حسين صلح ـ أبو نضال
تنشر “بيروت الحرية” نص الكلمة التي ألقاها المناضل حسين صلح في 7 من حزيران الجاري لمناسبة الذكرى الرابعة لرحيل القائد محسن إبراهيم في سعدنايل، ضمن الندوة التي تحدث خلالها كل من: الدكتور يقظان التقي ورئيس بلدية سعدنايل حسين الشوباصي ونائب رئيس منظمة العمل اليساري الديمقراطي العلماني الرفيق حاتم الخشن:
نجتمع اليوم في سعدنايل التي كانت وما تزال العرين الوطني والعروبي النابض في البقاع لنحيي الذكرى الرابعة لرحيل الأمين العام لمنظمة العمل الشيوعي الرفيق محسن ابراهيم ( ابو خالد ) بدعوة مشكورة من قيادة منظمة العمل اليساري الديمقراطي العلماني ( فرع البقاع )، ولا يسعني في هذه المناسبة العزيزة على قلبي الا ان أتوجه بالتحية الصادقة الى الرفيق محمود الشوباصي ( ابو حسين ) الغائب الحاضر وكوادر وأعضاء المنظمة وأخص بالتحية شهداء المنظمة والحركة الوطنية والمقاومة الفلسطينية .
الأخوة والأخوات
ها هو الشعب الفلسطيني بقواه الحية يواجه أشرس حرب ابادة تشنها اسرائيل عليه وبدعم واضح ومكشوف من الولايات المتحدة الأميركية والدول الغربية ، هذه الوقفة البطولية بل الأسطورية للشعب الفلسطيني تأتي مع الذكرى الرابعة لغياب نصير الشعب الفلسطيني القائد محسن ابراهيم .
ابا خالد انت سيد القصيدة على أرضنا الطيبة الغالية، ديوان القادة الكبار الشهيد المعلم كمال جنبلاط والشهيد جورج حاوي والقائد الفلسطيني ابو عمار والمناضل الكبير جورج حبش. هؤلاء القادة هم اشعار الارض وقصائدها في لبنان وفلسطين، وهؤلاء القادة السادة هم مواطنون مثل الاخرين في حرمة الموت يتساوى الجميع ، لكن التاريخ ببصره وبصيرته يختار دوما اسماء القادة والشهداء ليرسم للأجيال القادمة خرائط الحق والشروق من اجل حياة كريمة، ومحسن ابراهيم هو سيد اللقاء الساطع في المدى الأكبر بين الموت والحياة في لحظة واحدة وفوق الأرض الواحدة .
والأرض كالقائد الإستثنائي ( ابو خالد ) لا تستعار وليس لها بديل ، والارض الجسد لها قدراتها الحاسمة وعنفوانها فإما بها الحياة ولها واما الموت فيها ولها . هكذا نجد للقادة الكبار وهجا ينبعث من الموت او الشهادة وأعاجيبها . وهؤلاء القادة هم نساك التوقد، هؤلاء الرسل يستنبتون الوطن في الأرض، فهم خلاقون وجنود عفة، وهم الباقون لان التجربة التي خاضوها تشرفت بهم فتسمى وطنا .
السادة الحضور
تتجلى المواجهة للمشروع الإسرائيلي الأمريكي بأوضح صورها في فلسطين حيث يتصدى الشعب الفلسطيني بقواه الحية لأبشع هجوم اسرائيلي على غزة وشعبها بأحدث الأسلحة التدميرية، وبجيش تتوفر له كل وسائل القتال الحديثة وبدعم مطلق من امريكا والدول الغربية سياسيا وعسكريا وماليا، ويجيوش تجوب البحار لحماية اسرائيل وإرهاب الدول العربية والإسلامية والأحرار في منطقة الشرق الأوسط. وها هو الشعب الفلسطيني يواجه العدوان المستمر على غزة والضفة الغربية باللحم الحي ويتصدى لحرب الإبادة والقتل والتدمير بالصبر والعزيمة والإمساك بعدالة قضيته الوطنية وحقه في العيش بكرامة وحرية وإستقلال . ويؤكد الشعب الفلسطيني في يوميات الحرب منذ ثمانية أشهر على تمسكه بأرضه وحقوقه الوطنية ورفض النزوح والتهجير، ولذلك يرفض الإذعان للشروط الاسرائيلية بالرغم من إستشهاد عشرات الالاف من الأطفال والنساء وكبار السن وسقوط عشرات الالاف من الجرحى والدمار الكبير الذي دمر اكثر من 60% من المباني السكنية والمستشفيات ودور العبادة والبنى التحتية. لقد ظهر للرأي العام العربي والدولي ان الشعب الفلسطيني يقاتل وحيدا، ويواجه المشروع الإسرائيلي الامريكي لوحده بإستثناء الجبهة اللبنانية في الجنوب التي لمشاركتها حسابات إقليمية تتعلق بمحور الممانعة ، بينما الدول العربية والإسلامية تشاهد المجازر بحق الفلسطينيين دون إتخاذ مواقف سياسية واضحة في دعم الشعب الفلسطيني، بل ان الغالب على حراكها القيام بدور الوسيط بين الجلاد والضحية، وفي أفضل الإحوال إصدار بيانات وتصريحات تدين من خلالها المجازر الإسرائيلية.
السيدات والسادة الحضور
العدوان الإسرائيلي مرشح للمزيد من التصعيد في غزة وعلى الجنوب اللبناني، والتهديدات الإسرائيلية لا تتوقف رغم صدور إعلان من الرئيس الأمريكي كمشروع حل يتوافق مع الحكومة الإسرائيلية. لكن ردود الفعل على هذا المشروع لاسيما من قبل وزراء الحرب في اسرائيل لا تدل على إمكانية تحقيق وقف اطلاق نار وتبادل الأسرى والإنسحاب من غزة، وصولا الى حل سياسي يقوم على أساس الإعتراف بالدولة الفلسطينية ، مما يعني ان معركه الفلسطينيين مع الكيان الإسرائيلي مديدة، ولن تتوقف الا بعد ان تتحقق اهداف الشعب الفلسطيني في الحرية والإستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس. ولكي ينجح الفلسطينيون بنيل حقوقهم الوطنية لابد من تجاوز حالة الإنقسام الراهنة بين فصائل منظمه التحرير الفلسطينية وبين حركتي حماس والجهاد الإسلامي. وكل تبرير لهذا الإنقسام لا يخدم القضية الفلسطينية بل يصب في مصلحة اسرائيل.
ان فلسطين وشعبها العظيم إنتظر وينتظر من الدول العربية والإسلامية وأحرار العالم مواقف داعمة وواضحة لنضاله المستمر ضد الكيان الإسرائيلي وحكومته وإدانة امريكا والدول الغربية على دعمها المطلق للحرب المستمرة على الشعب الفلسطيني ومخطط اسرائيل القائم على تهجير الغزاويين من أرضهم وضرب القضية الفلسطينية وإنهاء الحلم الفلسطيني، لكن الأمل المنشود يبقى يشع من غزة والضفة الغربية وكل بلدة وقرية فلسطينية يولد فيها شبل جديد يحمل الراية ولا يسمح بسقوطها مهما طال الزمن، لان شعب الجبارين باق وسينتصر .
في الذكرى الرابعة لغياب الأمين العام للمنظمة محسن ابراهيم الذي نفتقد دوره وحضوره ومساهماته في الإجابة على الإسئلة الصعبة بما يتعلق بالأوضاع العربية ومصائر العراق وسوريا ولبنان واليمن وليبيا والسودان، والقلق على القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني ومصيره في زمن الردة، وبقايا أنظمة الإستبداد والميليشيات السائدة في هذه الدول القائمة على التقاسم الطائفي للثروات الوطنية. في زمن يعم فيه الفساد والإفساد والعهر الطائفي والفكر الأصولي، والإستقواء بالخارج على حساب الداخل ودون اي إعتبار للوحدة الوطنية ووحدة المجتمع ومؤسساته الوطنية .
السادة الحضور
من هنا من قاعة المركز الثقافي الفلسطيني في سعدنايل نتوجه بالتحيه الى أبناء الشعب الفلسطيني والى شهدائه وجرحاه والمشردين بين أطلال المنازل المدمرة في غزة، والى الأخوة المناضلين في الضفة الغربية من أجل ان يكون لهم وطن، ولجميع اللبنانيين الذين يكافحون من أجل ان يكون لهم دولة عادلة. والتحية الصادقة الى القادة المناضلين الذين نفتقدهم وفي طليعتهم الرفيق محسن ابراهيم ابو خالد .
المجد والخلود للشهداء الأبرار وكل من سقط من أجل الإستقلال ودحرالإحتلال.
Leave a Comment