نعت منظمة العمل الشيوعي في لبنان في 11 شباط الماضي الرفيق فؤاد المقدم، عضو قيادة المنظمة وأحد أركان قيادة الجنوب سابقاً، بعد معاناة طويلة من مرض عضال.
وقالت المنظمة في بيانها: لقد شكل الرفيق صفحة مجيدة في تاريخ النضال الوطني والديمقراطي في الجنوب ومنطقة النبطية، ولعب إدواراً بارزة في نضالات وانتفاضات مزارعي التبغ والفئات الشعبية دفاعاً عن حقوقها. كما تولى مسؤوليات قيادية في جبهة المقاومة الوطنية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وسطّر صفحة مشرقة في تاريخ المنظمة واليسار.
وكان الرفيق محمود قميحة عضو المكتب التنفيذي للمنظمة ولمناسبة أسبوع الرفيق قد ألقى كلمة قال فيها: خمسون عاماً من النضال وبضع سنوات من العمر، ولم تكل ولم تتعب. منذ البدايات ومن على مقاعد الدراسة، كنت محركاً لزملائك في الثانوية الرسمية، وبعدها في صفوف منظمة العمل الشيوعي مناضلاً صلباً، تدرجت وبجدارة لتحتل موقعاً قيادياً في هذه المنظمة وشاركت في نضالات الحركة الوطنية اللبنانية جنباً الى جنب مع القوى والأحزاب التقدمية آنذاك، خاصة في المجلس السياسي في منطقة النبطية.
وأضاف: ومنذ البدايات أيضاً كنت شعلة لاهبة لم تترك فرصة نضالية إلا وكنت واحداً من صناعها او مشاركاً بارزاً في أطرها، من انتفاضة مزارعي التبغ في النبطية، الى تبني وحمل هموم المنطقة على الصعد الإنمائية والاجتماعية، الى المشاركة من موقعك القيادي في تفعيل جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي.
وتابع: رفيق فؤاد، غادرت صفوف المنظمة لظروف قاهرة، لكنك لم تغادر الموقع الذي ساهمت في تأسيسه، فعقلك ظل مهجوساً في هذه المهمة النبيلة، وقلمك لم يجف، إن في تناول أزمة اليسار، أو في تسليط الضوء على انتهاكات أطراف المحاصصة السلطوية، أو في الإضاءة على تجربة الحركة الوطنية والمقاومة الوطنية للعدو الصهيوني.
لقد شهدت مسرحية تشكيل الحكومة التي امتدت الى تسعة أشهر للهيمنة على الحكم والإمعان في سياسات الهدر والفساد، ولربط البلد بالمحاور الاقليمية المتصارعة، لكنك لم تشهد مهزلة جلسات الثقة، وتباري أركان المحاصصة في محاربة الفساد خطابياً، وكأن المفسدين هبطوا من كوكب آخر.
إن الانحطاط الذي بلغته الطبقة السياسية لم يعرف الحكم ومؤسسات الدولة مثل هذا المستوى من قبل، لجهة الاستخفاف بعقول اللبنانيين، الذين لم يتعرفوا على هذا الكم من المسؤولين فاقدي الأهلية، الذين يتبارون بإجترار المواقف ويتصرفون كدمى متحركة، علماً أن خبرتهم في إذلال اللبنانيين والتسلط عليهم والإفتئات على حقوقهم فاقت كل التصورات.
وختم قائلاً: رفيق فؤاد المقدم، في ذكراك التي نحيي، نقول، إن النهج الذي استوطنك طوال حياتك النضالية سنأخذ به، وها نحن كمنظمة نتجه الى تشريع النوافذ للتشارك مع قوى يسارية وديمقراطية محصنة بمواقعها السياسية المستقلة لبناء تيار يساري ديمقراطي علماني، يستهدف دق أبواب التحديث لوضع البلد على طريق الإصلاح، وتمكينه من تجاوز أزماته وتحريره من أسر الطائفية واتخاذه آليات التقدم مساراً. فؤاد المقدم، رفيق الدرب، لذكراك وذكرى شقيقك الرفيق المناضل ظافر، الف وردة، ولإسرتك ورفاقك خالص العزاء.
[author title=”منظمة العمل الشيوعي في لبنان” image=”http://”]تنعي رفيق لها[/author]