سياسة

رفاق وأصدقاء القائد محسن ابراهيم يودعونه في مأتم مهيب

سوى القول: تراثك وعطاؤك باق يا أبا خالد، ونزاهتك واستقامتك تظل الدرس الأبقى في زمن تحولت السياسة من التزام الإنسان وحقوقه إلى عنصر فساد وإفساد ونهب لمقدرات الوطن والناس والتجارة بهم.

شيّعت منظمة العمل الشيوعي في لبنان يوم الخامس من حزيران / يونيو 2020 امينها العام القائد المناضل محسن ابراهيم الى مثواه الأخير في مسقط رأسه ببلدته أنصار الجنوبية، في مأتم مهيب حضره إلى جانب عائلته شخصيات سياسية وحزبية وفكرية وادبية، ابرز الشخصيات المشاركة: رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي الاستاذ وليد جنبلاط على رأس وفد حزبي ضم الوزير السابق غازي العريضي وامين السر العام ظافر ناصر، ممثل رئيس المجلس النيابي الاستاذ نبيه بري النائب ياسين جابر، رئيس التنظيم الشعبي الناصري النائب الدكتور اسامة سعد على رأس وفد التنظيم، النائب علي عسيران، الاستاذ عمر حرب على راس وفد ممثلاً حزب الاتحاد العربي الاشتراكي، الامين العام للحزب الشيوعي اللبناني الرفيق حنا غريب على رأس وفد حزبي، رئيس حزب الطليعة اللبناني حسن بيان على راس وفد، الوزير السابق رشيد درباس، الاستاذ توفيق سلطان، الاستاذ سمير صباغ. وعن منظمة التحرير الفلسطينية سفير دولة فلسطين في لبنان الاخ أشرف دبور ممثلا الرئيس الفلسطيني محمود عباس على رأس وفد من السفارة الفلسطينية في بيروت، الاخ سلطان ابو العينين، أمين سر حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية في لبنان الاخ فتحي ابو العردات، سفير دولة فلسطين في البحرين الاخ خالد عارف، منيف فرج عن منتدى صور الثقافي، وفود فلسطينية من: الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، علي فيصل على رأس وفد من الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، اتحاد المرأة الفلسطينية، جبهة التحرير العربية، الاتحاد العام لعمال فلسطين، جمعية الهلال الاحمر الفلسطيني، اللجان الشعبية الفلسطينية في لبنان، جبهة النضال الشعبي الفلسطيني، مسؤول الاعلام الفلسطيني محمد البقاعي، جمعية التنمية للانسان والبيئة، الرفيق غسان ايوب عن حزب الشعب الفلسطيني، وفد من اليسار الديمقراطي برئاسة خليل ريحان، النجدة الشعبية اللبنانية، حركة فتح في منطقة صور، ومفكرون وادباء ورفاق سابقون وصحافيين واعلاميون منهم:

 عدنان زيباوي، فواز طرابلسي، حارث سليمان، سعود المولى، السيد كاظم ابراهيم، رئيس مؤسسة عامل الدكتور كامل مهنا، زهير رحال، والعديد من الشخصيات، كما شارك في التشييع أهالي بلدة أنصار والحزب الشيوعي فيها، وفد شعبي من بلدة سعدنايل يتقدمهم رئيس بلديتها حسين الشوباصي، ومن بلدة عرسال برئاسة رئيس بلديتها السابق محمد الفليطي، إضافة إلى وفود آخرى من بلدات العين وسحمر وحوش الحريمي والمنصورة والعديد من قرى البقاع والجنوب.

قدم حفل التأبين عضو الهيئة التنفيذية للمنظمة الرفيق حاتم الخشن بنبذة عن القائد الراحل. ثم كانت كلمة منظمة العمل الشيوعي القاها أمين سر مكتبها التنفيذي زكي طه وقال فيها:”في تأبين الأمين العام القائد الوطني اللبناني- العربي محسن ابراهيم، نقف اليوم لنودع رجلاً ليس كالرجال. رجل عاش حياته دون أن يبخل بلحظة من لحظات عمره، يبذلها في سبيل قضايا وطنه وشعبه وأمته العربية ونصرة لقضايا شعوب العالم الثالث المقهور بالسياسة والاقتصاد والاساطيل وحروب التفكيك والتدمير والتهجير”.

وتابع: “نقف أيها الأصدقاء خاشعين، نسائل أنفسنا كيف لرجل واحد رقيق البنية أن يقدم كل هذا العطاء، دون أن يحيد قيد أنملة عن خط الاستقلال الذي رسمه لنفسه، ورسمته له التحديات التي يواجهها شعبه في دولته الصغيرة وعالمه الواسع.

واعتبر أن محسن ابراهيم لا يختصر بكلمات تأبين، إذ إن من أعطى للقضايا التي ناضل من أجلها قرابة 70 عاماً لا يختصر أو يختزل بأسطر … ولأن المقام ليس مقام الإحاطة بعوالمه وما قدمه أكتفي بذكر مقتضب لبعض عناوينها.

وقال: “إن محسن ابراهيم رأى أن هذا النظام الطائفي في لبنان هو أساس مصائب هذا الشعب، ولذا سعى دوماً وأبداً من أجل بناء مواقع سياسية وطنية عابرة للطوائف وكانتوناتها المغلقة، المدججة بالخوف من الآخر والاستعداد لمواجهته. ولذا خاض مع الشهيدين الكبيرين المعلم كمال جنبلاط والرفيق جورج حاوي بناء حركة وطنية معارضة للنظام، ناضلت مع عمال غندور ومزارعي التبغ في النبطية وفلاحي عكار والجنوب وصيادي صيدا، من أجل العدالة والكرامة للانسان المقهور. وطموحاً نحو المستقبل صاغ البرنامج المرحلي للحركة الوطنية كمشروع للتغيير من أجل بناء نظام لبناني ديموقراطي يجعل من أبناء الوطن مواطنين متساوين في الحقوق والواجبات تجمعهم المواطنية ولا تفرقهم المذاهب والنِحل وقوانين الأحوال الشخصية“.

وتابع “دفاعاً عن الوطن أطلق وحاوي نداء جبهة المقاومة الوطنية الأول داعين إلى السلاح لمواجهة العدو الصهيوني ودحره عن ترابنا الطاهر، بدءاً من العاصمة المحتلة بيروت مروراً بالجبل والبقاع والجنوب. وهو الخيار الذي نجح في نهاية المطاف وحرّر الشعب اللبناني أرضه بمقاوماته، دون قيد أو شرط“.

واشار أن محسن ابراهيم لم يكن رفيق كمال جنبلاط وجورج حاوي ومعروف ومصطفى سعد فقط، بل كان رفيق درب ياسر عرفات ومحمود عباس وجورج حبش ونايف حواتمة وأبو اياد وأبو جهاد وقوافل مناضلي وشهداء الثورة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية. وليس غريباً على مناضل مفعم بالعروبة كمحسن ابراهيم أن يقف في كل المفاصل إلى جانب فلسطين وقضيتها، انطلاقاً من يقينه الثابت أن الصمود في مواجهة العدو الصهيوني في فلسطين هو خط الدفاع الأول عن لبنان وسوريا والاردن والعراق وكل أرض عربية وغير عربية تقع ضمن دائرة مخططات الحركة الصهيونية ومشاريع الاستعمار العالمي. لقد كان الدفاع عن فلسطين بالنسبة له دفاعاً عن الجنوب وأهل الجنوب. ومرتفعات وأودية وتبغ الجنوب، لذلك ومنذ وقت مبكر رفع راية تحويل الجنوب من مكان نزوح إلى موقع صمود في وجه العدوانية الصهيونية، داعياً إلى تحصينه بالملاجئ والمقومات المادية والمستوصفات والمشاريع الانتاجية والسلاح لضمان بقائه أرضا لبنانية وعربية عصية على الاختراق والغزو”. واوضح قائلا” محسن ابراهيم كان دوماً وأبداً منخرطاً في قضايا الشعوب العربية, وقضايا تقدمها وسيطرتها على مقدراتها وتحقيق التنمية الزراعية والصناعية، وقبلهما تحقيق كرامة الانسان في أرضه وحقه في ثرواته والعيش في حرية على تراب بلاده. لذا كان من الرعيل المؤسس لحركة القوميين العرب، ووقف مع ثورات مصر والجزائر واليمن وسوريا. يقيناً أن رئة لبنان هي مداه العربي والعالمي منطلقاً من وحدة قضايا شعوب المنطقة.

وأضاف: “لم يكن محسن ابراهيم مجرد قائد سياسي يصمد في بيروت عندما اجتاحها جيش العدو الصهيوني يدير مقاومتها والمواجهة معه. لقد كان محسن المفكر السياسي الذي ينطلق من مرتكز هو بنية منظمته، منظمة العمل الشيوعي التي أسس وقاد على امتداد عقود متتالية، وعمل داخلها أيضاً ودون كلل أو ملل لتجديد ونقد فكرها وممارستها، توصلاً إلى بناء منظمة ذات أفق مفتوح على الديموقراطية والعلمانية، قادرة على قراءة التحولات التي طرأت على بنية النظام اللبناني الذي يتخبط في أزمته الأقسى، ويدفع الناس إلى الجوع والافقار والبطالة“.

وتابع امين سر المكتب التنفيذي زكي طه قائلاً : ” لقد كان محسن ابراهيم ويظل مدرسة تخرج منها كثيرون، وأجيال متلاحقة من المثقفين والمناضلين التي لعبت دورها الكبير على مسرح هذا الوطن والمنطقة“.

وختم “أن نودع محسن ابراهيم في الخامس من حزيران، فهذه رمزية تستحق التوقف، إنه تاريخ الخسائر الكبرى، وخسارتك أبا خالد لا تقل أهمية عما سبقها. وأن تدفن في أنصار فهذه رمزية أخرى، فقد هُزم معسكر الاعتقال في انصار والذين أقاموه، لقد أطاح بهم طوفان المقاومين وأخرجهم من ترابها ترجمة لدعوتك ورفيقك لحمل السلاح في مواجهة المحتل الغاضب.

لن نودع محسن ابراهيم أبداً، نفتقد جسده بيننا، ولكن روحه ونبضه سيبقى معنا وفينا، في عائلته وفي رفاق دربه، في كتاباته ومداخلاته ومطالعاته الفكرية حول قضايا وتحديات المراحل التي اجتازها واجتزناها معه. محسن ابراهيم لم يكن رجلاً عابراً، على العكس تماماً، فقد ترك بصماته بوضوح على الفكر والممارسة السياسية لما هو أبعد من لبنان ودنيا العرب. والآن، نحن لا نملك سوى القول: تراثك وعطاؤك باق يا أبا خالد، ونزاهتك واستقامتك تظل الدرس الأبقى في زمن تحولت السياسة من التزام الإنسان وحقوقه إلى عنصر فساد وإفساد ونهب لمقدرات الوطن والناس والتجارة بهم.

محسن ابراهيم نحن رفاقك نؤكد أمام حضورك، أن فكرك سيبقى ملهماً لنا ولمسارات التغيير والتقدم، وأنك يا رفيقنا وقائدنا ومعلمنا باق بيننا نموذجاً للمناضل الصلب الذي لا يكسره حتى موت جسده“.

بعد الكلمة جرت مراسم الدفن ووري الراحل الثرى في مقابر العائلة في جبانة البلدة .

[author title=”منظمة العمل الشيوعي” image=”http://”]منظمة العمل الشيوعي[/author]