اقتصاد

الريجي ترفع اسعار منتوجاتها وتُبقى سعر التبغ على حاله

محمد قدوح

بيروت 30 آب 2024 ـ بيروت الحرية

اعلنت إدارة الريجي الأسبوع الماضي أنها ستبدأ استلام محصول التبغ للعام 2024 بدءاً من 10 ايلول المقبل، اي قبل حوالي شهرين من الموعد المعتاد، وأن عملية الشراء ستتم على اساس السعر الذي اعتمد العام الماضي ، أي 5.5 دولار للكلغ الواحد.

لا شك أن هذا الاعلان يمثل بادرة ايجابية من جانب إدارة الريجي، تصب في مصلحة المزارعين، سواء لجهه تدارك تلف محصول التبغ بسبب القصف الاسرائيلي الذي يطاول مختلف بلدات وقرى الجنوب، أم لجهه مساعدة المزارعين على تامين احتياجاتهم الحياتية والمعيشية المتزايدة بسبب الحرب والنزوح المتكرر مع متطلبات ذلك على الصعيد المعيشي.

لكن في مقابل هذه الخطوة إلى الامام لمصلحة المزارعين، سجلت إدارة الريجي خطوتين إلى الوراء تمس بحقوقهم البديهية وهما:

الأولى، تتعلق بعدم رفع سعر شراء كلغ التبغ إلى المستوى الذي كان عليه قبل الأزمة المالية، اي 9 دولارات، وذلك اسوة برفع إدارة الريجي اسعار جميع منتجاتها، ولتى بلغت المستوى الذي كانت عليه قبل الأزمة المالية، وربما تجاوزت اسعار بعض الاصناف هذا المستوى.

الثانية، تتعلق بعدم تصرف إدارة الريجي كرب عمل للمزارعين، وتجاهلها التام لأوضاع الذين لم يتمكنوا منهم من زراعة مواسمهم، وتقدر نسبة هؤلاء بأكثر من 50%. هذا من جهة، ومن جهة ثانية، هناك الأعباء الإضافية التي تحملها المزارعون على سائر مستلزمات هذه الزراعة، مع ما يرافق ذلك من مخاطر على حياتهم وأضرار لحقت بأرزاقهم.

صحيح أن ادارة الريجي ليست الجهة المعنية بالتعويض عن اضرار الحرب ، لكنها معنية بصفتها رب عمل  بتقديم مساعدة اجتماعية طارئة للمزارعين الذين تعذر عليهم زراعة مواسمهم، لا سيما وانها المصدر الوحيد لتأمين لقمة عيشهم ونفقات حياتهم، وذلك أسوة بالمساعدات الاجتماعية التي تقدمها المؤسسات العامة لموظفيها.

ومن البديهي أن تعطى هذه المساعدة للمزارعين الفعليين، باعتبار أن قسما من اصحاب الرخص لا يزرع، انما يؤجر رخصته للمزارعين الفعليين، وقسما آخر من اصحاب الرخص لا يزرع أيضا، ولكنه يشتري فائض الانتاج من المزارعين، ويبيعه للريجي. وغالبية هذا القسم من موظفي الريجي وغيرها من المؤسسات العامة. وتعتمد النقابة عليهم لتأمين استمراريتها وتسويق سياسات إدارة الريجي.

في مواجهة هذه السلبية من جانب إدارة الريجي، دعا تجمع مزارعي التبغ في الجنوب والبقاع الغربي لتنفيذ اعتصام امام مركز الريجي في مدينة صور قبل 20 ايلول، للمطالبة برفع السعر، وتقديم مساعدة اجتماعية طارئة للمزارعين الذين خسروا موسم العام الحالي، والمطالبة ايضأ ببدء التحضير لدفع التعويضات للمزارعين، لأن موسم التبغ هو مصدر الدخل الوحيد لهم. مرة جديدة تثبت إدارة الريجي بأنها تتصرف بخلفية التاجر الشاطر، وليس بخلفية المؤسسة العامة التي تستوحي في عملها مصلحة المزارعين والمواطنين خصوصا في الظروف المعلومة التي يمر بها الجنوب والبقاع الغربي بالتحديد ولبنان عموماً. ولذلك يجب دعم هذا التحرك، لأن نقابة مزارعي التبغ في مكان آخر له علاقة بمصلحة الريجي كشركة اكثر من علاقته بمصلحة المزارعين.

Leave a Comment