منشورات

بيان منظمة العمل الشيوعي في عيد العمال: ليكن يوماً لمواجهة سلطة المحاصصة المافياوية

أنتم مدعوون للتعبير عن رفضكم لهذه الاستباحة لطموحاتكم والتنكر لحقوقكم بالوسائل الديموقراطية المتاحة، في مواجهة قمع الاجهزة الامنية والاعتداء على الحريات، وإلى نبذ الممارسات العنّفية التي تخدم قوى السلطة وتسيء لنضالكم.

لمناسبة الأول من أيار عيد العمال العالمي صدر عن المكتب التنفيذي لمنظمة العمل الشيوعي في لبنان البيان التالي نصه:

    يطل عيد العمال العالمي والطبقة والقوى العاملة تكافح وسط جائحة الكورونا التي كشفت عجر الأنظمة السياسية والصحية في معظم الدول عن مواجهته، ففي لبنان ربطاً بما سبقه من انهيارات اقتصادية ومالية وركود وشلل، قاد ويقود إلى المزيد من إفقار العمال والموظفين وذوي الدخل المحدود، كما يطال الفئات الوسطى التي طالما وُصفت بأنها صمام الأمان في المجتمع اللبناني. لقد كشفت عملية الافلاس التي جرى تدبيرها للاقتصاد الوطني عن أقذر عملية نهب منظمة تعرض لها اللبنانيون على مدار عقود من جانب قوى السلطة السياسية – المالية المافياوية التي تتحكم بمصير البلاد، والتي تبذل محاولات حثيثة لتحميل النتائج للقوى العاملة والمنتجة الحية. ومعه تستفحل المؤشرات السلبية وأبرزها:

ـ تهاوي سعر صرف الليرة وتجاوز سعر الدولار في السوق عملياً عتبة ال4000 ليرة مفتوحة على مزيد من التراجع.

ـ التلويح بمصادرة مدخرات المواطنين الذين أفنوا حياتهم في العمل. يحدث هذا بعد نقل كبار المودعين من سياسيين ومصرفيين ودائعهم للخارج.

ـ تجاوز ارتفاع مختلف أسعار السلع الـ 100% والعديد منها  قارب 150% بفعل جشع التجار من جهة وارتفاع سعر صرف الدولار من جهة ثانية.

ـ تصاعد حجم الأسر تحت خط الفقر ووصل لأكثر من 50 % من عدد السكان بعد أن كان 33% قبل الانهيار، ما دعا العديد من المنظمات الدولية للتحذير من مجاعة تطال الملايين.

ـ إن مئات الألوف من العمال والموظفين باتوا في حكم العاطلين عن العمل بفعل تهاوي الشركات والمؤسسات في القطاعات كافة.

ـ إن الملايين من اللبنانيين الذين انخفضت رواتبهم، باتوا مهددين بفقدان الحد من الأمن الغذائي البسيط لهم ولأسرهم.

ـ استمرار السلطات الممسكة بمقاليد الأمور في خوض المعارك الوهمية بديلاً عن الخوض في العلاج الحقيقي لمجمل الأوضاع. ما يهدد السلم الأهلي وينذر بتعميق الكارثة الإقتصادية والمعيشية.

ايها اللبنانيون عمالاً وموظفين وذوي مهن حرة :

أمام وضع كالذي وصفنا بعض معالمه الكالحة أنتم مدعوون لإمساك قضيتكم بأيديكم، والنضال من أجل انتزاع حقوقكم من بين براثن هذه الطبقة التي لا تجد ما تطرحه سوى متابعة ما بدأته من سياسات نهب وبيع أملاك الدولة العامة.

 أنتم مدعوون للقيام بكل ما من شأنه التعبير عن مصالحكم التي يتم تغييبها من جانب هذه السلطة السياسية – المالية التي ترفض تحمل مسؤولية ما اقترفته أيديها من جرائم ثابتة.

 أنتم مدعوون إلى تشكيل اللجان في كل مواقع العمل والإنتاج من أجل خوض غمار معارضة شاملة وعلى مختلف المستويات.

أنتم مدعوون لجعل الأول من أيار يوماً لتجديد النضال في كل مواقع الاعتراض من الجنوب إلى الشمال، ومن بيروت إلى الجبل والبقاع.

أنتم مدعوون للتعبير عن رفضكم لهذه الاستباحة لطموحاتكم والتنكر لحقوقكم بالوسائل الديموقراطية المتاحة، في مواجهة قمع الاجهزة الامنية والاعتداء على الحريات، وإلى نبذ الممارسات العنّفية التي تخدم قوى السلطة وتسيء لنضالكم.

 لقد ثبت أن هذه السلطة لم تقرأ الرسالة التي أعلنتموها في انتقاضة 17 تشرين الأول وعلى مدى أشهر، وامتدت على مساحات شوارع وساحات الوطن، وقد آن الأوان لإعادة التأكيد على مطالبكم المعلنة، فالكورونا ليست أكثر خطراً وفتكاً من سلطة المحاصصة السياسية – المصرفية القائمة.

المؤكد أنكم قادرون على المواجهة كخطوة نحو بناء لبنان العدالة والمساواة والديموقراطية والعلمانية .

                المكتب التنفيذي لمنظمة العمل الشيوعي في لبنان       بيروت في 28 نيسان 2020