محمد فران
لا نستطيع الحديث عن الرفيق والصديق محمد مروة “أبو حسن” إلاّ في سياق الظروف التي مرّ فيها لبنان خلال عقود نضاله..
أبو حسن الشاب الوسيم المناضل، الذي ناضل بإندفاع وإخلاص في إطار الحركة النقابية اللبنانية، وخاصة وسط حركة المعلمين والعمال الزراعيين ومزارعي التبغ، والصيادين، ومختلف القطاعات الشعبية..
ناضل بأقصى العطاء والوفاء من موقعه السياسي في منظمة العمل الشيوعي وفي المجلس السياسي للحركة الوطنية في قضاء الزهراني مع نخبة من المناضلين والمثقفين وفي طليعتهم حينذاك الشاعر الكبير المناضل جوزيف حرب..
وفي مواجهة الإجتياح الإسرائيلي عام 1982، لعب الرفيق “أبو حسن” دوراً هاماً في تأطير وتنظيم قوى المقاومة الوطنية اللبنانية ضد العدو الاسرائيلي وعملائه، معرّضاً حياته في كل لحظة للإعتقال، أو الاستشهاد..
وبعد التحرير كان من الذين رفعوا الصوت ضد إستمرار الحرب الأهلية العبثية في أسوأ تجلياتها.
وفي الذكرى السنوية الاولى لرحيله، لا يسعنا إلاّ أن نتذكر عدداً من القادة الرفاق الذين سبقوه الى دار الفناء: عدنان حلواني، حكمت العيد، عبدالفتاح سوق، وداد شختورة، محمود الشوباصي، فؤاد المقدم وخالد غزال، وقافلة طويلة من القادة المناضلين الذين سقطوا دفاعاً عن الشعب والأرض ومن أجل لبنان أكثر تقدماً وأكثر ديمقراطية..
إننا نفتخر بمسيرتنا النضالية والوطنية، وما قدمناه من تضحيات وشهداء، وما تعرضنا له من إضطهاد وإعتقال. كانت مسيرة مشرّفة نظيفة، مسيرة مستقلة، لا تسعى الى مكاسب ومواقع خاصة.. ونعتز بإستقلاليتنا عن أية تبعية خارجية، تكبّل عملنا، وتكبحُ أهدافنا الوطنية العليا..
وإن صفاتنا هذه هي أقوى سلاح نمتلكه، وعلينا أن نحافظ عليه، وأن نشحذه بإستمرار في وجه كل من يحاول التفريط بهذا الإرث النضالي الوطني عبر كشف أي مسؤول لأي جهة إنتمى. ووضع النقاط على الحروف كي نحفظ، ونكون أوفياء لدماء الشهداء الذين ضحّوا، وإفتدوا أرواحهم من أجل منظمتهم وقضيتهم الوطنية الشريفة.
في الذكرى السنوية الاولى لرحيلك رفيقي وصديقي لن ننساك ولن ننسى تاريخك وتضحياتك وتفانيك، سنتذكرك دائماً ونتذكر وجهك الصبوح الجميل وهدوءك ولطافتك وطلتك البهيّة..
أبو حسن، إبن العائلة العريقة التي لا ينقصها المال أو الجاه.. ستبقى معنا وفي ذاكرتنا، نراك في وجوه زوجتك وإبنتيك، وفي وجوه إخوتك ورفاقك وأصدقائك..
تحية لعينيك ولقلبك الطاهر وفكرك النقيّ المستنير..
وداعاً صديقي
Leave a Comment