الى التنسيق مع ادارة المستشفى التركي لاستقبال ومعالجة مرضى من المركز الذي يضم ثلاثة مرضى بالسرطان، وثلاثة بحاجة الى غسيل كلى منتظم، كما ان هناك خمس نساء حوامل.
نشاط دعم نفس اجتماعي للاطفال:
تساهم معلمة اختصاصية من المدرسة المذكورة بتنظيم نشاط يومي للاطفال، كما ان المركز يستقبل متطوعين من جمعيات أخرى في الموضوع نفسه، كما ان أكاديمية التجميل في جمعية المواساة نظمت نشاطاً خاصاً بالاحتياجات الخاصة بالنساء.
البنى التحتية:
يواجه المركز مشكلة تتعلق بكميات المياه المطلوبة لخدمة النازحين وخصوصاً ان الكمية التي تصل إلى خزان المدرسة غير كافية، وقد جرى تأمين خزانين اضافيين، وتواجه شبكة المياه المبتذلة بعض الأعطال التي تجري متابعة تصحيح أوضاعها.
ويلفت احد المتطوعين النظر الى تغير الطقس الذي أدى لإصابة عدد من النازحين والمتطوعين بالرشح، وهذا يتطلب تأمين مستلزمات اخرى في البنى التحية مثل المياه الساخنة وهذا ما تسعى اليه ادارة المركز مع منظمة دولية.
ويشير احدهم ان نادياً ملاصقاً للمدرسة يقدم خدمات للاستحمام بمياه ساخنة لعدد محدود وحسب الامكانات المتوفرة. ما يلفت النظر في هذا المركز هو مشاركة عدد كبير من شبان وشابات النازحين بالاعمال التطوعية لخدمة النازحين، والعلاقات الايجابية بين الجميع، والتعاون الكبير بين ادارة المدرسة والجمعيات الاهلية المتطوعة، وقدرة الهيئة المسؤولة على استيعاب اي سوء تفاهم قد يحصل.
على الرغم من الصورة الاجمالية الايجابية لهذا المركز فالجميع يأمل بالعودة الى منازلهم.
Leave a Comment