للمرة الثانية يتحرّك طلاب الجامعات تحت عنوان “نصرة لفلسطين ودعماً لصمود أهل غزة“. اقتصرت الوقفة على #الجامعة الأميركية في بيروت، بدعوة من تجمع الجامعيين الأحرار، ولم ترق إلى مستوى يعكس حقيقة نبflorida state football jersey alpinestars tech 7 scarpe guardiani 24bottle 24bottle le creuset bräter borsa y not benetton outlet lsu shop guardiani scarpe will levis jersey deuce vaughn jersey 24bottle borsa y not gabba castelli ض طلاب لبنان وأولوياتهم، وإلى من تتوجّه وحدود تأثيرها مع رفع صور لمحمد الضيف في حرم جامعي خرّج من رحم كليّاته على مدار عقود قيادات فلسطينية تاريخية، فضلاً عن آفاقها وأبعادها في ما يتعلق بإعادة الروح للحركة الطالبية في لبنان.
ليس الأمر مقارنة بين احتجاجات طلاب الجامعات في الولايات المتحدة وأوروبا وبين الحراك اللبناني، فالأهداف تختلف في دعم قضية فلسطين، إذ لا يمكن اعتبار الاعتصامات في جامعات كولومبيا وكاليفورنيا وشيكاغو ونيويورك على ما يرفعه الطلاب من شعارات ضد حكومتهم أو في جامعات أوروبية، هي نفسها، من ناحية التأثير والتطلعات على ما نشهده في الجامعة الأميركية أو لدى طلاب الجامعة اللبنانية البعيدين كل البعد عن حركة طالبية عابرة للاصطفافات وغير مقيّدة بإيديولوجيات تصادر حقهم في التعبير.
كيف يمكن دعم قضية فلسطين في جامعات لبنان؟ هنا وعلى وقع أسئلة كثيرة عن حضور القضية في الجامعات العربية، جاءت التحركات الطالبية في لبنان وكأنها تنبئ بالثورة وبشعارات أبعد ما تكون عما يمكن أن يحدثه حراك طالبي من تأثير في الرأي العام تضامناً مع غزة في وجه آلة الإجرام الإسرائيلية.
التحرك الطالبي لدعم فلسطين مشروع ومطلوب، لكن توظيفه لحسابات سياسية ومصلحية لا يخدم القضية، ولا يمنح حركة الطلاب في الجامعات الأميركية قوة دفع ما دامت أبعاد التحرك مختلفة وشعاراتها مغايرة وأهدافها متعارضة. في جامعات لبنان رُفعت لافتات تدعو “للمقاومة والمقاطعة حتى تفكيك الكيان الإسرائيلي وإقامة فلسطين واحدة”، أما في جامعات أميركا فتُعتبر الاحتجاجات جزءاً من حراكات المجتمع المدني وهي تعبير عن نفس جديد يؤسّس للتغيير، وإن كانت جنسيات الطلاب متعددة، فإنها ترتبط بالوضع الأميركي الداخلي بالدرجة الأولى.
عندما يتضامن طلاب أميركا مع غزة فإن فلسطين تظهر قضية عدالة وحرية في العالم، وعندما يطالبون بوقف إطلاق النار ووقف تدفق السلاح إلى إسرائيل، أو الطلب من الجامعات تجميد العقود مع الشركات الإسرائيلية ووقف الاستثمارات، فإنهم يؤثرون مباشرة في مصدر القرار، وهذا ما يميّز حراكهم، بغضّ النظر عن آفاقه أو مقارنته بحراك حرب فيتنام في مطلع سبعينيات القرن الماضي. هناك يأتي دور الطلاب طليعياً، فهو يعكس ديناميتهم في المبادرة، فيما يظهر حراك طلابنا وكأنه ضد جامعاته، إذ يتشابه بشعاراته مع أيّ حراك في الشارع، وكأنه نسخة للتعبئة أو لتسجيل موقف إيديولوجي.
كان يمكن استلهام ما رفعه الطلاب في أميركا، من خارج ما تعلنه القوى السياسية، إذ إن التمترس خلف شعارات مستهلكة أو إطلاق هتافات تدعو للقتال في غزة، لا يؤسّس لنهوض طالبي بالمعنى الذي يتشكل في الجامعات، ولا يراكم ولا يستقطب من أجل فلسطين أيضاً.
مع دعوة الطلاب إدارة الجامعة الأميركية للاستجابة لمطلب مقاطعة الشركات الداعمة لإسرائيل، من المفيد تذكيرهم، وليس دفاعاً، بأن قضية فلسطين حاضرة تاريخياً في الجامعة. هي خرّجت مناضلين فلسطينيين بارزين، كانت القضيّة والاستقلال أولوية لديهم، إلى أسماء لبنانية وعربية، أسهمت من موقعها في نصرة فلسطين. والجامعة نفسها رفضت قرار دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. وفيها تشكّل فكر سياسي وأدبي فلسطيني أسّس لدعم القضيّة.
ليس بكوفية الطلاب وحدها ننتصر لفلسطين بل من موقف استشرافي ينطلق من الالتزام وحق الفلسطينيين في تأسيس دولتهم. وقبل ذلك، الحراك لإعادة الروح إلى الحركة الطالبية لتهتمّ بقضاياها من خارج الحسابات السياسية واصطفافاتها.
* نشر في جريدة النهار بتاريخ 8 نيسان/ ابريل 2024.
Leave a Comment