البقاع 12 حزيران 2023 ـ بيروت الحرية
لمناسبة اليوم الوطني لشهيدها، وتكريماً لأحد مؤسسيها المناضل خالد زين الدين “ابو كفاح” عضو منظمة العمل اليساري الديمقراطي العلماني ـ فرع بعلبك، نظمت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين مهرجاناً جماهيرياً حاشداً في صالة المركز الثقافي الفلسطيني في مخيم الجليل في البقاع، شارك فيه ممثلو الاحزاب اللبنانية والمخاتير وعائلة واصدقاء الراحل الكبير والفصائل واللجنة الشعبية الفلسطينية والمؤسسات وعدد واسع من الشخصيات اللبنانية والفلسطينية وجمهور كبير من ابناء الشعبين الفلسطيني واللبناني، وحشد من كوادر واعضاء الجبهة وقطاعات العمال والمراة والشباب، يتقدمهم عضو مكتبها السياسي اركان بدر وعضو لجنتها المركزية عبد الله كامل وعضو قيادتها في لبنان عماد الناجي.
ابتدأ المهرجان بكلمة ترحيب القاها الرفيق محمود كساب عضو قيادة اتحاد الشباب، تلته كلمة الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين القاها عضو مكتبها السياسي الرفيق ابو لؤي اركان بدر فتحدث عن مسيرة المناضل الكبير ودوره الطليعي في حركة القوميين العرب ومنظمة العمل الشيوعي والجبهة الديمقراطية. وألقى كلمة تجمع ابناء بعلبك المناضل حكمت عواضة فعرض لمسيرة ودورابو كفاح في مواجهة العدو الصهيوني.
كلمة منظمة العمل اليساري الديمقراطي العلماني القاها نائب رئيس المكتب التنفيذي الرفيق حاتم الخشن، عرض فيها لمسيرة النضال المشترك بين الجبهة الديمقراطية ومنظمة العمل الشيوعي، وبين الشعبين الشقيقين اللبناني والفلسطيني. فأبو كفاح هو رفيق في الجبهة الديمقراطية ورفيقنا في منظمة العمل الشيوعي، ثم في منظمة العمل اليساري الديمقراطي العلماني حتى لحظة الرحيل .كان فخرنا معا، وكان طريق العبور من بعلبك الى دمشق الى عمان الى فلسطين التي احب وعشق. مناضل فلسطيني متفانٍ ولبناني ملتزم نصرة الفقراء من شعبه المقهور .
ابا كفاح.. لقد جسدت النموذج الامثل للعلاقة بين الجبهة الديمقراطية ومنظمتنا منظمة العمل في الانتماء الوطني – العروبي منذ نشأة التنظيمين: فلسطينيين، قوميين، عروبيين ويساريين
وأضاف: للصدفة وفي هذا اليوم بالذات غادرنا رفيق نايف حواتمه وجورج حبش وياسر عرفات وجورج حاوي وكمال جنبلاط “القائد ابو خالد” محسن ابراهيم امين عام منظمتنا الذي ارضعنا حليب فلسطين وعشقها والموت في سبيلها ومؤسس “جمول” مع الشهيد جورج حاوي لمقاومة عدوها.
هذا القائد اوصانا بأن نستمر على خطاه ونحن على خطاه سائرون. قال لنا: تأكدوا بأن فلسطين ستتحرر، لكن الطريق طويلة وصعبة وتستدعي تضحيات جسيمة. وقال لنا: أن تقصير الطريق الطويلة له شروط هي:
أولاً: وحدة الشعب الفلسطيني في خياراته، وهذه لن تكون دون وحدة قياداته وانتظام عمل مؤسساته والعلاقات الديمقراطية بين مكوناته.
ثانياً: قال لنا أن نشدد على قراركم الوطني المستقل الذي لا توظفه جهات فارسية، أم تركية، أم عربية الولاء تحت غطاء التطبيع، تُعطي بيد وتُطعن بأخرى.
وقال لنا ثالثاً: ألاَّ تعتمدوا خياراً واحداً على طريق هزيمة العدو، فأنتم جربتم كل الخيارات العنفية والسلمية ودفعتم اثمانا باهظة. فالمقاومة أشكال فابحثوا عن الممكن والافضل واستثمروا نتائجه في السياسة، فكلاهما مهم، والعلاقة بينهما جدلية لا ينفي أحدهما الآخر. كونوا موحدين في الميدان لتحصدوا في السياسة والعكس .
وقال لنا رابعاً: لا تقللوا من أهمية وحدة الموقف العربي تجاه قضيتكم، الذي لا يتطور الا اذا لمس اصراراً وتوحداً في الخيارات الفلسطينية .فلسطين الوطنية الديمقراطية العلمانية سيبزغ فجرها تباعاً كلما تهاوت أنظمة الاستبداد الديني والعسكري والمذهبي وتحولت نحو الديمقراطية والعدالة الاجتماعية .
وقال لنا خامساً: إن فلسطين ليست قضية وطنية وعربية فقط، بل هي قضية عالمية دولية اممية تستدعي انتصار المؤسسات الدولية لها ومناصرة شعوب العالم وخاصة الغرب وبالتحديد برلماناته ونقاباته وقواه المجتمعية.
وتابع: لنعد إلى وطننا المنكوب لبنان، بلدٌ ينهار وانتفاضة قمعتها الطوائف ومؤسسات معطلة وقطاع عام جائع، والانتحار والسرقة والقتل والفوضى سيدة الموقف، وازمة اللجوء السوري تتفاقم، ومنصب رئاسة الجمهورية شاغر. وكل المؤشرات تدل، سواء كانت داخلية أم إقليمية ودولية أن الفراغ مستمر.
وتبقى المعارضة التي نحن منها تعيش حالة مخاض عسير لا حل للبلد الا بتجاوزه نحو استعادة بناء حركة شعبية ديمقراطية برجوعها إلى مسقط راسها بتبني مصالح الفقراء والمضطهدين، كي تستطيع هذه الحركة مواجهة نظام الطوائف واحزابها المذهبية نحو بناء الدولة الديمقراطية العلمانية العادلة.
ونحن كمنظمة عمل يساري نبذل جهوداً حثيثة في هذا السياق للتوافق على الحد الأدنى في السياسة على قاعدة الاستقلال التام والصارم عن أحزاب الطوائف، وعلى قاعدة الرحابة كل الرحابة في العلاقة مع الاحزاب الوطنية والعروبية والديمقراطية ومجموعات الانتفاضة والنواب التغييريين، لعلنا نخطو خطوة واضحة على الطريق الذي لا بديل عنه، فنحن في مواجهة نظام طائفي – مذهبي راسخ، لا تهز اركانه الا حركة شعبية على مستوى الوطن لاسقاطه بالضربات المتتالية بعيداً عن اللجوء إلى العنف .
وأخيراً، كلمة العائلة والاصدقاء القاها المناضل ابو نضال صلح، حيا فيها الجبهة، وأثنى على دور المناضلين والمؤسسين الاوائل امثال خالد زين الدين الذي افنى حياته مناضلا من اجل فلسطين وعلى طريق تقرير المصير والعودة والدولة والقدس، ومن أجل التغيير والديمقراطية في لبنان.
Leave a Comment