تكثف قوات الدرك والشرطة من حواجزها وتواجدها على مداخل المدن وتدقق وتزيد من تفتيش الملتحقين بالحراك الشعبي، ويطلق قائد الجيش الكثير من التحذيرات تخويفا من تسلل ارهابين ومخربين وافتعال تفجيرات بين صفوف المتظاهرين.
القضاء الجزائري فتح “ورشة” لمحاربة الفساد في البلاد واختار لتسييرها قضاة مهمتهم الأساسية تعقب الضالعين في الرشى وهدر المال العام وسط المسؤوليين التنفيذيين المحليين والمقاولين ورجال اعمال تربحوا بفضل صفقات ومشاريع حكومية. ولا يكاد يمر يوم دون اعتقال واستجواب ومحاكمة مسؤولين في ولايات الجزائر (عددها 48 ولاية) وذلك بتوجيه واضح من الممسك الفعلي بمقاليد السلطة قائد الجيش قايد احمد صالح.
وقد عرفت بداية الحوار الذي عرضته الرئاسة الانتقالية على الحراك تعثراً بسبب الرفض الذي ابدته عدة شخصيات من بين لائحة الـ 13 ذات مهمة اجراء الوساطة بين السلطة والمتظاهرين. وقد اعلنت “ايقونة” ثورة الاستقلال جميلة بوحيرد “85 عاما” أنها لم تستشر في قضية الوساطة بين الحراك والرئاسة، مؤكدة أنها لم تكن على علم بتشكيل المجموعة ذات النزاهة لاجراء الحوار تمهيداً لاجراء انتخابات رئاسية. وقالت ” لا يمكنني ان اخوض في سعى مشترك مع اشخاص خدموا النظام” في إشارة لبعض اسماء اللائحة. واكدت أن الحوار غير ممكن مع سلطة تسجن رموزاً وطنية كـ “لخضر بورقعة” ولا يمكن التقارب مع من يهددنا… وسجن الجيش بورقعة بناءً على تهمة ” محاولة اضعاف معنويات الجيش” اثر تصريحات اطلقها ضد قائد الجيش الجنرال فايد صالح. كما كتب المحامي مصطفى بوشاشي الذي ورد اسمه في اللائحة ” ان الحوار كمبدأ يعد الوسيلة المثلى للخروج من الازمة التى تعيشها الجزائر، لكن من الضروري توفير شروط لنجاحه وعلى رأسها رحيل رموز النظام عن الحكم ، والوقف الفوري للاعتقالات في صفوف المتظاهرين والسياسيين كما يجب رفع القيود عن الصحافة”
قائد الجيش الجزائري لا يتورع عن توظيف كل المسائل في خدمة مواقفه، فحتى نقل مشجعي الكرة في طائرات سلاح الجو وصفها بالمهمة العسكرية الخاصة واعتبر التتويج الكروي القاري “رداً قوياً على العصابة” ويستغرب المراقبون هذا الموقف ويقولون ” من أين هذا الربط بين الانتصار الكروي والرد على العصابة وأذنابها” المقصود جماعة الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقه.
وبين قايد صالح قائد الجيش والحراك علاقة متوترة رغم انه اجبر الرئيس الجزائري بوتفليقه على التنحي مستجيبا بذلك لمطلب شعبي. فهو يرفض الاستجابة لارادة المتظاهرين عزل الرئيس الانتقالي عبد القادر بن صالح ورئيس الوزراء نور الدين بدوي ويريد التوجه بسرعة نحو انتخابات رئاسية فيما يعارض الحراك ذلك.
هكذا ما زال الجيش ممسكاً بتفاصيل الحياة السياسية والحياة اليومية في الجزائر، ولا يتورع عن كيل الاتهامات ويرفض الاستجابة لمطالب الحراك الذي ما زال مستمرا منذ 22 شباط الماضي.
[author title=”محمد حسن” image=”http://”]كاتب سياسي لبناني[/author]