كورّادينو مينيو *
عام ال٦٨ من القرن الماضي كانت قضية فيتنام والآن قضية غزّة..! ستُعقد الجمعية العموميّة للحزب الديمقراطي في شيكاغو تماماً كما حصلَ سابقاً… الجيل الشبابيّ المعارضة، أغلبيته منتسب للحزب الديمقراطي، يعاود حاليّاً، ومرة جديدة، محاصرة حزبه ليس ضد الحرب الوسخة في فيتنام ولكن ضد المجازر والإبادة هناك كما في غزة اليوم ….
جيل ال٦٨ هو الجيل الاول الذي عاش في النعيم بعد الحرب العالميّة الثانية… هو يشبه maison cashmere 24bottle alberto guardiani tata italia scarpe tata scarpe florida state football jersey borse y not scontate 24bottle 24 bottles clima alpinestars tech 7 scarpe geox uomo saldi amazon geox black friday florida state jersey commanders jerseys scarpe ovyè جيل (z) الذي ولد بعد منتصف التسعينيات، هو جيل “الرخاء” نسبيّاً في الولايات المتحدة الأمريكية…! الرأي العام الأمريكي تخوّف من هذا الجيل، وقتها، واتجه ببلدِهِ يميناً وأوّصلَ ريتشارد نيكسون وخاض في تلك الأيام أبناء الشرطة البروليتاريين، معاركهم في شوارع أمريكا ضد أبناء النعيم البرجوازيين والرأسماليين..! إنْها المفارقة فعلاً : في عام ال٦٨، ونكاية بالساحات والشوارع التي غصّت بالمتظاهرين إنتصر اليمين (!) الامريكي والذي كانت بلاده تحكم العالم بدون قفازات مستمدّة دورها من وهج الإنتصار في الحرب العالميّة الثانية… في تلك الأثناء أغتيل بوب كندي ومارتن لوتر كينغ وتمت تصفية اكثر من مليون إندونيسي غالبيتهم عائلات شيوعية… وقبلها بأشهرٍ معدودة، هزمت اسرائيل العرب شرّ هزيمة ب ستةِ أيام سوداء..
القطب الثاني “المعادي” لامريكا كان همّه الوحيد آنذاك قمع “ربيع براغ” … إنتصر نيكسون السياسي الواقعي بشعاره المزدوج: قانون ونظام.. وبدأ بالعمل من اليوم الأول للإنسحاب “الإستراتيجي” من فيتنام وتركيز المواجهة مع الصين الماوية وكذلك مع الإتحاد السوفياتي في حقبتهِ البريجنيفية…
في شباط الماضي ونيسان الجاري لجأت الولايات المتحدة الأمريكية مرتين، ومنفردة، لحق النقض الفيتو في مجلس الأمن.. الإمبريالية الروسيْة المُنهكة كانت قريبة من الإقتناع والإكتفاء ب منطقة القرم ودونباس وترك بقية اوكرانيا لأوروبا، لكنها الآن تتوعْد بالزحف على كركيف وأوديسا…. نتنياهو الآخر ينتفض على أوامر بايدن ويأمر بتنفيذ جرائم حرب إضافيّة في غزة ويهدّد بإشعال الشرق الأوسط برمتِهِ ويحمي قطعان المستوطنين العنصريين لقتل وتهجير العرب من القدس والضفة الغربية ..
المنتمون الى جيل (z) يعملون ويسدّدون مصاريفهم، أكثرهم في الجامعات تحت عناوين “باحثون، متعاقدون، استشاريون…” أكثرهم لايستطيع إستئجار شقة في المدن أو التفكير في بناء عائلة..!
في ال ٦٨ بلغت ردة الفعل المجتمعية ضد اللون الأسود والعمال الأجانب والطلاب “الثوريين” مرحلة الذروة والغريب، في الوقت نفسه، كانت محكمة العدل العليا (تحمي الحريّات!) تسُنّ القوانين لحماية أي إمرأة كانت ترغب في قطع حملِها عن طريق الإجهاض الإرادوي..
في ال٢٠٢٤ مرشح اليمين ليس نيكسون بلّ ترامب وهو يطالب كمتّهم، تحت قوس المحكمة، بالعفو عن كل ما ارتكبه وما قد يرتكبه كرئيسّ قادم..!
إن إدانة الشباب الأمريكي للمجازر التاريخية بحق سكّان اميركا الأصليّين وتشريع قوانين العبودية والتمييّز العنصري وقتها، تُخيف وتنشُر الهَلع الآن في صفوف من يُريد “إلغاء” الماضي وطيّه على عجل ودون نقدٍ علنيّ وصريح (لإعادة نبشه واستحضاره عند الضرورة)، كحال وزير الدفاع الإسرائيلي غاتز في نشرِ وتضخيم صُوَر قذائف الرد الإيراني(!) على إسرائيل ليقول إن الهولوكست لم يكن مصدره عقائد حزب فاشي أو نازي يكرهُ شعب، دون أرض، يضجّ بالأذكياء والعلماء والتجار الكبار، بلّ مصدره هو الشرّ في العالم (محور الشر تعبير توراتي ! ) الذي كان وراء اختيار الله لشعبِه المختار (اليهودي) لذلكَ ُيصنّف كل نقدٍ لإسرائيل في خانة النازية واللاساميّة.
هل من المعقول أنّ الخوف من بوتين فقط، يجعل من أوروبا مُلّحقاً كأنها ولاية من الولايات الأمريكية دون مبادرات وتسويات ورأي حرّ مستقلّ عن مّا يدور عندها وحولها؟؟؟ هل من المعقول ايضاً أن تُفاخِر الولايات المتحدة بإصدارها رُزم متعاقبة من العقوبات والضرائب والخوّات على الصين وغيرها كأنّها قدر لا مفرّ منه ..؟؟
أعتقد انّ شمس الغرب لم تعد تتوعدنا في عيشٍ ضمنَ نظامٍ غير عادل لكنه يؤمّن لأبنائهِ التقدم والنمو والإستقرار بلّ سيتم نقلنا الى مرحلة حروب وصراعات واتهاكات وهمجية…! الواضح إنكم تفضلون “النعامات” اللواتي يتكلّمن عن الماضي بسطحية غريبة دون دراستهِ ونقدهِ بموضوغية… والغريب أنه كلما علا صراخهن كلما إزداد إختباء روؤسهن وانوفهن في الرمال..!
كورّادينو مينيو : دكتوراة في الفلسفة صحافي وسياسي مخضرم، سيناتور عن الحزب الديمقراطي اليساري الإيطالي (الشيوعي سابقا واستقال منه لاحقاً). مدير عام راي نيوز الايطالية لعدة سنوات.
Leave a Comment