ثقافة

رحل الشاعر حسن خليل عبدالله*.. من صفحة الصديق اسماعيل حيدر

الشاعر الجنوبي العذب

الساخر من الحياة حتى الألم..

أخيراً. تحقق لخوفه ما يبتغي  !!!..

بعد تلك السنين الطويلة من الوحدة والقلق والحيرة ترى ماذا كان سيكتب حسن عبدالله لو قيض له أن يعيش موته، ويشهد بأم عينه وخياله تلك اللحظة الفاصلة بين

الحركة والسكون، الوجود والعدم، الضوء والعتمة؟

***************

اخترت بعض النصوص التي أمتعنا بها الشاعر الراحل على صفحته في “فيسبوك” ولم ينشرها في كتاب. وهي تلخص في مضامينها شخصيته الفريدة ولغته المختلفة ورؤاه الخاصة للحياة.

الشاعر

***************

غالباً ما يبداُ الشاعر من شيء مألوف

ليجد نفسه بعد قليل في شيء مُدهش

فمُقدمة القصيدة

أشبه ما تكون بِجَرّ الزورق إلى الماء

لكنْ

عندما يبتعد الشاعر عن الشاطىء

ويصبح في عرض البحر

فإنّ رياحاً قادمة من جهة السماء

هي التي تدفع الأشرعة إلى الأمام.

******************

الحياة والموت

******************

* كل حياة هي مأساة

بما في ذلك

حياة زهور الحقل

** يمكن النظر إلى حياة كل إنسان

على أنها مسرحية مُرعبة

هو نفسه كاتبها

ومُمثلها

و مُشاهِدها الوحيد!

*** لا القوة ولا الشجاعة

ولا الحكمة ولا الذكاء

بل الغفلة

الغفلة فقط

هي التي نُدين لها بمقدرتنا

على تحمُّل

هَول الوجود.

**** كل شخص

يتجاوز الثمانين، ويموت

يكون قد مات

بعد صراع طويل مع المرض

الذي هو الحياة نفسها.

***** كم أحِنُّ الى تلك الأيام

التي

لم يكن فيها وقتي ثميناً!

يا لجَمال تلك الأيام

التي

كنا نحيا فيها الحياة

من دون أن نراها..

هيّا نستمتع

بما لم نفقد

حتى الاَن.

***************

الوحدة والقلق والخوف

***************

* كان في الثانية عشرة من عٌمره

عندما انسحب من الملعب

تاركاً رفاقهُ يلعبون ويتصايحٌون

تحت سماء الطفولة العميقة الزّرقة

فتحَ كتاباً إفضى به إلى كتاب اَخر

وهذا الثاني ، قادهُ إلى الثالث

وكمَن يندفعُ في مُنحَدرٍ حاد

لم يعُد باستطاعته أن يتوقف

ثم لم يلبث،هو الاَخر ، أن بدأ يؤلف كُتباً

وبدل أن يعيش ببساطة كسائر أترابه

انصرف إلى قياس

طول الحياة وعرضها

وعُمقها واتساعها،

مٌنتقلاً من قلقٍ إلى قلق

ومن حَيرة إلى حيرة

على طول الطريق المُمتدّة

من الطفولة إلى الشيخوخة

** عندما لا نكون مع الناس

فنحن، بالتأكيد ، مع الجِنّ

الوحدَة مسرَح أشباح!

*** أجمل فِعل يقوم به الانسان

هو

عندما يُعانق خائفاً.

**** لم يحدث يوماً أن غرِقتُ

في نهر أو بحر

والمرات الكثيرة التي حدث فيها ذلك

كانت هنا على اليابسة!

***************

السخرية

***************

*السخرية

هي أمضى اَلة حادّة

استخدمها الانسان عبر العصور.

** وضعتُ يدي على عنقها

ثم تابعتُ نحو ظهرها

ثم جذبتها برفق نحوي

فقالت: أرجوك.. فتوقّفت

– توقّفت لأنها قالت “أرجوك “؟

** نعم

حمار !

*** عندما يركضُ عاشقٌ وراء الحبيب الذي هجرهُ،

فثلاثة أرباع ركضه، هي من أجل استعادة مَسروقاته!

*الشاعر حسن خليل عبد الله من مواليد بلدة الخيام الجنوبية في العام 1943، له قصائد شهيرة ذاعت في غضون سنوات الحرب الأهلية. لحّن وغنّى له الفنان مارسيل خليفة العديد من قصائده، ومنها قصيدته ” أجمل الأمهات”، التي ادخلها المخرج الراحل مارون بغدادي في الفيلم الوثائقي الذي انتجته منظمة العمل الشيوعي في لبنان عن شهدائها. إضافة إلى دواوينه الشعرية. اشتغل الشاعر عبدالله على أدب الاطفال ولحّن بعضها الموسيقار وليد غلمية، ولحّن وغنّى بعضها الفنان أحمد قعبور . وله حوالي 60 كتاباً تضمنت القصص التي كتبها للأطفال. شارك في مؤتمرات وندوات كثيرة ونال جوائز عربية ودولية. وافته المنية في 22 حزيران 2022.

Leave a Comment