بيروت 3 تشرين الاول 2024 ـ بيروت الحرية
تحدّث رئيس المكتب التنفيذي لمنظمة العمل اليساري الديمقراطي العلماني الرفيق زكي طه إلى موقع المدن الالكتروني في اطار موضوع عنوانه:
“مواقف اليسار من الحرب: صد العدوان بالسلاح ام بالمفاوضات”. في مقال للزميل وليد حسين، كما تحدث تحت العنوان نفسه كل من: مسؤول العلاقات السياسية في الحزب الشيوعي اللبناني حسن خليل وكذلك خليل ريحان احد مؤسسي تيار التغيير في الجنوب ومن مؤسسي اليسار الديمقراطي.
وهنا نص مداخلات الرفيق زكي طه حول الاسئلة المطروحة في اطار الموضوع:
موقع المدن: رئيس المكتب التنفيذي لمنظمة العمل اليساري الديمقراطي العلماني (منظمة العمل الشيوعي سابقاً) زكي طه قال: أعتقد أن حزب الله لم يكتف بجر البلد إلى الحرب، بل دخل في معركة مساندة كتغطية لقرار إيران والمحور بعدم الدخول بالحرب. وهذا نتيجة خضوع القيادة الإيرانية للتهديدات الأميركية. لكن المشكلة أن معارك المساندة لغزة على سائر الجبهات لم تحقق المساندة، ولم تغير بمسارات الحرب الإسرائيلية على غزة ولاحقاً على الضفة الغربية. وأضافة هدف حماية لبنان لم يبدل في طبيعتها. لأن الحزب لم يأخذ بنظر الاعتبار رأي اللبنانيين، ولا مصلحة البلد الوطنية. لقد شكل قرار الحزب إمعاناً في مصادرة قرار الحرب والسلم على نحو منفرد من دون أي اعتبار للآخرين. حتى بالنسبة لشركائه في السلط، مما يعني أنه فرض على اللبنانيين جميعاً الخضوع أو التسليم بالامر الواقع.
لكن هل عدم تدخل حزب الله كان سيجنب البلد الحرب؟ يقول طه: لست بوارد تبرئة اسرائيل من أطماعها أو عدوانيتها حيال لبنان، لكني أعتقد أن حرب الاسناد استغلتها اسرائيل للتغطية على حربها المتمادية على غزة. وهي لم تقدم دعماً ولم تفد القضية الفلسطينية. إن دعم غزة والقضية الفلسطينية لا يكون باستسهال تعريض البلد للدمار والخراب، بل يتحقق الدعم ببقاء البلد موحدا. بينما التفريط بالبلد يضعه في خانة العجز عن ممارسة الدعم لانه يضع اللبنانيين امام اولويات مختلفة كما هو الحال مع أكثرية المجتمعات العربية.
وأضاف طه: بالنسبة لنا الأولوية هي وقف الحرب مدخلاً لانقاذ البلد وبقائه وطناً لابنائه.. وهي لن تتوقف قبل تولي المسؤولين اللبنانيين الرسميين مسؤولياتهم، هناك تخلٍ وخضوع من الحكومة اللبنانية، التي هي حكومة حزب الله، ورئيس المجلس النيابي نبيه بري يتماهيان مع قرار الحزب بالمضي في الحرب. وكل المحاولات لفصل لبنان عن غزة قُوبلت بالإمعان في التسليم بما يريده حزب الله من ارتباط ومساندة. فكل المطالبات الدولية بفصل المسارين كانت تلقى جواباً وحيداً هو أن الحزب مستمر بربط المسارين. ولغاية الساعة هناك هروب من تحمل المسؤولية من قبل رئيس الحكومة ورئيس المجلس. حتى أن الاعلان الصادر عنهما بتجديد الالتزام بتطبيق القرار 1701 والتفاوض بشأن تنفيذه، مرهون بوقف إطلاق النار الذي لا أحد يعلم أين وكيف ومتى يمكن أن يتحقق.
ونسأل طه: هل وقف حزب الله النار في لبنان ينعكس إيقاف إسرائيل عدوانها على لبنان؟ فيرد: إذا قررت الحكومة اللبنانية استعادة قرار السلم والحرب، وقررت تكليف الجيش اللبناني تولي مسؤولية أمن الجنوب حتى الحدود بالتنسيق مع القوات الدولية، فإن هذا الأمر سيكون بمثابة تقديم اوراق اعتماد للدولة امام المجتمع الدولي، ومحاولة جدية لسحب الذرائع الإسرائيلية. وهذا من شأنه أن يضع حزب الله تحت سلطة الدولة، وعدم بقائه سلطة موازية أو بديلة لها.
لكن الإسرائيلي صعد مواقفه وبات يطالب بنزع سلاح حزب الله لوقف العدوان. ما هو ردكم؟ أعتقد أن إسرائيل تصعّد لأن الدولة اللبنانية والحكومة ورئيس المجلس يقيمون تحت سقف قرار الحزب الذي أكده نائب أمين عام حزب الله نعيم قاسم عندما أعلن الاستمرار بحرب مساندة غزة.
ونسأل طه: كيف برأيك نحمي البلد؟ يجيب: المطلوب من اللبنانيين التلاقي لانقاذ البلد وحمايته موحدين من العدوانية الاسرائيلية المدمرة، وعدم إحالة الأمر على الخارج سواء في صيغة رهان عليه أو ارتهان له. لن تنقذنا أميركا ولا إيران؟ ثمة تخلٍ من كل قوى السلطة عن مسؤوليتها. وهناك مشاريع فئوية وحسابات رخيصة، هناك من ينتظر تدمير حزب الله ومن ينتظر انتصاره. لا أحد يسأل عن مصير البلد. نحن نشهد حرباً إسرائيلية مدمرة وشعواء لا تبقي ولا تذر، فلمصلحة من هذا؟
وأضاف طه: إسرائيل مسؤولة عن دمار لبنان ومسؤولة عن الحرب. والولايات المتحدة الأميركية تغطي هذه الحرب. والوضع العربي بعضه متواطئ مع الحرب وأكثره عاجز عن التأثير في مجرياتها. الفرنسي والأوروبي، كما الاميركي الاولوية وجود وأمن ومصالح اسرائيل. الروسي ينسق مع اسرائيل في سوريا والصيني يبحث عن مصالحه. علينا عدم الاستسهال امام سؤال من ينقذ لبنان؟ الانتظار والتخلي عن الدور المطلوب لا ينقذ البلد. لذا جميع القوى اللبنانية في السلطة وخارجها مطالبون بالمبادرة للانتساب للبلد ولمصلحتة الوطنية الجامعة والتخلي عن مشاريعهم الفئوية. المطلوب حماية البلد كي يبقى للجميع. الحرب الحالية ليست على حزب الله، بل على كل لبنان. ومن سيُهزم ليس حزب الله بل البلد. وبالنسبة لنا القضية بقاء البلد وإنقاذه وليس حماية المقاومة. المقاومة وسيلة وليست غاية. لذا نرى أن الأولوية هي لقيام الدولة من خلال انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة وتكليف الجيش بحماية الحدود وعدم وضعه على الهامش وتركه لمصيره مثله مثل النازحين. المتروكين على ارصفة الشوارع وفي الساحات. نحن ندعو كلفة القوى للضغط على من هم في السلطة أن يتحملوا مسؤولياتهم كاملة قبل فوات الأوان.
*نشرت على موقع المدن الالكتروني في اطار مقال الزميل وليد حسين بتاريخ ٣ تشرين الاول ٢٠٢٤.
Leave a Comment