كتب المهندس طلال عبدو
جريدة النهار 19 تموز 2021
جاءت نتائج انتخابات نقابة المهندسين مذهلة حيث اكتسحت لائحة النقابة تنتفض (17 تشرين) لائحة السلطة بفارق كبير جداً يفوق الأربعة أضعاف.
فما هي ايجابيات هذا الانتصار المدوّي؟
أولاً: قدّمت مجموعات 17 تشرين لجمهور الانتفاضه دليلاً بأنها تستطيع ليس فقط أن تتفاهم وتنسّق وتتفق على لائحة واحده فيما بينها، ولكن أيضاً مع أربعة أحزاب موجوده منذ ما قبل الحرب الأهليه يجمعها أنها جميعها لم تكن فاعله فيما حلّ باللبنانيين في فترة الثلاثين سنه التي تلت انتهاء الحرب الاهلية. وهذه الأحزاب هي التنظيم الشعبي الناصري، الكتائب، الحزب الشيوعي والكتلة الوطنية. هذا لا شك بأنه إنجاز نأمل البناء عليه في التحضير للانتخابات النيابية القادمة.
ثانياً: كسر مهندسوا 17 تشرين عُرفْ أن يكون النقيب هذه المرّه مسلماً سنّياً. مع الإعتذار من نقيبنا المهندس عارف ياسين الذي شطب المذهب عن سجل نفوسه منذ سنوات، إذ هذه أول مره يصل فيها الى موقع نقيب المهندسين شيعي! صوّت له المهندسون السنّه (أعتذر مرة أخرى) غير آبهين بما تسوّقه آلة تيار المستقبل التي تعتاش على التفريق المذهبي والطائفي، مثلها مثل باقي احزاب السلطه. روح 17 تشرين لا تعترف بتخصيص مناصب لطوائف، وإنما فقط لأشخاص مناسبين أصحاب كفاءه دون ان يكون للإنتماء الديني اي علاقه بأي موقع في الدوله والنقابات، وهذا المبدأ هو شرط أساسي لإعلاء المُوَاطَنَه ولجم وحش الفساد.
ثالثاً: في المرحله الأولى من انتخابات النقابة التي جرت في 27 حزيران لانتخاب هيئة المندوبين والفروع، لم تتمكّن 17 تشرين من ان تتقدم بلائحة واحده فخاضت الانتخابات بلائحتين: النقابة تنتفض والمهندس أولاً. أما أحزاب السلطه فاجتمعت في لائحه واحده. بالرغم من ذلك جاء انتصار لائحة النقابة تنتفض كاسحاً. انعكست الصوره في 18 تموز فأحزاب السلطه فقدت توازنها وتشكّلت لائحة من تيار المستقبل وحركة أمل وانسحب الاشتراكي والتيار الحر واختبأ حزب الله. واشتركوا جميعاً في إدارة حملة شائعات مذهبيه تركّز على ان عارف ياسين شيعي. خسروا بوعي المهندسين المدوّي إذ لا علاقه للإنتماء الديني فيما نحن بصدده. مهندسو لبنان أعلنوا بوضوح أنهم ينتخبون برنامجاً، وأن محترفي التفرقة المذهبية أصغر من أن يؤثّروا فيهم موجّهين رسالة قويه ومهمّة إلى جميع اللبنانيين، وهي ان المُوَاطَنَه تجمع اللبنانيين حيث لا مكان لتخويفٍ كذاك الذي يحترفه زعماؤهم.
مبروك لنا هذا النجاح الذي يرتّب مسؤولية كبيرة على مجلس النقابة بتنفيذ ما وعدنا به، وعلى باقي الزملاء بالمتابعة والمحاسبة إرساءً لثقافة لا تفهمها السلطة الحاكمة التي لا بد أن تدفع ثمن الخسائر الضخمة التي ألحقتها بجميع اللبنانيين.
Leave a Comment