توفيق سلطان*
تعود معرفتي بأبي خالد إلى نهاية خمسينيات القرن الماضي. كان محسن في قيادة حركة القوميين العرب إلى جانب د.جورج حبش، وكنت قريباً منهم ونصيراً لهم بداية في رابطة الطلاب اللبنانيين بالقاهرة .
وحين عدت في بداية الستينيات إلى طرابلس تابعت نشاطي السياسي فكنت قريباً من الحركة في طرابلس، ومن ثم في بيروت مع أبي خالد حتى أنني جمعت في منزلي في طرابلس أول اجتماع للحركة مع حزب البعث. فكان من الحركة محسن ابراهيم ومحمد كشلي ومن حزب البعث د . عبد المجيد الرافعي وعلي الخليل وخالد يشرطي .
اذا أردت أن أذكر المحطات التاريخية لعملي السياسي مع أبي خالد فإني أحتاج الى آلاف الصفحات ، فمن اليمن الجنوبي إلى الجزائر والقاهرة إلى دمشق وبغداد والكويت.
كل ما أستطيع أن أقوله في ذكرى غيابه إنه كان ألمعياً، ندر من عرفه الا وأحبه وعشق مجلسه واستفاد من فكره النير .
لقد تعلمت الكثير من أبي خالد فكان خير صديق ومعين في الشدائد .
لقد جمعتنا فلسطين كما جمعنا كمال جنبلاط وياسر عرفات ، فمن الحركة الوطنية ومشروعها لتطوير النظام السياسي بقيادة الشهيد كمال جنبلاط ‘لى نضالاتها المطلبية والوطنية والقومية، إلى الجبهة العربية المشاركة للثورة الفلسطينية التي لعبت دوراً رائداً على مستوى الوطن العربي بقيادة كمال جنبلاط ، وكان محسن ابراهيم أساسياً في كل محطة .
لقد كان محسن ابراهيم المحرك الأساسي للعمل الوطني. لذلك اختاره الشهيد كمال جنبلاط أميناً عاماً تنفيذياً للحركة الوطنية ، فبحنكته ومقدرته استطاع أن يجمع الأحزاب والشخصيات الوطنية، وأن ينسق المواقف مع التنظيمات الفلسطينية في أصعب الظروف ، إلى اطلاقه جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية مع رفيقه في النضال القائد الشهيد جورج حاوي من منزل الشهيد كمال جنبلاط.
وفي المناسبة لا بد لي من أن أبدي أسفي لموافقته على حل الحركة الوطنية، وما تركته من أثر سيء على مجمل العمل الوطني في هذا الظرف الصعب الذي يمر به لبنان .
تحية إلى محسن في ذكرى وفاته، وعتبي أنه غادرنا دون أن يودعنا وكأني به يريد أن يخفف عنا لوعة الفراق.
*قيادي سابق في الحركة الوطنية اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي
Leave a Comment