مجتمع

خسائر الجنوب في الأرواح والارزاق تفوق قدرة أهله على الاحتمال

محمد قدوح

بيروت 23 آب 2024 ـ بيروت الحرية

تتزايد الخسائر في الأرواح والمنازل والمزروعات والمؤسسات التجارية في البلدات والقرى الحدودية التي تتعرض يوميا للقصف الاسرائيلي. بعض الجهات المعنية بالاحصاءات مثل وزارة الصحة ومجلس الجنوب والدولية للمعلومات نشرت ارقاما جديدة في نهاية الاسبوع الأول من شهر أب الجاري، وهي بمثابة تقديرات أولية نظرأ لاستحالة اجراء مسح شامل للاضرار في ظل استمرار الحرب.

فيما يلي عرض لهذه الأرقام كما وردت في بيانات هيئات الإحصاءات المذكورة آنفاً.

اولآ : الخسائر البشرية

افادت الاحصاءات المشار إليها إلى سقوط 571 شهيدأ واصابة 2180 شخصاً بجروح مختلفة من المدنيين والمقاتلين. قسم كبير منهم من أبناء القرى الحدودية، وتحديداً عيتا الشعب، وحولا، كفركلا، عيترون، بليدا. وقدرت هذه الاحصاءات عدد النازحين بحوالي 100 الف نازح معظمهم يقيم في اقضية صور، بنت جبيل والنبطية. بينما أشارت بعض الإحصاءات مع توسع دائرة القصف الصهيوني إلى   110 آلاف نازح مع شمول قرى وبلدات إضافية.

ثانيا : الخسائر في المنازل والمؤسسات التجارية

شمل القصف الاسرائيلي حتى الأن حوالي 45 بلدة وقرية، الا ان البلدات والقرى ألأكثر استهدافاً وتضرراً هي: طير حرفا، الجبين، مروحين، يارين، عيتا الشعب، عيترون، ميس الجبل، بليدا، حولا، عديسة، مركبا، كفركلا، الخيام وكفرشوبا.

وقد قدرت الأحصاءات عدد المنازل المدمرة كليا بحوالي 1940 منزلاً، والمنازل المدمرة جزئياً بحوالي 1700 منزل، والمنازل المتضررة بحوالي 7000 منزل. وقد قدر مجلس الجنوب عدد الوحدات السكنية المدمرة كليا بحوالي 4000 وحدة سكنية، باعتبار ان غالبية المنازل المدمرة تتالف من عدة طوابق.

اما عدد المؤسسات التجارية المدمرة كليا او جزئيا فقدر عددها بحوالى 220 مؤسسة تجارية غالبيتها في كفركلا، ميس الجبل، عديسة.

ثالثا: خسائر القطاع الزراعي

لقد توقف النشاط الزراعي في البلدات والقرى الحدودية كلياً بداء من الناقورة غرباً حتى شبعا شرقاً، وذلك منذ 8 تشرين اول 2023 أى منذ بدء حرب المساندة لغزة. وقد ادى نزوح غالبية السكان الى مناطق امنة إلى تعطيل النشاط الزراعي والتجاري في هذه المنطقة.

هذا النزوح قاد إلى النتائج التالية:

  • خسارة موسم زيتون العام الماضي، ومن المؤكد خسارة موسم العام الحالي في حال استمرار الحرب. مع الاشارة إلى احتراق مساحات واسعة من بساتين الزيتون قدرت بحوالي 52 هكتاراً.
  • خسارة موسم التبغ للعام 2024 بسبب عدم تمكن المزارعين من زراعة الشتول. ويقدر عدد المزارعين بحوالي 900 مزارع، مع استثناء بعض المزارعين في بلدتي رميش وعيترون الذين تمكنوا من زراعة دخان الموسم الحالي. وتقدر قيمة الموسم بحوالي 50 مليون دولار بحسب الدولية للمعلومات.
  • عدم زراعة مواسم الخضروات والحبوب وتعذر العناية بالأشجار المثمرة، ولاسيما في سهلي مرجعيون والوزاني، حيث هناك حوالي 700 دونم اشجار مثمرة من الدراق والعنب تنتج حوالي 4000 طن دراق و1500 طن عنب، ويقدر احد المزارعين في سهل الوزاني خسائرة بحوالي 200000 الف دولار.

   رابعاً – خسائر مزارع الأبقار والدواجن والنحل.

يوجد في البلدات والقرى الحدودية حوالي 200 مزرعة للمواشي والابقار والدواجن، جرى نقل ما يمكن نقلة منها الى اماكن أمنة، لكن أدى القصف الاسرائيلي الى تدمير واحراق عدد منها، وقد نفق حوالي 500 رأس ماعز في كفرشوبا و200000 ألف طير في مزارع الدجاج,

اما مزارع النحل، حيث يوجد في محافظتي الجنوب والنيطية حوالي 56000 ألف قفير، 60% منها موجودة في قضائي بنت جبيل ومرجعيون، وقد نفق قسم كبير منها بسبب الحرائق، والأوبئة القاتلة وعدم توفير الرعاية اللازمة خصوصاً خلال نقلها إلى أماكن بعيدة وآمنة.

خامساًـ الخسائر البيئية

قدرت مساحة الارض المحروقة بحوالي 1060 هكتاراً منها 52 هكتاراً مزروعة   زيتون، ومئات الهكتارات من الاشجار المثمرة والحرجية، لا سيما  السنديان والصنوبر ( حرج الصنوبر في كفرحمام). واشارت تقديرات المجلس الوطني للبحوث العلمية الى اضرار بيئية وفي مصادر المياه والمزروعات، وتقدر كلفة معالجة الاضرار بمئات ملايين الدولارات، علما أنها تحتاج الى سنوات من العمل والجهد.

وقد قدرت الدولية للمعلومات قيمة الخسائر الاقتصادية المختلفة في المناطق الجنوبية التى تتعرض للقصف بحوالي 350 مليون دولار، وهو رقم من المؤكد ان يتصاعد في ظل استمرار الحرب وازدياد ضراوتها.

وعليه، من المؤكد أن حجم الخسائر قد بلغ الحد الذى لا يستطيع الاهالي تحمله، وبدأت بعض اصوات النازحين تطالب وإن بشكل موارب بوقف الحرب وتعترض على أداء قوى الامر الواقع، ويفضل الكثير من النازحين العودة الى قراهم ومنازلهم على العوز والمهانة. وقد فعلها العديدون، لكنهم سرعان ما اضطروا إلى النزوح مجدداً مع تصاعد العدوانية الصهيونية وبلوغها حد تهديد حياتهم لمجرد انتقالهم داخل القرى أو قصد أرزاقهم لتفقد ما ضاع وما تبقى منها.

Leave a Comment