منشورات

يُحمّل فرع الشمال في منظمة العمل الشيوعي قوى السلطة المسؤولية عن سياساتها في طرابلس ويدين عنف الأجهزة الأمنية ويستنكر حرق المرافق العامة

   بيان صادر عن منظمة العمل الشيوعي ـ فرع الشمال:

 إن الانفجار الاجتماعي الذي شهدته مدينة طرابلس هو نتيجة حتمية للمأزق السياسي العام الذي تغرق فيه البلاد، في ظل الارتهان للخارج وجراء الأزمة السياسية العامة التي تعصف بالبلاد ونهج التعطيل لمؤسسات الدولة والحكم، والإمعان في تقاذف الاتهامات بين أطراف قوى المحاصصة الطائفية وفي مقدمها العهد، وزج البلاد في الفوضى الاهلية على كل الصعد.

    إن قوى السلطة المتصارعة تتحمل كامل المسؤولية ليس عن الازمة السياسية وحسب، إنما عن الانهيار الاقتصادي المالي، وما نتج عنه من تداعيات بالغة الخطورة على حياة اللبنانيين عموماً وأهل الشمال وطرابلس خصوصاً، خاصة على الصعيد الاجتماعي والمعيشي، ما ساهم في ارتفاع مستويات الفقر والبطالة وكرسها المدينة الأشد فقراً على حوض المتوسط، باعتبارها تعاني من الاهمال المزمن والتهميش المقصود. وما زاد من حدة الأزمة الانتشار الواسع لوباء الكورونا وسياسة الحجر والاقفال المتلاحق والاقفال المستمر وتجاهل الوضع المعيشي الكارثي للفئات الفقيرة ومحدودة الدخل التي باتت المجاعة تدق أبوابها.

   إن طرابلس بما تضمه من فئات كادحة ومفقرة من أبنائها والمقيمين فيها، تحصد نتائج الإهمال المستدام  لجميع بُناها الاقتصادية دون استثناء، بدءاً من المرفأ والمعرض، مروراً بالمصفاة وانتهاءً بجميع قطاعاتها الاقتصادية الصناعية والخدماتية، مما يضاف إلى أحياءها وحاراتها التي تضم عشرات الوف العمال وتعاني من غياب أبسط الخدمات  الضرورية  من المدرسة إلى المستوصف والماء والكهرباء وغيرها من مقومات العيش.

   إن أطراف السلطة السياسية وممثلي المدينة ومرجعياتها لم يكتفوا بالتهرب من مسؤولياتهم ورفض القيام بأبسط واجباتهم في البحث عن حلول اجتماعية للأزمات المستحكمة بالمدينة، بل عمدوا إلى تجاهل التحذيرات المسبقة من انفجار الوضع، ولجاؤا جميعاً إلى استغلال ما حل بالمدينة وأهلها لحسابات سياسية وفئوية رخيصة واستخدام بعض المجموعات التابعة لهم من الفقراء والمعوزين في صراعات المحاصصة وتصفية الحسابات، والهدف إلصاق تهمة الارهاب بأهل المدينة وشيطنة نضالهم المطلبي والوطني الذي نهضوا بأعبائه دوماً، وعقاباً لهم على دورهم المجيد والمميز في انتفاضة 17 تشرين المجيدة.

    إن منظمة العمل الشيوعي، إذ تستنكر سياسة الدولة تجاه العاصمة الثانية، وتدين ممارستها للعنف بأشكاله الاقتصادية والمعيشية والاجتماعية والأمنية الذي تسلطه على المدينة والبلاد، وكذلك إقحام المؤسسة العسكرية والأجهزة الأمنية في مواجهة أهلهم ومن يشبهونهم من فقراء يعانون من سياسات وممارسات سلطة الفساد والنهب والمحاصصة. كما تدين أيضاً  ممارسات بعض المجموعات المشبوهة التي عمدت إلى احراق دار البلدية وغيرها من المرافق العامة، الأمر الذي يشكل غطاء وتبربراً لأداء السلطة وممارساتها.

   إن منظمة العمل الشيوعي تؤكد على  حرية وحق التعبير السلمي الديموقراطي عن الوجع والجوع لأهل طرابلس وكل اللبنانيين،  فهي تدعوالقوى الديموقراطية والوطنية وكل المتضررين من الأوضاع السياسية العامة التي تزخر بها المدينة والشمال، إلى تطوير التحركات المطلبية والاحتجاجية وتنسيق الخطوات بين مكوناتها لإعادة المدينة إلى موقعها الطبيعي والدفاع عن السلم الأهلي وحق النضال المطلبي كما وأنها تدعو الطبقة السياسية إلى تحمل مسؤولياتها وتشكيل حكومة على نحو عاجل لتتولى علاج المشكلات من منطلق اجتماعي، بدل المغامرات الأمنية التي لا تقود إلا إلى صب الزيت على نار الأوضاع الملتهبة والدفع بالبلد  وطرابلس خصوصاً نحو الخراب.

     طرابلس 31 كانون الثاني 2021         

  منظمة العمل الشيوعي في لبنان ـ  فرع الشمال      

Leave a Comment