إن منظمة العمل الشيوعي في لبنان تعلن دعمها وتأييدها لحالة الغضب الشعبية العارمة على السلطة بسائر مكوناتها المعلنة منها والخفية، وترى أن ما شهدته البلاد من تظاهرات وقطع للطرقات، يعبر عن صرخة وجع رفضاً للسياسات المتبعة من جانب قوى السلطة بكل أطيافها، ومعها رأس المال المالي. هذه السياسات الفاسدة التي توّجتها السلطة بتحميل الفئات الشعبية والمتوسطة أعباء الانهيار. إن هذه السلطة التي تصر على إلقاء هذه الأعباء على أكثرية اللبنانيين من أصحاب المداخيل المحدودة هي التي تتحمّل لوحدها مسؤولية الشلل والركود الاقتصادي والعجز المالي وتراجع قيمة العملة الوطنية.
تحذّر المنظمة من محاولات أطراف هذه السلطة إستغلال حال الاحتقان في الشارع، لتحقيق حسابات فئوية تهدف لجر الوطن إلى أحضان المحاور الإقليمية وصراعاتها المدمرة، ووضع البلاد أمام احتمالات الانزلاق نحو الفوضى العارمة والانهيار الشامل في الاجتماع والاقتصاد. وتدعو إلى توزيع أعباء النهوض على مختلف الفئات، وعبر تحميل العبء الأكبر لمافيا الطبقة السياسية ـ المالية التي راكمت الثروات من خلال نهب القطاع العام ومراكمة الفوائد على حساب حياة اللبنانيين ومستقبلهم في وطنهم.
إن المنظمة، إذ تحيي انتفاضة اللبنانيين في مواجهة سياسات السلطة الحاكمة، تهيب بهم وعي مخاطر الصراعات والمغامرات التي تدور بين أركان الحكم، ومحاولاتهم الوصول إلى أهدافهم ولو على حساب إحراق البلد وإعادته إلى حال الفوضى وفقدان الأمن، وهو ما يشكل أقصر الطرق نحو تفكك مؤسسات الدولة وعودة الحرب الأهلية. إن المنظمة، وانطلاقاً من تراثها النضالي، تدعو اللبنانيين إلى ممارسة حقوقهم في الاعتراض والتظاهر بعيداً عما يخدم هذه السلطة من أعمال عنف وفوضى تدفع بالوطن واقتصاده نحو الهاوية.
بيروت 18 تشرين الاول 2019 منظمة العمل الشيوعي في لبنان