أبو نبيل أحمد الحنّاوي
خفِّفْ عنِ الناسِ ما يلقَوْنَ مَنْ أَلمٍ
فَإِنْ عَجِزْتَ فأَخْرِجْ طَيِّبَ الكَلِمِ
وانْسُجْ مِنَ الفَأْلِ أَثْواباً لِتُفْرِحَهُمْ
وكُنْ كَنورٍ لهمْ في أَحْلَكِ الظُّلَمِ
لا يُسْعِدُ الناسَ في قَوْلٍ وفي عَمَلٍ
إِلَّا امْرُؤٌ طَيِّبُ الأَخْلاقِ والشِّيَمِ
بهذه الأبياتِ التي أجْهَلُ قائِلَها أرْثيكَ أخي أبا حسن، لأَنّني أُقَدِّرُ روحَ الإِنسانيّةِ الصافيةِ التي كانتْ تغْمُرُكَ، وتفْرِضُ عليك أَنْ تكونَ قُرْبِ النّاسِ في أَحلَكِ الأيّامِ.
لمْ أَعْرِف بِكَ إلّا الهِمَّةَ والسّعْيَ الحثيثَ لِتحْقيقِ العدالةِ الإِجتماعيَّةِ بينَ جميعِ طبقاتِ المجتمعِ على اختِلافِ مشاربِهِم، وتَنَوُّعِ مذاهبِهِم، تصبو إلى رِفْعةِ الإنْسانِ .
كُنْتَ ثائِراً على الإِقطاعِيّةِ البغيضةِ، حامِلاً لواءَ المعارضةِ لِكُلِّ مساومٍ على حقوق الفقير، صلْباً في موْقِفِكَ لا تَحيد عنه ولا تتنازل، شامِخاً في عنْفوانِك ، ثابِتاً في رأْيِكَ
مُؤمِناً بعقيدَتِك، سلساً في إِقناعِكَ لإِيصالِ الفكْرَةِ التي تريد.البسمةُ لا تُفارِقُ وجهَكَ تُعَبِّرُ عنِ الروحِ الطَّيِّبةِ التي تسكنُ في ذاتِك.
في ذِكْرى رَحيلِك َ الأولى أفتَقِدُ الرأْيَ الحرَّ العابِرَ للطوائفِ، القاهرَ للفوارقِ الثابتَ في تحقيقِ الهدف.لا أنسى لقاءَنا الأخير أواخِرَ تشرين الأوّل حيثُ علامات ِالأسى واضحةً على ما وصلتْ إليه البلاد، ولكن كان الأملُ ماثِلاً أمامك في شبابٍ ينتفضون. اتفقْنا على لقاءٍ آخر قبل سفري، ولكن مع الأسف لم يتحقّق لظروفٍ قاهرة، وكان الإتّصال الهاتفي صبيحةَ التاسع من تشرين الثاني ٢٠٢٠ وأنا في المطار أتأهّبُ لصعودِ الطائرة، أحْسَسْتُ عندها بألمِ الفراق ،قائلاً لي هل نلتقي!!؟
لروحِكَ الرحْمَةُ والسكينة من العليِّ القدير
ذكراكَ الطَّيِّبَةُ ستبقى ماثِلةً في نفوسِ محّبيك….
Leave a Comment